مسلحون يقفون أمام مقر البرلمان الليبى الذى خرج منه دخان كثيف عقب اشتباكات لا يزال التوتر يخيم علي ليبيا في ظل تطورات أمنية وسياسية متلاحقة، فقد اندلعت أمس اشتباكات في مدينة بنغازي شرق البلاد بين قوات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر ومسلحين. وأعلن قائد قاعدة بنينا الجوية العسكرية في بنغازي العقيد سعد الورفلي أن مسلحين شنوا قصفاً صاروخياً علي القاعدة، من دون أن يسفر هجومهم عن وقوع ضحايا.وقال العقيد الورفلي: «هناك قصف صاروخي علي القاعدة، ولكن الأمر ليس بالخطير»، متهماً جماعات إسلامية متشددة بالوقوف خلف الهجوم. وأضاف أن الصواريخ سقطت في أرض خلاء. ويأتي هذا الهجوم رداً علي غارات جوية شنتها يوم الجمعة طائرات يقودها ضباط في سلاح الجو ضد مواقع عسكرية تابعة لجماعات إسلامية متشددة في عاصمة الشرق الليبي. وانضم هؤلاء الضباط إلي قوة يقودها اللواء المتقاعد في الجيش خليفة حفتر الذي شارك في الثورة علي نظام العقيد الراحل معمر القذافي في 2011. علي الصعيد نفسه، نقلت قناة «العربية» علي لسان الناطق باسم القيادة العامة للجيش الوطني الليبي (التابع لحفتر)، الرائد محمد حجازي، إن التحرك الحالي للجيش الليبي يستهدف الجماعات المتطرفة وحلفاءها من جماعة الإخوان المسلمين، معتبراً أن هذه الجماعات تتبع نفس نهج الإخوان، وليست معنية سوي بالمصالح الدنيوية. في غضون ذلك، تعرض مقر قناة «ليبيا الدولية» التلفزيونية في العاصمة الليبية طرابلس لقصف صاروخي، وذلك بعد بث هذه القناة الخاصة بياناً تلاه عقيد في الجيش الليبي أعلن فيه باسم الجيش تجميد عمل المؤتمر الوطني العام، أعلي سلطة في البلاد. وقال صحفي يعمل في القناة لوكالة الأنباء الفرنسية إن «ما لا يقل عن أربعة صواريخ سقطت في مقر القناة. هناك أضرار مادية ولكن الاعتداء لم يسفر عن ضحايا». ووقع الهجوم بعد بث هذه القناة الخاصة بياناً تلاه العقيد مختار فرنانة، الذي قدم علي أنه آمر الشرطة العسكرية في الجيش، وأكد أنه يتحدث «باسم الجيش»، معلناً فيه «تجميد» عمل المؤتمر الوطني العام، وتكليف لجنة الستين لصياغة الدستور التي انتخبت في فبراير «بالقيام بالمهام والاختصاصات التشريعية في أضيق نطاق ممكن، وكذلك الاختصاصات الرقابية علي أداء حكومة الطوارئ المؤقتة والإشراف، بالاشتراك مع المفوضية العليا للانتخابات علي إنجاز الاستحقاقات الانتخابية البرلمانية والرئاسية في مواعيدها».