ناس من مصر

قهوجي سوق الخضار

سعر كباية الشاى تضاعف 150مرة منذ بدأت عملى
تجاعيد وجهه تسطر قصة كفاح عميقة بعدد سنوات عمره التي تصل إلي 86 عاماً، وتنقش خطوات قدميه المتثاقلة المترنحة من شدة التعب. لوحة شرف لإنسان مازال يعافر من أجل « لقمة عيش» حلال، إنه جمعة ربيع،الشهير ب « عم جمعة» ، قهوجي بسوق الخضار بالجيزة.. تعرفه من صنيته العتيقة و فوقها أكواب الشاي الكشري لتوزيعها علي زبائنه في اماكن عملهم وفرشاتهم.
يقول عم « جمعة» : أعمل بهذه المهنة منذ كان عمري 15 سنة بعد أن تركت تعليمي لعدم قدرتي المالية، وقررت وقتها ان أدخر مبلغا صغيرا من المال لأشتري به « براد شاي «و 6 أكواب وصينية وبدأت وقتها العمل « قهوجي» وتنقلت بين أسواق القاهرة والجيزة إلي ان استقررت بهذه « العشة» الصغيرة بشارع إسماعيل أباظة بسوق سعد زغلول لأبيع المشروبات لجميع الباعة بأسواق الميادين و جميع الزبائن تعرفني هنا حتي أصبحت بمثابة علامة للمنطقة «.
وتابع : لقد عاصرت عهود حكام مصر منذ عهد الملك فاروق مرورا بالرؤساء محمد نجيب وجمال عبد الناصر والسادات ومبارك ومرسي وعدلي منصور وحتي اليوم حيث الرئيس المنقذ عبد الفتاح السيسي
واضاف وعيونه تشرد بعيدا وكأنه يبحر في مسيرة حياته الطويلة : « انا بعت كوباية الشاي ب قرش صاغ زمان، لكن سبحان الله ، ارتفعت الأسعار كدة ووصل السعر دلوقتي جنيه ونصف يعني 150 ضعفا، مشيرا إلي أن الوضع بعد ثورة 25 يناير يختلف كثيرا عنه قبلها..فجميع الزبائن أصبحوا يتكلّمون في السياسة بعد الثورة، حتي أن السوق تحوّل إلي ما يشبه المنتدي السياسي الثوري، وكل منهم يري أن لديه الحل الأمثل لإقالة البلاد من عثرتها الاقتصادية التي وصلت ذروتها أواخر عهد الرئيس السابق مبارك وخلال فترة حكم الاخوان ».
ويروي عم « جمعة» تفاصيل رحلته اليومية بين أكواب الشاي ويقول : « أستيقظ في الساعة 7 صباحاً كل يوم واذهب إلي « العشة» لأبدأ يومي وعلي الرغم من كبر سني الا انني أضطر ان اتجول بالصينية من سوق إلي اخر لأوزع الشاي علي الباعة والمارة... وعن أمنيته يقول: « كل ما اتمناه أن تقدر الدولة شيخوختي فأنا اعشق العمل لكن تقدم بي العمر وأعاني من أمراض كثيرة و أصبحت لا أري بعيني جيدا و لااستطيع المشي الا بعد وضع قطرة كمسكن للآلام .، وينهي حديثه قائلاً : « نفسي ألاقي حد يقدر تعب انسان ضحي بعمره وصحته عشان خاطر يعيش من الحلال .. نفسي الحكومة تصرف لي معاش او الاقي بس قوت يومي علشان استريح اليومين اللي فاضلين في عمري » .