اهدئي ياعذابات وانات السخرة في حفر القناة وناموا يامن قدمتم حياتكم من اجل احفادكم فقد جاءت العزة والكرامة مع حفر القناة الثانية بعد خضوع دام مائة وخمسة وخمسين عاما مهما يطول الزمن لابد ان يعود الحق لاصحابه وقد عادت القناة الي اهلها يوم تأميمها ومهما تطول العذابات التي طوت اجيالا وراء اجيال حسرة علي من سُخروا لحفر القناة 1859 فلابد ان تشرق الشمس ويضيء الليل ويفرد سكونه علي من طواهم التراب وقد جاءت اللحظة الفارقة بين السخرة لخدمة اهداف العدو ومصالحه وبين تسخير امكانيات الدولة البشرية والمادية لحفر قناة موازية لتعيد لمصر مكانتها الدولية وتقدم لمواطنيها ما يأملون فيه من عزة وكرامة ورفاهية وتمحو كلمة بطالة من قاموس العمل وتعيد التوازن لاهالينا في سيناء بكامل ترابها ومدن القناة وتمد شريان الحياة بينهم وبين قاهرة المعز وباقي المحافظات. احتار العالم في وضع معني محدد لكلمة مصري وما تعنيه من افاق لايستطيع أي عالم أو مفكر أن يحصرها أو يصل إلي مفهوم ثابت فالارادة المصرية لها في سجل التاريخ جولات وجولات منذ بداية الحضارة الفرعونية. السائحون الذين يقفون طويلا امام الاهرامات والمعابد والاثار الفرعونية والقبطية والاسلامية والاغريقية واليونانية يعودون وذاكرتهم مازالت تطرح العديد من الاسئلة كيف تم هذا وبأية وسائل بدائية استطاعت ان تشيد هذه الامجاد بل انهم يحارون طويلا عندما يزورن معبد ابوسمبل الذي تشرق الشمس علي وجه رمسيس الثاني مرتين في العام في يومين محددين اي علم فلك هذا الذي يستمر عبر قرون طويلة من الزمان لاتتغير حساباته مهما تغيرت الطبيعة والمناخ. إنها مصر العسكرية التي صدت التتار والصلبيين. إنها مصر التي تقلد حكمها صلاح الدين الايوبي واستطاع بأهلها ان يحرر بيت المقدس. إنها مصر التي اوقفت حملة نابليون برونابرت واعادته مزيل بالهزيمة والعار. انها مصر التي اخرجت الاحتلال الانجليزي بعد احتلال دام ما يزيد علي سبعين سنة وطردته مع فرنسا من قناة السويس لتعود مصرية. انها مصر التي تحدث عنها الرئيس عبدالفتاح السيسي التي صنعت الامجاد وهي في اضعف حالاتها من ناحية الامكانيات المادية والعسكرية كما حدث في حرب 73.. حرب العزة والكرامة والكبرياء.. ولكن ما سبب هذه الامجاد.. انها الارادة المصرية المستمدة من ارادة الله سبحانه وتعالي. عندما يريد المصريون شيئا فانهم يستعينون بالله ويعتمدون علي قدرتهم البشرية والمادية ايا كان حالها فيقفزون كالأسود يواصلون الليل بالنهار في همة وعزيمة لصنع المستحيل ليقدموا صفحة تاريخية أخري من الأمجاد المصرية. حفر القناة الجديدة وتنمية محور قناة السويس بما فيه من مشروعات واستثمارات وزراعة مليون فدان وزيادة كبيرة في اعداد السفن المارة عبر مجراه وتقليل زمن العبور انما هو قفزة ليست اقتصادية فقط ترفع مستوي معيشة المواطن المصري وتحقق له بعض الذي حرم منه سنين طويلة وانما هي ارادة مصرية تصنع رمزا جديدا لتؤكد ان مصر بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو لم تهن ولم تضعف وان السنوات العجاف الثلاث لم تؤثر في بنية المواطن المصري وان نسيجه مازال حيا ينبض بارادة الحياة نحو الافضل. العام الذي حدده الرئيس السيسي لحفر القناة هو زمن مواز للعشر سنوات التي حفرت فيها القناة الاصلية وكأنه العام الذي سيغاث فيه المصريون بعد عناء استمر قرنا ونصف قرن من الزمان.