تري ما الذي حدث في اجتماع مجلس التعاون الخليجي، الذي انعقد في مدينةجدة أول أمس «السبت»؟ كان ذلك هو موعد تنفيذ اتفاق الرياض وإقرار المحضر النهائي لدول المجلس بشأن الخلافات مع قطربعد سحب سفراء السعودية والامارات والبحرين من الدوحة في شهر مارس الماضي. والمعروف أن سلوك قطر لم يختلف كثيرا منذ سحب هؤلاء السفراء وكانت الكويت قد قامت بالوساطة بين الدول الخليجية وبين قطر. ووصف دبلوماسي كويتي الزيارة المفاجئة التي قام بها وفد سعودي إلي الدوحة والمنامة قبيل انعقاد مجلس التعاون الخليجي، بأنها «دبلوماسية اللحظة الأخيرة» في الازمة. ولفت الانظار ان تشكيل الوفد السعودي لم يكن عاديا، فقد لوحظ أنه يضم إلي جانب وزيري الخارجية والداخلية رئيس الاستخبارات العامة، وتردد ان توجه هؤلاء الثلاثة إلي الدوحة جاء بمثابة «رسالة مدوية» موجهة إلي قطر، وخاصة ان دوائر دبلوماسية في الخليج ذكرت انه سبق إعطاء الدوحة فرصا كثيرة، وانه من المستبعد منح الحكومة القطرية مهلة زمنية أخري، حيث ان الامور لم تعد تحتمل التسويف بعد ان أصبحت هناك ضرورة عاجلة وملحة لوقف تقديم الدعم من جانب قطر للجماعات الارهابية التي تدمر العالم العربي الآن وكذلك الدعم للدور التخريبي الهدام الذي تلعبه قناة «الجزيرة»، واستضافة مؤسسات تحرض علي القلاقل في دول الخليج، وتصحيح الموقف من مصر، والكف عن عمليات التجنيس القطرية للبحرانيين. ويزداد القلق في مجلس التعاون الخليجي تجاه ما يجري في العراق وليبيا واليمن وسوريا، وخاصة مع تكهنات بأن الشيخ حمد والد الامير القطري الحالي تميم وكذلك الوزير السابق حمد بن جاسم بن جبر لم يبتعدا عن عملية صنع القرار في الدوحة. هل ما حدث في اجتماع جدة اختراق دبلوماسي؟ وهل نجحت الوساطة الكويتية؟ كل ما خرج عن الاجتماع هو ان الدول الستة توصلت إلي اتفاق يتضمن أسسا ومعايير تكفل تنفيذ الالتزامات التي ترمي لحماية وحفظ أمن دول الخليج والمنطقة في مواجهة الاخطار المحدقة. ولم يتم الافصاح عن أي تفاصيل حول هذه ا لأسس والمعايير التي أقرتها دول الخليج لتنفيذ الاتفاقيات المذكورة. غير ان ما يسترعي الانتباه ان أمين مجلس التعاون أكد علي ضرورة مكافحة الارهاب وتفعيل المبادرة السعودية بانشاء مركز دولي للتصدي للارهاب. ومما يستوجب الاهتمام ايضا ان الشيخ صباح الخالد الجابر الصباح، النائب الأول لرئيس الوزراء الكويتي ووزير الخارجية ورئيس الدولة الحالية للاجتماع الوزاري لمجلس التعاون الخليجي، أعلن ان المجلس يواجه «تناميا غير مسبوق لأفة الارهاب عبر مجاميع تتستر برداء الدين الاسلامي الحنيف. هل تشكل هذه التصريحات.. مؤشرات لما تم الاتفاق عليه في مجلس التعاون الخليجي بشأن وضع آلية لإنهاء الازمة مع قطر وعودة سفراء الدول الثلاثة إلي الدوحة؟ أم ستواصل الدوحة نشاطها الهدام كما فعلت بعد اتفاق الرياض وسحب السفراء قبل نصف عام؟ كلمة السر : الحماية للأمن القومي العربي.