يا تري « النوشتاء « مش ناويين يخلوا عندهم شوية دم؟ الحقيقة أن ما دفعني للسؤال هي الهوجة اللي عاملينها بسبب قانون تنظيم حق التظاهر متهمين إياه بأنه قانون يمنع التظاهر، ليس هذا فقط وإنما أعلنوا أيضا بكل بجاحة إضرابهم عن الطعام والشراب تضامنا مع زملائهم المحبوسين بسبب مخالفتهم لهذا القانون.. هم يتصورون أن الناس ستأبه بهم أو ستتعاطف معهم، بينما لو أتيح لهؤلاء « النوشتاء « الاطلاع علي ما في قلوب الناس تجاههم فلن يجدوا غير أمنية محددة وهي أن يأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر ويريحنا منهم همّ و» الحكوكيين « وشلة البوب الصالح في ساعة واحدة.. واطمئنوا خالص فالشمس حتطلع برضه مش حتضلم من غيركم.. ولن تصعبوا أبدا علينا لأن مصر ما صعبتش عليكم وهي بتنزف من مؤسساتها التي أحرقتموها ومن سيادتها التي طعنتموها وتآمرتم عليها.. والمدهش أنه في الوقت الذي رحبت فيه بعض الفضائيات المشبوهة وبعض الإعلاميين المشبوهين باستضافة النشطاء والحديث عن إضرابهم عن الطعام هم وحبايبهم الذين في السجون علي خلفية موضوع التظاهر، ففي المقابل لم نر أي اهتمام إعلامي يذكر - إلاّ من عدد قليل جدا - بوصول العقيد شرطة البطل ساطع النعماني لمصر بسلامة الله بعد رحلة علاج طويلة في الخارج حاول فيها الأطباء إصلاح التدمير الذي أصاب وجه البطل من جراء القنبلة التي فجّرها الإرهابيون فيه منذ عام أثناء هجومهم علي قسم شرطة بولاق الدكرور.. وبرغم أن هذه العملية الإرهابية الغادرة قد تسببت في فقده البصر، وبرغم أيضا أن الجراحات العديدة التي أجراها الأطباء للبطل قد تركت آثارا غير طيبة علي وجهه ولن تنمحي وستظل ملازمة له طول العمر إلاّ أن البطل كان متمتعا بروح معنوية عالية جدا وبسمو أخلاق وقوة إيمان وتواضع جم ورضا بقضاء الله وقدره، مؤكدا أنه غير نادم علي تصديه للإرهابيين ودفاعه عن الأهالي وعن قسم الشرطة وقت وقوع الحادث الغاشم، لقد قال البطل إنه وإن كان قد فقد نور عينيه إلاّ أنه يري مصر بقلبه وبعيون المصريين.. شتان بين بطل كهذا ضحي من أجل مصر ببصره وعلي استعداد للتضحية بحياته نفسها لو أتيح له ذلك مثل الكثير من زملائه الذين قدموا حياتهم بكل رضا وهم يدافعون عن بلدهم، وبين أناس مخربين سبّوا كل مؤسسات الدولة وعاملين إضراب عشان زملائهم المحبوسين يخرجوا ويخربوا تاني وعشان كده قانون تنظيم حق التظاهر مش عاجبهم.. بينما في الحقيقة هذا القانون هو الذي حمي البلد من الفوضي والتخريب وكل أشكال الدمار التي كانت مصاحبة للمظاهرات مدفوعة الثمن مسبقا من قبل أعداء الداخل والخارج.. الله يفضحكم يا بعدا أكتر ما انتم مفضوحين.. ناس ماعندهاش دم ولا إحساس ولا تعرف غير السبوبة.. أينما توجد السبوبة تهرولون مولّون وجوهكم شطرها بحثا عن الأبيّج، لا تعرفون معني كلمة « كرامة « لا لأنفسكم ولا لبلدكم، تبيعون شرفكم مقابل حفنة من المال لذلك ليس لكم مكان بيننا .