مبارك ونجلاه علاء فى القفص أحداث 25 يناير شهدت انتكاسة من المتاجرين بالدين وأصحاب المصالح قررت طواعية التخلي عن مسئوليتي كرئيس حقنا للدماء والحفاظ علي البلاد قررت محكمة جنايات القاهرة امس حجز قضية محاكمة القرن للحكم بجلسة 27 سبتمبر القادم.. مع استمرار حبس حبيب العادلي. صدر القرار برئاسة المستشار محمود الرشيدي وعضوية المستشارين اسماعيل عوض ووجدي عبدالمنعم بحضور المستشارين وائل حسين ومحمد ابراهيم المحامين العامين بالمكتب الفني للنائب العام وتامر فاروق رئيس نيابة الاموال العامة بأمانة سر محمد السنوسي وصبحي عبد الحميد والسيد الشريف. وكانت المحكمة قد انتهت امس من سماع دفاع المتهمين عن انفسهم ومن تعقيب الدفاع علي النيابة.. وانهت كافة الاجراءات الخاصة بالقضية. شهدت المحكمة امس قيام مبارك بالدفاع عن نفسه.. حيث بدأ وكأنه يخطب من علي سرير المرض وليس مدافعا عن نفسه.. واثقا من نفسه مرفوع الهامة.. يرتدي نظارة طبية ويقرأ ما كتب في ورقة من خطاب.. قال تعرضت واسرتي طوال الفترة الماضية لحملات ظالمة وافتراءات وإساءات وتشويه.. وأخذ يسرد سيرته الذاتية طوال 62 سنة.. وتحدث عن دوره الوطني في تحرير سيناء ونشر السلام.. ودوره في القضية الفلسطينية واعتزازه بعسكريته.. كما تناول دوره في القضاء علي الارهاب.. وفي النمو الاقتصادي.. ووصف ثورة 25 يناير بأنها احداث شهدت انتكاسة علي الوطن من المتاجرين بالدين.. واكد ان التوفيق لم يحالفه في بعض القرارات التي لم ترق إلي تطلعات الشعب.. وانه لم يأمر ابدا بقتل المتظاهرين واراقة الدماء.. وانه قرر طواعية التخلي عن مسئوليته كرئيس حقنا للدماء وحفاظا علي البلاد.. واختار تسليم الامانة للمجلس الاعلي للقوات المسلحة. في المرافعة فور بداية الجلسة خلع مبارك نظارته السوداء وسألت المحكمة الرئيس الاسبق عما اذا كان تابع الجلسات التي تخلف عنها وعما اذا كان لديه ملاحظات عنها ؟ فرد مبارك بانه تابعها بالكامل وانه لا يوجد لديه ملاحظات. وأذن فريد الديب لموكله بالتحدث وقال الديب للمحكمة ان علاء وجمال ليس لديهما رغبة للحديث ويكتفي جمال مبارك بمذكرة اعدها بدفاعه وقدمها الديب لهيئة المحكمة. وتحدث الرئيس الاسبق محمد حسني مبارك وهو مرتد نظارته الطبية..موجها التحية والاحترام لهيئة المحكمة ولقضاء مصر الشامخ بالكامل والذي يجله منذ ان تحمل مسئولية رئيس الجمهورية. ووجه الشكر للمحكمة علي اتاحة الفرصة له للتحدث مدافعا عن نفسه بعد تولي فريد الديب المحامي القدير مهمة المرافعة والدفاع..قال: اتحدث اليكم باقتناع اكيد بان عجلة التاريخ لا ترجع ابدا إلي الوراء وان احدا لا يستطيع ان يزيف التاريخ..و التاريخ يعطي كل ذي حق حقه..وان الذي حدث لا يعد سوي عملية طمس للتاريخ ولكن لا يصح سوي الصحيح. لقد حدث لي ولاسرتي منذ ان تركت منصبي حملات ظالمة من افتراء واساءة والتشهير طوال تلك السنوات الثلاثة الماضية..انني امثل امام المحكمة الموقرة بعد ان امضيت اكثر من 62 عاما في خدمة الوطن..سنوات طويلة امضيتها ابنا للقوات المسلحة ثم نائبا لرئيس الجمهورية..لقد عملت علي تطوير القوات الجوية منذ بداية عملي بها وقدتها إلي نصر اكتوبر 73 ووصولا إلي منصب رئيس الجمهورية. لم اكن يوما ساعيا وراء منصب او سلطة وتعلمون الظروف التي تحملتها منذ ان توليت منصب رئيس الجمهورية. لقد تصديت لمؤامرة اسرائيل حتي استكمال انسحابها من سيناء ورفضت السفر إلي اسرائيل الا بعد تحرير اخر شبر في سيناء..و اقمت علاقات مع اسرائيل وكانني امشي علي سلك..و ظللت اعمل علي نشر السلام وان يعيش الشعب المصري في سلام بعيدا عن ويلات الحرب..كما راعيت المصالح الفلسيطينية ولم اتردد لحظة في تقديم الدعم المصري لاهل غزة. السادة المستشارون..لقد حافظت علي ارواح المصريين ولم اقامر بروح المواطن وحرصت ايضا علي تطوير قواتنا المسلحة عتادا وتسليحا وتدريبا لتبقي درعا للوطن لتحمي شعبه وارضه..كانت امامي منذ اليوم الاول تحد كبير وهو محاربة الارهاب ومواجهته الشرسة مثل الهجمات الارهابية التي نخوضها الان..و استمرت مصر في حربها مع الارهاب في الثمانينات والتسعينيات..و استطعنا الحمد لله القضاء عليه وعلي بؤره. كما كان علي ان اواجه تحديا اخر هو اعادة تنمية بنية الدولة المتهالكة واعادة توفير كافة الخدمات للمواطنين واعادة تنمية الاقتصاد القومي..و لقد نجحنا في اسقاط ما يقرب من 97 مليار دولار من ديون مصر الخارجية وتقدم اقتصادنا من خلال الاهتمام بالسياسات الاقتصادية وفتح ابواب مصر للاستثمار بكافة انواعه لتوفير حياة كريمة للمواطن المصري. سيدي القاضي لقد عملت خلال فترة رئاستي لمصر علي توفير اعلي احتياطي للنقد الاجنبي دون التخلي عن دورنا في تحقيق الرعاية الاجتماعية والامن والامان لكل المصريين. لقد حققت لمصر وشعبها انجازات عديدة رغم الزيادة السكانية وهي مسجلة وموثقة ومتاحة ولكن مجال الحديث عنها بالتفصيل ليس هنا..و يشهد الله باني كنت مخلصا تجاه الله والوطن كما يشهد الله بانني مازالت مخلصا لهما حتي الان. لقد عملت علي الاهتمام بتطوير وتنمية المؤسسات التعليمية والثقافية وغيرها لانها ستظل باقية ضمن شواهد عديدة علي اتساع ارض الوطن..سيادة المستشار رئيس المحكمة السادة اعضاء المحكمة الموقرة لقد عملت جاهدا علي توفير تكافؤ الفرص وسعيت علي تحقيق المصالح المصرية أيا ما كانت علي كافة المحاور لم اكن يوما متهاونا في الحفاظ علي السيادة الوطنية..استعدت علاقات مصر المفقودة مع الدول العربية من تونس إلي صنعاء..حافظت علي مصر والعلاقات العربية والافريقية والاوروبية ولا اقبل اي تدخل خارجي أيا كانت ظروفه في الشأن المصري واي تهاون عسكري علي ارض مصر..و لقد حققت انجازا في مجال الاعلام من خلال توفير حرية الاعلام والصحافة وحرية الراي والتعبير وعملت علي تعزيز مبدأ المواطنة. وحذرت من خلط الدين بالسياسة ومنع ذلك كما حدث في احداث في عام 2012 عندما تعاون المتاجرون بالدين والمتحالفون معهم بالداخل والخارج واستغلوا التظاهرات السلمية وتحولوا بها إلي اعمال عنف وقتل وترويع الشعب واقتحام السجون واحراق اقسام الشرطة. لقد وجدت منذ الايام الاولي لاحداث يناير ضرورة اتخاذ قرارات لمواجهتها فاصدرت التعليمات بنزول القوات المسلحة بعد عجز الشرطه بعدما تعرضت له من تآمر المتامرين في 28 يناير 2011و في اطار الاستجابه للمطالب طرحت خطوات بالانتقال السلمي للسلطه بانتخابات الرئاسه في سبتمبر 2011 واذاعتها في اول فبراير 2011 ولكن من ارادوا الانتكاسه سعوا إلي تأجيج الاوضاع وأوقعوا بين الشعب والقوات المسلحة وبعد تفاقم الأحداث وبعدان اصبحت متأكدا من ان الهدف النهائي لهؤلاء هو اسقاط الدولة قررت طواعية التخلي عن مسئوليتي كرئيس الجمهورية حقنا للدماء وحفاظا علي البلاد حفاظا علي الوطن ولكي لا تنجرف مصر لمنزلقات خطرة واخترت بحس وطني ان اسلم الأمانه للمجلس الاعلي للقوات المسلحه لثقتي في قدرتها علي تخطي الازمه وقد كان وانني اقول بكل صدق ان الضمير الوطني يملي علي اعادة قراءة الأحداث منذ عام 2011 بعدما اكتشفت من مواقف اطراف عديدة داخل وخارج مصر مازالت تتربص بمصر.. وتسعي إلي تدميرها خارجا وداخلها. لم اتحدث اليوم لكي استعرض عطائي للبلاد..سيظل عطاء مصر هو الافضل والاكبر فهي الوطن والملاذ وارض المحيا والممات وانني ادافع عن نفسي اليوم عن الاساءة والتشهير ولا ادعي الكمال فهو لله وحده واننا نصيب ونخطئ وسيحكم التاريخ عليّ وعلي انني تحملت المسئوليه باخلاص وبذلت غايه قدراتي وسيحكم التاريخ ما لنا وما علينا ومن المؤكد ان التوفيق لم يحالفني في بعض ما اتخذت من قرارات ولم يرتق إلي تطلعات بني الوطن ولكن كنت اتوخي في كل قرار صالح الشعب وبالرغم مما تعرضت له من إساءة لا ازال شديد الاعتزاز بما قدمته في خدمه بلادي وشديد الاعتزاز بوطني وبمن ايدني او اعترض علي..و لم اخطئ امام الله وان كل قرار اخذته كان في صالح الوطن. ان محمد حسني مبارك الذي يمثل امامكم اليوم لم يكن ليأمر ابدا بقتل المتظاهرين واراقه الدماء وهو من افني عمره في الدفاع عن الوطن واود ان اقول بانني قضيت حياتي مقاتلا ومدافعا عن الوطن..لم آمر بقتل مصري واحد تحت أي ظروف او أسباب ولم اكن امر باشاعة الفوضي وحظرت مرارا من خطورتها..ولم أكن آمر بإحداث فراغ امني..وطالبا الحفاظ علي مصر واستقرار امنها الوطني. و انني لا استطيع ان اتخيل ان اتهم باستغلال النفوذ او الفساد او التربح فشرفي العسكرية وكانسان قضي عمره لخدمة وطنه بشرف وامانة.. انني كابن من ابناء القوات المسلحه كنت وساظل احرص علي الشرف العسكري لا افرط ولا اخون..كما انني ابن من ابناء مصر كنت وسأظل مهما حدث حريصا علي وطني.. مؤمنا به ومتفائلا بمستقبله..واثقا ان مصر لن تنسي من سهروا وعملوا من اجلها ولا يزالون ضحية الغدر والارهاب. انني اثق في عدالة المحكمة وايا كان حكمها سأتقبله بنفس راضيه مطمئنه ولعل حديثي إلي المحكمة اليوم هو اخر ما اتحدث به قبل ان يحين الاجل ينتهي العمر وأواري في التراب وانا مرتاح الضمير مدافعا عن ابناء مصر حربا وسلاما و اقول لكل مصري ومصرية حافظوا علي أرض مصر علي وحدة الوطن والتفوا حول قيادته وانتبهوا مما يحاط من مخططات ومؤامرات.. .وقررت المحكمة في نهاية الجلسة حجز القضيتين رقمي 1227 جنايات قصر النيل و3642 جنايات قصر النيل للنطق بالحكم بجلسة 27 سبتمبر القادم مع استمرار حبس حبيب العادلي. وعلمت الاخبار ان سبب تاخر مبارك دخول قفص الاتهام فور وصوله الاكاديمية إلي اصابته بالضغط فجأة بعد ان كان معتدلا طوال فترة نقله من المستشفي للاكاديمية.