اعترض بعض الأثريين علي تمثال (السيدة المصرية) للنحات "محمد بكر الفيومي" الموضوع في مطار القاهرة، سبب الاعتراض أن التمثال، يصور(سيدة بدينة)وهو بهذه الصورة يسيء الي سمعة مصر(!!)حين يكون هو أول مشهد يراه السائح عند وصوله الي مصر، في بلد يحوي ثلث آثار العالم.. ويطالبون بنقل التمثال من المطار، ووضع تمثال فرعوني بدلا منه أو وضع( مستنسخات) تجسد الحضارة المصرية بكل قيمها الجمالية الخالدة. الاعتراض غريب جدا، خاصة وأن التمثال هو واحد من عشرات الأعمال الفنية المصرية المعاصرة المعروضة داخل المطار.. خاصة أنه يأتي من مجموعة من الأثريين، يفترض أنهم يدركون القيم الجمالية والحضارية للعمل الفني، وتحديداً قيمة التماثيل والأعمال النحتية، لا أن يتوقفوا بشكل سطحي ساذج أمام معني العمل الفني(يرون في التمثال مجرد امرأة بدينة) ويرون أن تمثالا يصور امرأة مصرية (بدينة) هو تشويه لصورة مصر وسمعتها !! رغم أن تمثال (السيدة المصرية) والذي يطلق عليه النحات اسم(كيداهم) تعبيرعن المرأة في الأحياء الشعبية ،والتي يهتم الفيومي بتجسيدها، كما يهتم دائما بعالم البسطاء والمهمشين في الحياة المصرية...التمثال من أجمل وأعمق أعمال الفيومي، في تعبيره عن البيئة المصرية، وتجسيده لشخصية المرأة المصرية الشعبية، بكل أصالتها وبساطتها وطيبة ملامحها..يدهشني أن يكون الاعتراض علي تصوير التمثال (للبدانة) رغم أن كبار الفنانين في العالم، اشتغلوا علي(المرأة البدينة) رسمها "جوجان" ورسمها "بيكاسو" والمكسيكي "فرناندو بيترو" وهناك فنانة مصرية شابة "عزة مصطفي" تخصصت فقط في رسم النساء البدينات. لا يوجد موضوع يصلح للعمل الفني، وموضوع آخر لا يصلح، ما يهم دائما هو رؤية الفنان للموضوع، وكيفية صياغته لهذه الرؤية....بدانة السيدة المصرية في تمثال بكرالفيومي، لا تنتقص من القيمة الفنية للتمثال، بل العكس، هي إحدي قيمة الجمالية.