علي مدار السنوات القريبة الماضية شهد الوسط الرياضي عمالقة ليسوا بكثير، رجال كبار لم ينحنوا ولم يركعوا، صمدوا في الاحداث ولم يهربوا كالفيران ،تركوا مناصبهم وهم علي حق، قاوموا الباطل حتي اللحظات الاخيرة، تعاملوا بنزاهة وعدالة ومساواه، قاوموا الفساد وحاربوه بشموخ وعظمة وكبرياء الكبار . اجبروا من عايشهم أو تعايش معهم علي استنشاق الهواء الطلق ، لا الهواء الملوث الموبوء الذي يلوث الشرفاء، ويهدم الامناء، ويحارب اﻷقوياء، ويدوس المخلصين باﻷقدام من بين قائمة العمالقة الشرفاء لمع اسم طاهر أبو زيد وزير الرياضة السابق ونجم الاهلي ومصر الذي قامت له المدرجات، وهتفت له قلوب الملايين ناشئا ونجما ارتقي مكانة عالية بين عشاقه ومريديه . والسؤال لماذا طاهر ابوزيد ؟ ﻷننا لم نسمع صوته ولم نشاهده في الميديا منذ ان سلم الراية وأدي واجبه الوطني وزيرا جريئا وقويا في الحق رافضا كل محاولات الظهور وهو النجم المحبوب والوزير الاشهر ونظيف اليد الذي رسم خريطة الثورة الرياضية ! ﻷن التاريخ كتب أنه الوزير الوحيد بعد نظيره المهندس حسن صقر الذي وضع شلة لوزان الاولمبية في المنفي الرياضي، ﻷنهم تجرأوا علي الاستقواء بالخارج علي طريقة الجماعة الارهابية، وحاولوا طعن الدولة في سيادتها لتحقيق أغراض شخصية تحت ستار الفزاعة الدولية وسجلوا مصر خطرا في المحافل الدولية ! طاهر ابوزيد ﻷنه قضي علي طيور الظلام في الاندية الكبيرة، وقال :» لا « للببلاوي رئيس الوزراء السابق ، وأصر علي إقامة الانتخابات في موعدها ، وانتصر لإرادة الدولة، و رسخ مبدأ الثورة بتطبيق بند الثماني سنوات دون النظر الي كرسي الوزارة ورغم أنف شلة لوزان المرتدة والعائدة بشكل محزن ! طاهر أبوزيد ﻷنه أول من حرك عجلة الدوري الكروي، وكان حريصا علي عودة النشاط الرياضي، انطلاقا من واجب وطني، بدأه إبان زمن الاحتلال اﻹخواني ، عندما اصطحب مجموعة من اللاعبين، وكسر حظر التجوال اﻹخواني بالقناة والاسماعيلية في وقت صفق فيه كثيرون لحكم الجماعة والمرشد ! طاهر ابوزيد ﻷنه أطاح بطيور ظلام في الاندية كانت تحتاج لجيوش جرارة للخلاص منها وجاء باسماء واعدة أحدثت طفرة باﻷندية الكبيرة أمثال مرتضي منصور ومحمود طاهر ! طاهر ابوزيد كان واضحا لا يعرف الانحناء و كان يكره التقاليد الرسمية ودبلوماسية الحوار الناعمة ..كان لا يتظاهر، ولا يتجمل، ولا يتفوه بالمجاملات الكاذبة ! بعض الناس يكبرون وهم وزراء، ويصغرون وهم وزراء ؛ ولكن طاهر ابوزيد جعل نفسه دائما أكبر من الكرسي الذي يجلس عليه فاستحق أن نتذكره اﻵن !