لابد أن نسترجع ونعيد قراءة التاريخ مرة تلو الاخري، فمنذ تأسيس الدولة الفرعونية ومصر لها منظمة حربية دقيقة، وكان الجنود علي استعداد دائم من اللياقة في العرض العسكري ومدربين علي اداء الحركات العسكرية بمجرد سماع صوت البوق، وزادت الوحدة التكتيكية في أهمية المعارك والجنود المشتركين في القتال، فالجيش المصري في معظم فترات التاريخ هو اقوي واعرق جيش في جنوب البحر المتوسط، الملك مينا الذي وحد مصر واعلن عن اول جيش وطني لدولة 3200 ق. م، قدم الفكر العسكري المصري ارقي مفاهيم وتقاليد الجندية، لقد خاض معارك كبيرة أشهرها معركة «قادش» في عهد الملك رمسيس الثاني ضد الحيثيين ومعركة «مجيدو» في عهد تحتمس الثالث، غير معارك اخري التي خاضها الملك «حور محب» ضد الفساد واضع حجر الاساس للدولة المصرية القوية، وهناك القائد احمس طارد الهكسوس حتي اختفوا من مصر وحدودها من التاريخ كله، لقد كان الجيش المصري العمود الفقري لجيش صلاح الدين الذي حقق الانتصار في معركة «حطين» ضد الصليبيين، كما سحق المتحالفين «امراء الشام والكرك وعربان والجيش الصليبي» قرب غزة في معركة تعرف باسم «لافوربي» ثم جاء «هولاكو» لغزو مصر بعد العراق وسوريا، فخرج له الجيش المصري ومعه آلاف المتطوعين من الشعب المصري بقيادة «قطز» وانهزم جيش المغول هزيمة منكرة قضت عليه ولم يعد لهم وجود حتي الان، التاريخ المصري مليء بالمعارك والانتصارات العظيمة حتي جاءت ملحمة «النصر العظيم» 6 اكتوبر 73 التي تجلي فيها الجندي المصري والتي اصبحت تدرس في الاكاديميات العالمية «فكر وتكتيك» والتي نستلهم منها الدروس. إنها حرب الكرامة وعبقرية «الانسان المصري»التي تجلت في مظاهر عديدة وتجسدت في صاحب فكرة مضخات المياه في حرب 73 المقدم حين ذاك «باقي ذكي يوسف» ليسجل التاريخ ان المصريين اول من استخدم «مدافع المياه» لفتح ثغرات في خط بارليف للعبور الي الضفة الشرقية من القناة، وعلي العالم كله ان يعلم ان الجندي المصري لم يترك ثأره ابدا.