حالة من الغم وعدم الارتياح لكل ما يذاع ويشاهد علي قنوات الاذاعة والتليفزيون حاليا فالكل خبير و الكل له الكلمة العليا والكل يخون الكل ولا احد يريد أن يسمع الآخر.... جعلتني اهرب إلي أي قناة تليفزيونية ليس بها سياسة... وشدني برنامج علي قناة ديسكفري عن شرطة الحيوانات... آه والله شرطة الحيوانات هي شرطة متخصصة لحماية الحيوانات من أهمال أصحابها ووضعها في الملاجئ المناسبة حتي تعالج ويتقدم أحد المواطنين لتبنيها.... ومن سلتطها توقيع الغرامات وتقديم من اهمل في حق الحيوانات للمحاكمة حتي ان احد اصحاب تلك القضا،يا حكم عليه بخمس سنوات وغرامة 25 ألف دولار لانه اهمل في حق حصانه وتركه دون ماء واخر امتلك 14 كلبا وملكيته الزراعية لا تسمح له الا باقتناء 4 فقط... تابعت البرنامج وانا في اشد الاسي اذا كانت هذة حقوق الكلاب عندهم فاين حقوق البشر عندنا... اعتقد ان امن المواطن وإن لم يكن في يد الشرطة شئ تفعله فعلي الأقل اشعاره بأنها تهتم بقضيته وهو ما يشعره بالامان ويمكن ان يتركك وهو من الشاكرين.. حق الجار... جار عليه الناس ! تليفون المنزل في هذا الوقت لا ينبئ إلا بكارثة.... سارعت بالرد فكان صوت أخي يستغيث بأن أحد ملاك العقار في أول الشارع قرر البناء وبالتالي استيقظ سكان الشارع علي اصوات اللوادر والكلاركات ترمي بحمولاتها من الطوب والرمل والزلط وسدت به المدخل الوحيد للشارع فحبست ما لا يقل عن 50 أسرة عن الذهاب الي اعمالهم أوعلي الاقل الخروج بسياراتهم.... لجأ لشرطة النجدة التي قالت له ان هذا مسئولية الاحياء والحي لم يفتح أبوابه الساعة السابعة صباحا... ذهب الي قسم شرطة العمرانية التابع لها فقالوا له ليست مسئوليتنا. اشتكي للحي ورفض النوبتجي تسجيل البلاغ... فكانت مكالمته التي ايقظتني .. حاولت الرجوع لشرطة النجدة بعد الافصاح عن هويتي فكانت الاستجابة ووجدت مكالمة من نفس النوبتجي الموجود بالقسم وأقسم لي انه ارسل سيارة الدورية لعمل المحضر ولن تتحرك قبل فتح الشارع وفك حبس الاسري من السكان.... بعدها اتصلت بأخي لاطمئن فأكد لي كلام الضابط وانتهت المشكلة باعتذار صاحب العقار. أليس في ديننا الاسلامي ان اماطة الأذي عن الطريق من جلل الحسنات فما بالك بمن لم يراع الجار وترك الناس محبوسة لانه أراد الارتفاع بالبناء دورا أو دورين وطبعا الليل ستار عشان زبانية الحي مايخدوش خبر وترتفع فئة المخالفات أو تزيد تعريفة الرشوة للسكوت وفي كلا الامرين السكان هم الضحايا !!! طابور الطعمية ! أول شباك شمال في صحن مسجد السيدة نفيسة تجده كل يوم جمعة يقف يقطع ارغفة الخبز الي نصفين وبعد قليل من الوقت يرد له شنطة كبيرة من البلاستيك الاسود تفوح منها رائحة الطعمية الساخنة جدا ويكون الرجل قد اعد سلطة من نوع خاص لن تتذوق مثلها في أي مكان خليط من الطماطم والبقدونس والبصل والشطة ويقوم عم عبد المنعم بعمل سندوتشات الطعمية ويطرحها جانبا في نظام بديع ونظافة لم نعهدها في تلك الاماكن وعلي الجانب الآخر تري طابور من البشر بكل المستويات والدرجات العلمية والاقتصادية يقف لكي ينال حظه بنصف رغيف طعمية سخنة من يد الحاج عبد المنعم.... دون مقابل ويرفض ان يتقاضي اي مبلغ... فأهل الخير هم من يزودونه بالتموين وهوعليه التوزيع الاسبوعي والذي لم يتخلف عن طابوره طوال أعوام وعلي عم عبد المنعم تنظيم أجمل طابور شاهدته طابور الطعمية.... طابور الخير ! نفيسة العلوم هذا المكان الجميل ذوالروح الايمانية الخالصة والتي تشدك إليها فلا تحب أن تتخلف عن الصلاة في مسجد السيدة نفيسة في اي وقت تتاح لك التقرب منه فسرعان ما تتوجه لنيل ثواب الجماعة في حضرة حفيد رسول الله.. سألت الدكتور الشحات مبروك العزازي عن سر هذا المكان ولماذا تتعلق قلوب المصريين به فأجاب ان السيدة نفيسة كانت إقامتها الكاملة في هذا المكان وأحبت المصريين وأحبها المصريون حتي انها حين ماتت طلب زوجها دفنها مع جدها المصطفي صلي الله عليه وسلم فرفض أهل مصر وطالبوا ببقاء نفيسة العلوم في ارض مصر لانها بركة لها وهي التي حفرت قبرها بنفسها وختمت فيه القران اكثر من 300 مرة فكيف يتركها المصريون فهي كانت حبيبتهم في الحياة وبركتهم بعد الوفاة.... ويقول ان مقام السيدة نفيسة مؤكد ان فيه الرفات الطاهرة دون شك وهوما يعطي اليقين بأن احد اهل البيت يبارك مصر... كما ان للمكان ريحا جميلا وروحا ايمانية اكتسبها من صاحبة الدار والتي لم تتوان عن مساعدة المصريين وحبهم .. أكرم الله مصر بحب أل البيت وحبب الله فيهم خلقه وأثابنا عن حبهم خيرا سيرك والله أعلم عند السفر الي الاسكندرية أحب أن اقود بنفسي سيارتي ويا حبذا لو رافقني صوت ام كلثوم أوفيروز فالرحلة تستغرقك والطريق يجعلك تتأمل في شئون الحياة وتفكر في كل المشاكل وتطرحها وراء ظهرك أو تصل فيها لحلول .. وفي هذا اليوم انهيت بعض المعاملات مبكرا في الاسكندرية فقررت العودة لأكون مع أسرتي علي مائدة الغداء ويا ليتني ما فعلت فالطريق الذي كنت أقطعه في ساعتين أو أقل اكتظ بسيارات النقل الثقيل والأثقل من السيارات دم السائقين الذين لا يراعون أيا من قواعد المرور التي تعلمناها ولخوفي من الوقوع في مصيدة الرادار كنت أقلل من السرعة في الاماكن المحتملة له ولكن هذه الوحوش الجبارة العملاقة كانت تتسابق علي الطريق ولا يهمها أن تشغل الحارة المخصصة لها أو كل الحارات فكانت السيارات الصغيرة تفلت بالعافية من بين جبال النقل بحمولاتها المرتفعة وتفلت من حصارها لنا.... والغريب في الامر أن أحدا منهم لم يعتذر عن خطأ أوكسره عليك اوحتي توقف مفاجئ عند احد الغرز المنتشرة علي الطريق والتي تتجمع عليها تلك السيارات للمشروبات واشياء أخري.... الغريب في الامر ان هؤلاء السائقين اعتبروا الطريق حقهم دون غيرهم ولابد لك من الاستئذان للمرور من جانبه ولا تستغرب عند نقط التفتيش أوالرسوم اذا كسر عليك هذا الوحش لانه يشعر ان هذا دوره وليس لك عنده أي حقوق ولا حتي الاعتذار.... مأساة نعاني منها علي الطرق وليس ادل عليها إلا حجم الضحايا التي راحت نتيجة رعونة واخطاء سائقي النقل الثقيل علي الطرق السريعة التي حولوها الي بحور من الدماء واذا ألقي اللوم عليه تعللوا بأنهم أصحاب أسر وأولاد وحرام قطع الأرزاق ولكن ليس حرام قطع الرقاب والاجساد بجبالهم الحديدية !