الجاسوسة الحسناء آنا تشابمان تم تسليمها فى فيينا سمعتها كمركز للتجسس منذ فترة طويلة سمعة سيئة والآن فقط يمكن وضع رقم لأعداد الجواسيس التي تعمل انطلاقا من فيينا. فقد أظهرت دراسة جديدة أعدها خبراء أنشطة التجسس أن هناك ما لا يقل عن 7000 جاسوس يعملون في العاصمة النمساوية فيينا. وكبلد محايد، كانت فيينا مركزا للتجسس في فترة الحرب الباردة حيث يتربص كل طرف بالآخر علي اراضيها، وفي بعض الاحيان يعقدان الصفقات بينهما علنًا. وعقب انهيار الاتحاد السوفيتي، حافظت فيينا بسبب قربها من منطقة البلقان علي وضعها كي يواصل جواسيس العالم ممارسة ثاني أقدم مهنة في التاريخ. ومنذ هجمات سبتمبر 2001 علي الولاياتالمتحدة، كانت المدينة مسرحا كبيرا أيضا لتنافس المصالح المتعلقة بالشرق الأوسط. ووفقا لأميل بوبي، مؤلف كتاب (الفراغ)، الذي يسلط الضوء علي تاريخ التجسس في فيينا، والذي ترعاه الدولة بحيل مختلفة منذ أيام الإمبراطورية النمساوية المجرية، ورغم انهيار هذه الإمبراطورية واشتعال حربين عالميتين والمواجهات التي اندلعت بين الشرق والغرب فأن قوانين النمسا لم تتغير. وكنتيجة لهذا الوضع ظلت أنشطة التجسس في النمسا لا تشكل مخالفة ضد القانون إلا إذا استهدفت أسرار الدولة النمساوية بصورة مباشرة. يشير غيرت رينيه بولي، الرئيس السابق لجهاز مكافحة التجسس في النمسا، ان رقم 7000 جاسوس هو «العدد الاساسي» الذي يمكن أن يُستكمل بأعداد أخري من الأشخاص المرتبطين بالنشاط الجاسوسي. وذكر بولي،»فيينا هي بورصة المعلومات. ولدينا أكثر القوانين التي تحكم هذا النشاط ليبرالية في العالم». مضيفا، « أن فيينا أيضا مكان لطيف كي يعيش الجواسيس وعائلاتهم فيه مع التمتع بنظام تعليم وخدمات صحية جيدة». ورغم التغيرات التي تحدث في أولويات أعمال التجسس وتداخل دوائره وتفاوت أهميته حسب الأحداث الدولية فإن المنافسة التقليدية بين الولاياتالمتحدة وروسيا تبقي الأقوي مع بقاء أكبر عدد من الجواسيس لدي البلدين في فيينا. وقد برز هذا الاعتراف الضمني بدور فيينا كعاصمة للتجسس عندما وقع عليها الاختيار كأكبر مدينة «لمبادلة الجواسيس» في السنوات الأخيرة. إذ جري علي مرأي من العالم تبادل 14 جاسوسا أمريكيا وروسيا بينهم الجاسوسة الشهيرة آنا تشابمان( سيدة اعمال كانت تعمل لصالح شبكة تجسس تابعة للمخابرات الروسية) وذلك علي مدرج مطار فيينا عام 2010.