نستطيع القول دون مبالغة إن مبادرة الرئيس السيسي بالتنازل عن نصف راتبه، والتبرع للدولة بنصف ممتلكاته، للمساهمة في النهوض بالاقتصاد المصري والخروج بالبلاد من الأزمة الخانقة التي تعاني منها، قد جاءت في وقتها وأدت الغرض المستهدف منها، وخلقت وعيا مجتمعيا بضرورة التحرك الشعبي العام للتغلب علي ما نحن فيه الآن وطوال السنوات الثلاث الماضية. وأحسب أننا نشهد اليوم رغبة شعبية صادقة للمشاركة في الجهد والعمل بجدية وأخلاص لتغيير الواقع وتحسين الظروف، وأصبح هناك أمل متعاظما لدي جموع الناس في انفراجة قريبة بإذن الله، تحقق طموحات الشعب في اجتياز الأزمة، والتحرك نحو بناء الدولة الديمقراطية الحديثة علي أسس سليمة وصحيحة. ولكن لابد أن نضع نصب أعيننا أن ما نسعي إليه من واقع جديد، لا يمكن أن يتحقق بالنوايا الطيبة والآمال والأماني فقط، ولكن لابد أن يواكب ذلك ويسير معه جهد كبير وعمل مخلص ومستمر من أجل تغيير الواقع الذي نعيشه والوصول إلي الواقع الجديد. ونحن مع إدراكنا أن المبادرة الرئاسية قد حركت كل النوازع الخيرة والوطنية لدي عموم المصريين وخاصتهم، واستنهضت فيهم جميع الهمم والمشاعر والقيم الشعبية الأصيلة، للمشاركة الفاعلة والمؤثرة للنهوض بالبلاد من كبوتها الاقتصادية الحالية، إلا أن الأمر يحتاج إلي ما هو أكثر من هبة أو فورة شعبية مؤقتة أو لحظية، ولابد أن تتحول إلي فعل دائم وعمل مستدام. وإذا ما أردنا حقا وصدقا ان نلمس ونري نهاية قريبة للحالة الاقتصادية الخانقة، التي نعاني منها الآن وطوال السنوات الماضية، فلابد أن نبذل غاية الجهد كشعب وكتلة مجتمعية متماسكة لدوران دولاب العمل وعجلة الانتاج بأقصي طاقة ممكنة، وبعيدا عن الشعارات البراقة التي يرددها البعض دون العمل بها علي أرض الواقع. ولذا فإنني أقول بكل الوضوح والشفافية، ودون تردد إننا لابد أن نؤمن جميعا بأن مصر لن يبنيها سوي سواعد وهمم أبنائها، وانه لا يصح ويجب ألا نرضي بالعيش علي المساعدات من الاخوة والأشقاء، رغم احترامنا وتقديرنا واعتزازنا بهم جميعا، كأشقاء واخوة أعزاء علينا ومحبين لنا ولمصر،...، ولابد أن يكون رائدنا أن مصر تنمو وتتقدم بجهد وعمل مواطنيها وعرق أبنائها.