علي الرغم من اعتبارها اسلحة محرمة دوليا لما لها من قدرة تدميرية عشوائية، الا انها لاتزال تستخدم بشكل متكرر وخاصة في العدوان الاسرائيلي علي غزة ومنذ عامين تستعملها قوات بشار الاسد في الحرب الأهلية السورية.. ويبدو ايضا انه تم استخدامها من قبل الأطراف المتنازعة في جنوب السودان وفي شرق أوكرانيا. وأوردت تقارير ان اسرائيل مارست القتل الجماعي بحق اطفال غزة عندما اسقطت قنابل عنقودية وفسفورية الأسبوع الماضي. وتجمع عدد من الصحفيين والمدنيين الاسرائيليين فوق التلال المحيطة بقطاع غزة لمتابعة الغارات الاسرائيلية هناك. وبلغ اجرام الاسرائيليين حد انه في منتصف الشهر الماضي، شن نشطاء علي مواقع التواصل الاجتماعي،، حملة للمطالبة باستخدام القنابل العنقودية ضد غزة بعد انباء عن مقتل عدد من الجنود الاسرائيليين في عملية الجرف الصامد . وكتب أحدهم تعليقا علي خبر نشره موقع «اسرائيل ناشيونال نيوز»: «لتستخدم اسرائيل القنابل العنقودية.. اطردوهم واتركوهم لله يصفيهم». وقالت سارا بلاكمور مديرة ائتلاف الاسلحة العنقودية انه علي الرغم من وجود تقدم في التخلص من هذا النوع من القنابل واقناع المزيد من الدول بالانضمام الي المعاهدة التي تحظرها، فان توسيع نطاق استخدامها هذا العام كان مقلقا. وقالت بلاكمور ان المعاهدة ذاتها تعد نجاحا، الا ان ما يحدث في سوريا ومناطق اخري يجعل انضمام الدول للمعاهدة امرا ملحا، بحسب نيويورك تايمز. ووصفت استخدام الأسلحة في سوريا ب«الأكثر تكرارا وخطورة، وهذا لا يعني ان استخدام هذا النوع من الأسلحة لا يمثل مشكلة في مناطق اخري.. بل هو كذلك بالفعل». وقالت بلاكمور في مقابلة من لندن، مقر المنظمة، بينما كانت تستعد لاحياء الذكري الرابعة للمعاهدة «الاتفاق الخاص بالأسلحة العنقودية» الذي دخل حيذ النفاذ في الأول من اغسطس 2010، انضم اليه حتي الآن 113 دولة للاتفاق، اي اكثر من نصف دول العالم». وقالت المنظمة في بيان ان اجماع غالبية دول العالم علي حظر الأسلحة العنقودية «وضع وصمة عالمية ضد استخدام هذه الأسلحة. ولاتزال هناك 84 دولة لم توقع علي المعاهدة – لا تضم فقط سورياوجنوب السودان واكرانيا لكن ايضا الصين وروسيا والولايات المتحدة. وتحتوي القنابل العنقودية علي مئات من الذخائر المتفجرة الصغيرة او القنابل الصغيرة، يتم اسقاطها من الجو او يتم اطلاقها من الأرض باتجاه الهدف، وهي مصممة للانفجار في الجو لتبعثر قنابل صغيرة فوق منطقة تضاهي عدة ملاعب لكرة القدم ولا تفرق بين اهداف عسكرية او مدنية. وكثير من القنابل الصغيرة المكونة القنابل العنقودية تفشل في الانفجار بعد اطلاقها ويبقي تأثيرها القاتل عندما تتحول الي الغام ارضية.. وفي بلدان مثل لاوس وفيتنام لاتزال الذخائر العنقودية التي لم تنفجر بعد مصدر تهديد منذ أكثر من اربعة عقود وهي جاهزة للقتل او التدمير في اي لحظة.. وقالت منظمة ائتلاف الاسلحة العنقودية ان 94 % من ضحايا القنبلة العنقودية هم مدنيون ونصفهم من الأطفال. وبحسب تقييم، منظمة هيومن رايتس ووتش، العضو في ائتلاف الأسلحة العنقودية، استخدمت القوات الحكومية في سوريا هذا النوع من الأسلحة فيما لا يقل عن 224 موقعا في 10 من اجمالي 14 محافظة سورية، وذلك في الفترة من يوليو 2012 الي مارس هذا العام. وهناك مؤشرات جديدة توضح استمرار استخدام القنابل العنقودية». ونفت الحكومة السورية استخدام الاسلحة العنقودية في النزاع الذي يدخل الآن عامة الرابع، الا ان بلاكمور قالت ان المتمردين الذين يقاتلون من اجل الاطاحة ببشار الأسد ليس لديهم القدرة علي نشر مثل هذه الأسلحة. اما في جنوب السودان وشرق اوكرانيا، تبقي تداعيات استخدام الأسلحة العنقودية معتمة.. دائرة الأممالمتحدة للاجراءات المتعلقة بالألغام وهي الجهة التي تقوم بالتنسيق والاستجابة لازالة الألغام الارضية والقنابل العنقودية وبقايا حرب اخري وجدت ان الأثر الباقي من القنابل العنقودية في ولاية جونجلي في فبراير يبدو انه منتشر من قبل الأطراف المتنازعة في هذا البلد الذي يشهد حربا اهلية. وقال لي وودير المتحدث باسم دائرة الأممالمتحدة للاجراءات المتعلقة بالألغام عبر الهاتف: «يمكننا التأكد اين استخدمت الأسلحة العنقودية وليس من استخدمها». واخيرا نشر مركز ابحاث التسليح في الثالث من يوليو دلائل علي وجود بقايا اسلحة روسية او اوكرانية المصدر استخدمت في كراماتورسك وهي من أهم المدن الصناعية في أوكرانيا ويتنازع عليها المتمردون المؤيدون لروسيا والحكومة الأوكرانية.