انطلقت مساء السبت الماضي مسيرة تضم عددا من «النوشتاءمن أمام سنترال القبة إلي قصر الاتحادية، وذلك للمطالبة بإسقاط قانون التظاهر والإفراج عن الشباب المحبوسين في قضايا متعلقة بمخالفة ذلك القانون. ورفعوا لافتات مكتوب علي بعضها: يسقط قانون التظاهر، وأخري تحمل صور المحبوسين، وردد المشاركون في المسيرة هتافات: مش إخوان ولا عايزين مرسي بس العسكر ينسي الكرسي، وبالطبع لم يفت النوشتاء أن يلقوا الحجارة علي قوات الأمن المتواجدة في محيط الاتحادية علي أساس أن الأمن ده من إسرائيل مش من مصر .. تفوووووه، وكمان مرّة تفوووووه، ومرّة تالتة تفووووه علي النشطاء وعلي قياداتهم اللي مالهاش شغلانة إلاّ السعي لهدم الدولة وإسقاطها بأي شكل، لقد انكشفتم وكل الذين كانوا مخدوعين فيكم قد عرفوكم علي حقيقتكم، لقد استغللتم أجواء ثورة الشعب ضد مبارك وتعاونتم مع جهات أجنبية وتآمرتم علي إسقاط الدولة، ألم تقم قياداتكم المشرّفة الآن في السجن والتي تطالبون بالإفراج عنها باقتحام مقرات أمن الدولة وسرقة المستندات والملفات وبيعها للدول المتآمرة علي مصر، لقد فضحكم الله سبحانه وتعالي وكشفكم للشعب كله وسمعنا تسريباتكم وتسجيلاتكم التي هي أدلة قاطعة علي خيانتكم .. المضحك أنكم في كل من الثورتين اللتين شهدتهما مصر كنتم تطلبون من الجيش أن ينزل ليحميكم من بطش النظام الحاكم، وبعد أن ينزل ويحميكم تهتفون ضده «يسقط حكم العسكر» .. أليست هذه خيانة ؟ أليس من العمالة أن تثوروا لا لكي تسقطوا النظام الحاكم فقط وإنما من أجل إسقاط الدولة نفسها .. نعم أعزائي القراء، فإذا أردتم أن تعرفوا الفارق بين الثائر الخائن والثائر ا لعميل فهو ببساطة أن الثائر الخائن هوالذي يطلب من جيشه في كل ثورة يقوم بها أن ينزل ليحميه وبعد أن يحميه يقول له يسقط حكم العسكر، أمّا الثائر العميل فهوالذي يثور ليسرق الهاردات ثم يهدأ بعد ذلك ليسأل من سجّل المكالمات .. نرجع بقي لقانون التظاهر الذي أسميتموه ظلما قانون منع التظاهر بينما هوفي الحقيقة قانون تنظيم حق التظاهر .. مش عاجبكم ليه يا «نوشتاء» ؟ عشان بينظم حق التظاهر وبيحمي البلد من الفوضي ؟ وانتم طبعا عايزينها فوضي وتريدون أن تقنعونا بالعافية أن الحرية هي الإبقاء علي الفوضي، والمصيبة أن الثوار السذّج مصدقينكم ومتصورين أن قانون تنظيم حق التظاهر ضد الحرية، أيها الثائر الأهطل: عرفتش مين غريمك ؟ وفي الآخر يقولولك مفيش مؤامرة ولا حاجة، ضحكتوا ؟ ضحكتوا خلاص ؟ طيب فيه كام ضابط مات وكام جندي مات وكام مواطن لا له في الثور ولا في الطحين مات .. منكم لله يا بعدا .. طبعا الجهات الأجنبية اللي بتتعاونوا معاها سفّرتكم برّه وعرفتم قوانين تنظيم حق التظاهر شكلها إيه عندهم، وشفتم بعينيكم أن ضوابضها وعقوباتها أصعب من القانون المصري مائة مرّة .. ومع ذلك وتحت ستار الحرية تتظاهرون ضد قانون تنظيم حق التظاهر في مصر وتطالبون بإسقاطه، وتلقون الحجارة علي أفراد الأمن، هذه الفئة الباسلة التي لم تبخل بوقتها أوبجهدها وتقف بالساعات لتأمين شوية بلطجية رايحين يضربوهم ويلقوا عليهم الطوب والحجارة .. والحمد لله فقد مرّت مظاهرتكم كأن لم تكن ولم يكن لها أدني تأثير علي الناس ولم يستجب لكم أي مواطن ولم يكن لكم منهم أيّ ظهير شعبي علي الإطلاق .. لأن الشعب الذي لفظكم تماما يؤيد في نفس الوقت وبكل الحماس قانون تنظيم حق التظاهر ويكفيه ويلات الفوضي التي اكتوي بها طيلة ثلاث سنوات، أيها «النوشتاء» حذار أن تتشدقوا بعد الآن بحب مصر لأننا حين نتكلم عن حب مصر فيجب أن نشير إلي الشباب الذين يضحون بأرواحهم في سبيل مصر وعلي رأس هؤلاء - حتما - جنودنا البواسل، مليون تحية لخير أجناد الأرض، وربنا يخليك لينا يا جيشنا يا حامينا، وانت ياللي بتشتم في الجيش ابقي هات أمك تقف عالحدود .. حكمة اليوم: قوم إذا مست النعال وجوههم شكت النعال بأي ذنب تُصْفَع ..