«إنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ»،.. وداعا معلمي الرشيد، وأستاذي العزيز،وأبي الحكيم ، السياسي المحنك، زعيم الصعيد، القيادي الوطني، أكبر قائد للشباب..«يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَي رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي». وداعا يا رمز العرب، وعنوان الخدمات للمواطن البسيط، وداعا يا أقدم برلماني مصري، وداعاً أيها المعارض داخل أروقة الحزب الوطني.وداعا نائب القصب.. وداعا «اﻷب والخال والمعلم».. أكتب عنك ﻷول مرة في حياتي وتفيض عيناي من الدمع حزنا، علي غيابك في نضالك العتيد وغيرتك الشديدة علي صعيد مصر، وحماسك الدائم علي بلدنا نجع حمادي.إني أراك أيها الخال الرشيد، والأب الناصح، والمعلم الواعي، تغادر أهلك وأحبابك وتلاميذك ورجالك في هدوء، تاركا وراءك رصيدا حافلا من الكفاح السياسي، والبرلماني. أشهد الله، وأسجل هذه الشهادة لمصر، والتاريخ، أنك كنت نموذجًا رائعًا، للبرلماني، العاشق لوطنه، والمخلص ﻷهله، وكنت مدافعا عن الصعيد كالأسد.. فأنت نائب الشعب، ومازلت محتفظا بهذا اللقب حتي بعد وفاتك، كنت دوما بالنسبة لي قائدا عملاقا، عند كل مرة أجلس معك فيها، أتعلم فن السياسة..أشعر كأني تلميذ صغير أمام معلم كبير.. تعلمت منك الكثير في اﻹنتماء والدفاع عن بلدي وأهلي..فالجميع يعلم أنك مصري عاركت مع الحياة، واشتبكت مع السياسة، وصارعت أعداء الوطن. أثقلتك التجارب، وأكسبتك قوة وشموخا.. ترن في أذني مقولتك الدائمة كلما كنت أمر بمحنة «إثبت يادرش.. فأنت تقف علي أرض صلبة».. أزعم أنه أكثر من أثر في حياتي.. رحل غول الصعيد.. رحل ولكنه ترك أبناء وتلاميذ وأجيال ستبقي أبد الدهر تحمل له العرفان بالجميل.