التشريح الافتراضي مصطلح جديد وغريب علي الاسماع لكن يبدو انه سوف يدخل ادبيات عالم القانون وتقصي الحقيقة والفضل لذلك يعود الي عالم سويسري ومنذ التوصل الي علم التشريح ومازالت نفس التقنيات القديمة المستخدمة كما هي فالذي يحدث هو قيام الطبيب الشرعي بتشريح جثة المتوفي وفحصها فحصاً دقيقاً وربما اخذ عينات منها وهو ما يسبب اذي نفسياً كبيراً لأسرة المتوفي بعد مشاهدته التي غالباً ما تسفر عن تشويه المتوفي هذا بالاضافة الي بعض المحاذير الدينية التي تجعل البعض ينظر الي التشريح وكأنه مخالفة شرعية وانتهاك لحرمة الأموات. أما التشريح الافتراضي فيقوم علي تصوير الجثة باستخدام التقنيات الحديثة للتصوير ثلاثي الأبعاد والتي تستطيع من خلال الوسائل الطبية المتقدمة في القياس تحديد حجم الجروح وطبيعتها ووزن الاعضاء الداخلية وحالتها ودرجة التحلل التي وصلت اليها بحيث تقدم صورة كاملة لحالة الجثة من داخلها وخارجها وكل هذا دون استخدام المشرط او ترك علامات علي الجثة .وقد ابتكر هذه الطريقة ريتشارد درينهوفر المدير السابق للطب الشرعي في العاصمة السويسرية برن، والتي عمل علي تطويرها من بعده خلفه مايكل ثالي وزملاؤه في معهد برن لعلوم الطب الشرعي حتي اصبح الطب الشرعي الآن في سويسرا لا يلجأ للمشارط في حالات التشريح الا نادراً.ويقول خبير الطب الشرعي مايكل ثالي ان التشريح يؤدي في جميع الاحوال الي افساد ابعاد الجسم في حين ان استخدام تقنيات التصوير ثلاثي الابعاد يجعلنا نحصل علي نفس النتائج دون العمل علي الجثة. وتعتمد تقنيات التصوير الفوتوغرافي العادية علي التقاط بعدين للشكل محل التصوير، وعلي سبيل المثال في حالة تصوير جرح من الجروح فإن الصورة العادية يمكن ان تلتقط تفاصيل مثل وضع ومكان الجرح وطوله وعرضه، لكن استخدام تقنية التصوير ثلاثي الابعاد يؤدي الي تحديد عمق الجرح وبالتالي مثلاً طول النصل المستخدم في حالة اذا كان هذا هو السبب في الجرح او تحديد الاسباب الاخري ويعتمد التشريح الافتراضي علي مزيج من علوم التصوير وعلوم التشريح ويستخدم التشريح الافتراضي ماسح »سكانر« ثلاثي الابعاد لمسح الجثة من الخارج وتقديم صورة مجسمة لها، ثم يجري استخدام نظام »طوبوغراف« أو مسح كمبيوتر متعدد الشرائح ثم يجري تصوير الجثة بالرنين المغناطيسي والذي يتولي مهمة رسم ملامح الاعضاء وحالة الجثة الداخلية والتي تتيح تقسيم الجسم الي شرائح مقطعية مختلفة ومن زوايا متعددة حسب متطلبات التحقيق. كما يمكن استخدام تقنية الرنين المغناطيسي لتقدير وقت الوفاة بالتركيز علي درجة الايض والتحلل في خلايا المخ اما في حالة الرغبة في الحصول علي عينات لاخضاعها للفحص المجهري فيمكن استخدام سرنجات دقيقة لتوجيهها بالضبط الي المكان المفترض اخذ العينات منه.