أزمة الدراما التليفزيونية تكمن في وجود المسلسلات طويلة التيلة التي تتجاوز احداثها حاجز ال 30 حلقة وما نتج عنها من ظواهر سلبية منها المط والتطويل وارتفاع أجور النجوم إلي ارقام فلكية لدرجة أن أجر نجم واحد الان كان يكفي ويزيد الانتاج مسلسل كامل من مسلسلات زمان.. وكلها ظواهر انعكست علي العملية الانتاجية بوجه عام وأفرزت دراما دون المستوي والقيمة الفنية بحجة أن التسويق «عايز كده» مسلسلات تفصيل مقاس 30 حلقة!! وتناسي أهل الدراما أن الفن عملية إبداعية لا تخضع لمواصفات ومقاييس يفرضها السوق ولكنها تنبع من وحي خيال مؤلفها.. ومن خلال هذا المنطق المعكوس توارت واختفت السباعيات الدرامية التي تدور في 7 حلقات فقط ومسلسلات ال 13 حلقة التي كان يتباهي بها التليفزيون المصري وبدلاًمن مسلسل واحد يذاع علي مدي شهر رمضان الكريم كانت الشاشة تستوعب عملين في الشهر علي كل قناة تليفزيونية.. باستثناء المسلسلات التي كانت تفرض طبيعتها تقديمها في اجزاء مثل روائع محفوظ عبدالرحمن «بوابة الحلواني» واسامة أنور عكاشة « ليالي الحلمية» ومن قبلها «الشهد والدموع» ومحمد جلال عبدالقوي «المال والبنون».. الان تحولت الساحة الي سوق عكاظ واصبحت الدراما مثل السلعة التي تباع وتشتري، والاهم هو تحقيق اعلي معدلات ربحية - بصرف النظر عن المحتوي والقيمة والمستوي الفني - التي اصبحت لا محل لها من الاعراب والبقية في حياتكم كانت دراما وراحت لحالها!!