عمرو جلال رحل عن عالمنا اول ايام شهر رمضان اللواء اركان حرب نوال سعيد الشافعي رئيس هيئة امداد وتموين القوات المسلحة خلال حرب 73 بعد رحلة كفاح 88 عاما ..رحل دون اي اهتمام اعلامي وهو احد قادة حرب اكتوبر. ..يسجل التاريخ أن بعض قيادات الجيش عندما سألوا الرئيس الراحل أنور السادات قبل اكتوبر 73 عن موعد الحرب علي اسرائيل فأجابهم : «اسألوا نوال»، في إشارة إلي الأهمية الكبري لدور الرجل لإنه المسئول الاول عن الإمداد والتموين للقوات التي سوف تخوض الحرب من «أكل .. وغذاء.. ومستلزمات طبية.. ومستشفيات ووقود وسلاح و ذخيرة وملابس ومركبات ونقل..الخ « وهو مايعني بدون جاهزية الجيش بتلك المستلزمات لن نقوي علي الحرب. وبسبب هذه الجملة التي قالها السادات واسم الرجل ..اطلق بعض المغرضين اسم جيش نوال علي الجيش المصري ظنا منهم انهم يسخرون من ضباطه وجنوده ..لم يدركوا ماقدمه ذلك القائد العسكري من جهد وطني مخلص اضاء به صفحات من تاريخنا المعاصر.. هذا الرجل ترك خلفه عشرات المئات من الاوراق العلمية والمحاضرات وتتلمذ علي يديه اجيال من العسكريين المصريين والعرب. احد الضباط الذين تتلمذوا علي يديه قال لي ياريت كلنا نكون زي اللواء نوال في التواضع والعلم و الخبرة والانضباط العسكري ..حتي اضغر الضباط كان يستمع اليهم ويناقش افكارهم باهتمام شديد ..جملة جيش نوال لا اعتبرها سبة كما يراها البعض بل هي فخر لا ننا تعلمنا علي يد قائد خاض معارك مصر الحديثة كلها فلسطين 1948 والعدوان الثلاثي 1956 وحرب 1967و حرب أكتوبر 1973 وكانت امنية حياته ان يموت شهيدا من اجل وطنه. الوطنطجي
لايخفي علي احد ان مظاهر الانتماء والولاء اصبحت محصورة في مظاهر شكلية..المناسبات القومية ماتشات المنتخب و في الميادين لو قامت ثورة ..ومن 25 يناير وحتي الان وماسورة مكسورة من الاغاني الوطنية فتحت علينا ..سمعت ان المطرب اللي مغناش تلت او اربع حتت وطنيين مبيعرفش ينام الليل ..مع انك لو دورت في سجله الضريبي هتلاقيه هربان من خمسه سته مليون جنيه ..في التاكسي الابيض انطلقت لأصل الي منطقة ما ..السائق يستمع الي اغنية وطنية يكاد يمسح دموعه بفوطة البنديرة ..فجأه اخرج رأسه المستديرة من النافذة وبدأ يبرطم بكلمات غزلية فجة محاولا معاكسة ثلاث سائحات كن يسرن في الطريق...بعدها اطلق صاروخ لعابي موجه من فمه ليبصق علي اسفلت الوطن ..اثناء ذلك كانت شرين تصدح بصوتها من الكاسيت «مشربتش من نيلها» ..هذا السائق لايعرف انه بتصرفه ذلك لم يسئ فقط لوطنه بل جعل هؤلاء السائحات يقسمن ما يعتبوها تاني. الوطنية اقتصرت للأسف علي المظاهر ..لا احد يلومنا.. المدارس ونتعلم فيها حب الوطن سوي في قصص مادة التربية الوطنية ..نذاكرها فقط ليلة الامتحان لانها مبتضفش علي المجموع..الدول المختلفة تزرع الانتماء في المواطن منذ طفولته بطرق مختلفة ..اتذكر دفعتي في الجامعة وهي تأخذ بعضها بالاحضان والدموع تنساب من اعينهم داخل معسكر التجنيد بالرماية بعد ان سمعوا انهم غير مطلوبين عسكريا .. عميد الجيش الذي وقف يتلو امام الحشود قرار تأجيل تجنيد بعضهم صرخ غاضبا في الجميع «عندما شاهد فرحتهم « انتو رجالة انتو ..في دولة جنبنا هنا -يقصد اسرائيل -كل حريمها وبناتها بيدخلوا الجيش متطوعين ومبسوطين ..للأسف نموذج الوطني الاونطجي او الوطنطجي اصبح هو السائد ..وها نحن نزرع ما جنته ايدي الدولة علي ابنائها. د عاء