حمل أوتمار هيتسفيلد وهو واحد من أبرع مدربي اوروبا عصاه ورحل أمس لكنه إذ يترك منصبه فإنه يخلف وراءه إرثاً مميزاً مع كرة القدم السويسرية. وسبق للمدرب البالغ من العمر 65 عاماً إعلان قراره بالاعتزال لدي نهاية كأس العالم وبدا عليه التأثر بعدما خسرت سويسرا 1-صفر بطريقة محزنة أمام الأرجنتين بعد وقت إضافي في دور الستة عشر في ساو باولو. وبينما سيذكر لهيتسفيلد حصوله علي سبعة ألقاب في دوري الدرجة الأولي الألماني واثنين في دوري أبطال اوروبا مع بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند فإن عرفان سويسرا وتقديرها له لا يقل عن الناديين العملاقين. فخلال ست سنوات قضاها مع منتخبها الوطني قاد هيتسفيلد المشهور بمعطفه الواقي من المطر للوصول مرتين لنهائيات كأس العالم وساعد علي تطوير أدائها دفاعي النزعة وترك لها فريقا موهوبا ينبغي أن يستفيد منه المدرب الجديد فلاديمير بتكوفيتش لسنوات عديدة. وظهر فريق هيتسفيلد الذي ضم عدداً كبيراً من مهاجري الجيل الثاني بقيادة شيردان شاكيري المولود في البوسنة بشكل مغاير كلياً عن ذلك الذي أضجر الجميع في نهائيات 2006 و2010. فسويسرا أحرزت أربعة أهداف ولم تتلق شباكها أي هدف في طريقها للوصول للدور الثاني قبل ثماني سنوات وحينها اعتبر تعادلها بدون أهداف مع أوكرانيا أحد أسوأ المباريات في تاريخ كأس العالم. وقبل أربع سنوات أنهت سويسرا دور المجموعات بعروض غير متناسقة ففازت في مباراة وتعادلت في أخري وخسرت الثاثلة وسجلت هدفاً وحيداً وتلقت شباكها مثله. أما هذه المرة فأسفرت مبارياتها الأربع عن أهداف أكثر وإثارة أكبر من مشاركتيها السابقتين حيث سجلت سبعة أهداف وتلقت شباكها نفس العدد وأحرز شاكيري ثلاثية ضد هندوراس. وشاكيري ابن الثانية والعشرين وصاحب القدم اليسري المميزة هو الفتي الذهبي لهذه التشكيلة بقدراته الكبيرة علي التحكم في الكرة وتسديداته بعيدة المدي التي تجعله يشبه في أدائه لاعبي أمريكا الجنوبية بينما يعد زميله ريكاردو رودريجيز الذي يصغره بعام واحد من أهم اللاعبين الصاعدين في أوروبا في مركز الظهير الأيسر. ولا تقل المواهب في الوسط والدفاع تألقا بوجود قلب الدفاع فابيان شير وعمره 22 عاماً والذي تألق مع الدفاع السويسري في السيطرة علي هجوم الارجنتين لنحو ساعتين اليوم. كما يشارك جرانيت شاكا كأساسي في بروسيا مونشنجلادباخ ويبدو مرشحاً لتمثيل سويسرا لسنوات عديدة مقبلة.