«لا معني لجيش قوي في دولة ضعيفة كما أن العكس لاقدر الله لايجوز» فاجأنا الزعيم عبد الفتاح السيسي نحن أسره جريدة الأخبار في ندوة (دور رجال الأعمال في التنمية الاقتصادية والاجتماعية) والتي كان يحضرها 15 من كبار رجال الصناعة والاستثمار في مصر، بحضوره الي القاعه، حيث كان يحضر الإفطار السنوي للقوات المسلحة بفندق الماسة، وعندما علم بالندوة قرر أن يفاجيء الحضور، وبوجهه البشوش سلم علي كل من في القاعة وعندما قلت له نورتنا ياريس ردا شكرا يا هانم، الذوق العالي والكلمات الرقيقة كانت لكل المتواجدين في القاعة، وقد حرص الزعيم علي الطواف بالمائدة التي نجلس إليها والتي تسع30 فردا ليسلم علي الجميع نفر نفر في تقليد مصري أصيل يمتاز به أولاد البلد ويبعد تماما عن كلمات البرستيج والهيلمان والتكبر وتلك الصفات التي من الواضح أن هذا الرجل الكبير رماها في سلة المهملات، وبنفس البساطه والتلقائية تحدث الزعيم، كان حديثه ليس مكتوبا ولا معدا كما كانت زيارته. ولكنه كان حديثا صادقا نقيا طاهرا من القلب، وقد أمسكت عيناي عدة مرات عن البكاء وأنا أسمعه يتحدث بكل حب عن مصر، فهو يتحدث عنها مرات بلهجة الإبن الخائف علي والدته العزيزة من التعب والإنهيار لاقدر الله، ومرات بلهجة الأب الذي يخاف علي إبنته المدللة حبا من كيد الكائدين وحسد الحاسدين ،ومرات بلهجة القائد الذي لايهاب الموت ولا الشهادة ولا العدو ولا يخشي سوي الله الواحد الأحد في الحفاظ علي الأمانة التي بين يديه، قال الزعيم كلاما كثيرا من القلب لكنه كرر عددا من الجمل عدة مرات لابد أن نتوقف عندها وهي: «أنا مبخفش من اي حد أنا مبخفش غير من ربنا»، «لا أخشي الموت فقد حملت روحي علي كفي عدة مرات من أجل مصر»، هل يمكن أن يشعر شخص براحة الضمير وهو يملك بنكا وأخوه المصري جعان «، « تجار الدين من الداخل والخارج لن نتركهم في غيهم وسنتصدي لهم بكل قوة»، «أنا وكل ما أملك فداء لمصر وأولادي يعتمدون علي أنفسهم مثلهم مثل نظرائهم»، «اي دولة لو وقعت لن يستطيع احد النهوض بها مرة أخري ولن نسمح بان تقع مصر لاقدر الله» عرض علي أن آخذ ما أريده ومالم يتخيله أحد للجيش بشرط أن أبعد انا والجيش عما يحدث في الشارع ورفضت فلا معني لجيش قوي في دولة ضعيفة كما أن العكس لاقدر الله لايجوز»، «مابيني وبين أبنائي في القوات المسلحة حالة عشق وليس حب»، «جيش مصر أخذ وعد علي نفسه أنه دائما وأبدا منحازا للشعب وليس للسلطة» ثم قال ذهبت لتقديم المال في صندوق تحيا مصر ومازال لدي فيللا وقطعة أرض أعرضهم للبيع، وعندما يباعوا سأضع حصيلة البيع كاملة في صندوق تحيا مصر» 45 دقيقة قضاها الزعيم معنا متحدثا كان الجميع ينصت بإهتمام وحب وتفاؤل وثقة وغيرة علي مصر، نعم غيره ..هذا الإنطباع الذي انتقل بسرعة من الزعيم الي الحضور فكان الحديث مباراة في حب مصر، وكأن الرجل جاء ليعطي إشارة البدء في تدشين مشروع عملاق وإخراجه من قمقم نفوسنا جميعا وهو الإنتماء والتضحية من أجل مصر، فالرجل يضحي بكل مايملك وليس بنصفه فقط بل يضحي بروحه وقت الجد . فكيف بمن يسمع لايبادر الحب بالحب والإنتماء بالإنتماء والعطاء بالعطاء والجميع بلاشك يشترك في أهم صفة في التاريخ وهي الوطنية، بعد أن أنهي الزعيم حديثه تركنا جميعا في حالة من التفاؤل والأمل وبدأ رجال الصناعه والاقتصاد يتحدثون ليعلنوا تدشين مشروعات لتطوير العشوائيات وبناء مدارس ومستشفيات وضخ أموال، بل أن الدكتور حسن راتب تبرع بنصيبه في مصنع الرمال البيضاء وهو يوازي 70 مليون جنيه لمصر بالإضافة الي 30 مليون لبناء 4 قري في سيناء كما حكي رجل الأعمال محمد الأمين عن المعوقات التي واجهتهم في تنفيذ مشروعات صندوق 30 يونيو، معلنا تبرعه بعشرة ملايين دولار للصندوق بالإضافة الي الوقف الخيري الذي بدأه منذ 30 يونيو 2013، بحيث يصل حجم تبرعه في النهاية ما يقرب من المليار. كما أعلن الدكتور أحمد العزبي عن تبرعّه لتحيا مصر بمبالغ مالية لمدة عام سلم منها 6 شيكات ويسلم باقي الشيكات هذا الأسبوع، كما تحدث نجيب ساويرس عن امكانية أن يتولي كل رجل صناعة منطقة أو منطقتين عشوائيتين لتطويرهم وبناء مدارس ومستشفيات وشقق لأهالي المنطقة، وأكد محمد أبو العينين عن تبرعه بمدارس للتعليم الفني بما يوازي 250 مليون جنيه والباقي يأتي. كما قلت في بداية حديثي كانت مباراه جميلة في الحب والإنتماء والوطنية، وننتظر جميعا أن تترجم هذه الأفكار وغيرها مما ذكر في الندوة الي مشروع قومي عملاق تحت مظلة صندوق تحيا مصر وهو أهم التوصيات التي خرجت بها الندوة . أقول بكل فخر للزعيم عبد الفتاح السيسي الرجل الوطني الغيور علي مصر.. عشت رئيساً لمصر وتحيا مصر.