بكل شجاعة حملت راية الجهاد للدفاع عن أرضها ووطنها وقومها.. فجرت نفسها وهزمت بدمها تنظيم إرهابي لا يعرف الرحمة.. هي المقاتلة الكردية جيلان أوز آلب واسمها الحركي «بيريفان ساسون». فضلت جيلان الانتحار علي الوقوع أسيرة في أيدي تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا ب «داعش»، الذي لا يحترم «الأسري» فقتل الرجال وباع النساء في سوق الرق، وأجبارهن علي الزواج من مقاتلي التنظيم، فقامت بتفجير قنبلة ضد موقع لعناصر تنظيم «داعش» عند أطراف مدينة عين العرب «كوباني» الكردية واشتبكت مع عناصر التنظيم وفجرت بهم قنابل كانت بحوزتها قبل أن تفجر نفسها ما تسبب بوقوع العديد من القتلي ثم أطلقت النار علي رأسها بعد أن ودعت زميلاتها عبر اللاسلكي، كما يذكر أن التنظيم قتل عدد من اسري القوات الكردية بشكل بشع بعد نفاذ ذخيرتهم. قبل شهر من استشهادها صرحت جيلان - (19 عاما)- للتلفزيون البريطانيBBC أنها سوف تنتحر بآخر طلقة من سلاحها ولن تستسلم لتنظيم داعش، كما صرحت أيضا بأن أعضاء التنظيم يرتجفون عندما يرون امرأة تحمل مسدسا، بينما يصورون أنفسهم للعالم بأنهم شجعان فواحدة من نسائنا تتحلي بالشجاعة والجدارة أكثر من 100 واحد من رجالهم. ورغم ان داعش قد فصل رأس عدد من المقاتلات وعرضهن علي الانترنت لبث الرعب في صفوف المقاتلات لكن رد المقاتلات كان تفادي الوقوع في الاسر مهما كان الثمن وهو ما حدث عندما وقعت مجموعة منهم في كمين لداعش في مدينة كوباني حيث قاتلن الي ان قتلت كل المجموعة وبقيت المقاتلة جيلان اوزالب فاطلقت النار علي رأسها بعد ان ودعت زميلاتها عبر اللاسلكي. ألتحقت جيلان – التي كانت تعيش في مدينة باطمان شمال كردستان- كغيرها من المئات من نساء البيشمركة الأكراد لقتال «داعش»، لم يحول كونها فتاة من القيام بدورها في الزود عن أهلها في مدينة «كوباني» الكردية السورية، حيث تشكل النساء ما لا يقل عن 30% من المقاتلين الأكراد الذين يتصدون لتقدم «داعش» لاحتلال قرية «كوباني» الكردية الواقعة علي الحدود بين سورياوتركيا، وتتراوح أعمارهن بين ال 18 وال 35 عاما، ويخضعن لتدريبات قاسية لا تختلف عن تلك التي يخضع لها الرجال. ومعظم المقاتلات الكرديات في سوريا أعضاء في «وحدات حماية المرأة» التابعة لحزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي الذي يتزعمه صالح مسلم. للحزب جناح عسكري يضم عشرات الآلاف من المقاتلين يسيطرون علي اغلب المناطق الكردية في سوريا. وينقسم هذا الجناح إلي تنظيمين منفصلين هما: «وحدات حماية المرأة» ويضم فقط العنصر النسائي والآخر يضم الرجال فقط ويعرف باسم «وحدات حماية الشعب». تجربة حزب الاتحاد الديمقراطي هي امتداد لتجربة حزب «العمال الكردستاني» العسكرية التي تمتد علي مدي أكثر من ثلاثة عقود من الزمن ضد الدولة التركية حيث يضم الحزب في صفوفه حتي الآن ألاف المقاتلات اللواتي يخضن القتال إلي جانب الرجال في المعارك واخرها تحرير مدينة مخمور في كردستان العراق من سيطرة «داعش» قبل أسابيع قليلة. وكان الدافع من وراء تأسيس الحزب لبناء جسمين عسكريين منفصلين هو لتجاوز بعض القيود والمخاوف الاجتماعية في المجتمع الكردي رغم أن المقاتلات يخضن المواجهات العسكرية في خندق واحد مع الرجال لكنهما منفصلان من حيث الإدارة والسكن والتدريب. تأسست وحدات حماية المرأة في عام 2012 وهي الآن تضم الآلاف من المقاتلات تتراوح اعمارهن بين 18 و40 سنة والأصغر سنا يقمن بأعمال غير قتالية. ومثل غيرهم من مقاتلي الحزب هن متطوعات يقاتلن دون مقابل مادي وهناك مراكز تدريب منتشرة في المدن الكردية يتم فيها تدريب المقاتلات علي استعمال مختلف أنواع الأسلحة إضافة إلي اعداهن بدنيا ونفسيا للتعامل مع مختلف الظروف والأوضاع. والمواجهات بين المقاتلات الكرديات وداعش لا يقتصر حاليا علي كوباني بل تشمل عدة جبهات تمتد من الحدود السورية العراقية قرب معبر ربيعة إلي ريف مدينة «سري كانية» الواقعة علي الحدود التركية - السورية. ويذكر أن أطراف مدينة كوباني تشهد معارك عنيفة بين داعش والقوات الكردية، كما يقوم التحالف العربي الدولي بشنّ غارات علي أطراف المدينة، وكان الآلاف من السكان الأكراد فروا من المعارك التي تحدث، لاسيما بعد استهداف داعش للمدينة بعدد من قذائف الهاون والصواريخ، ونزحوا إلي تركيا كما أن بعضهم علق علي الحدود في ظروف بائسة.