بدأت تمثيليات السياسيين الذين ركبوا الموجة مع ثورة يناير ومع ثورة 03 يونيو.. هم يعرفون جيدا كيف يستفيدون من الصعود فوق الأكتاف.. هم يعرفون جيدا وقت الظهور ووقت الاختفاء.. ويدركون تماما اللعب بالعواطف والمشاعر.. ويجيدون التنطيط فوق أكتاف الشباب الثائر بطبعه.. لقد أساء السياسيون إلي ثورة الشباب في يناير.. وشاهدنا ذلك في تنظيم الإخوان.. ومن الدكتور محمد البرادعي وأمثاله.. ومن الأحزاب السياسية الكرتونية ومن جبهة الانقاذ التي فشلت في الإعداد لثورة 03 يونيو والتي قادها الشباب من حركة تمرد. اليوم يتناسي السياسيون التضحيات التي يدفعها يوميا رجال الجيش والشرطة.. يتناسون الحزن والألم الذي يعتصر قلوب الأمهات الثكالي والأرامل والأطفال اليتامي.. الذين تيتموا علي أيدي الإرهاب الأسود.. لا أجد في عيون هؤلاء السياسيين أي دمعة حزن علي هؤلاء الشهداء الذين يتساقطون غدرا.. بل أجد في عيونهم وقاحة المطالب.. دون ادراك لظروف الدولة وما يعانيه شعبها من انهيار اقتصادي واستثماري وسياحي بسبب الإرهاب الغادر.. وبسبب العادات السيئة التي ابتلي بها الشعب بعد ثورة يناير! نحن الآن في محك إما نكون أو لن نكون.. نحن شركاء في الهموم وفي الأزمات لن يحل الرئيس القادم أيا كان الأزمات التي نواجهها وحده.. لابد أن يقوم كل منا بدوره.. لابد أن تفيق النخبة السياسية.. ولابد أن ننزع من صدورنا الغل والحقد والحسد للآخرين.. الشعب المصري له صفات أخلاقية رفيعة.. يجب أن نشحذ الهمم.. وأن تعود الشهامة لنا.. وأن نعلي من شأن بلادنا. يخطئ من يتصور أنه حينما ينسحب من سباق الانتخابات الرئاسية أنه يلوي ذراع الشعب.. أو حتي السلطة.. إنما يلوي ذراعه هو.. ويعاقب نفسه.. لأنه لو نظر إلي تاريخه بأمانة ومنطق سيجد أنه بلا قاعدة.. ولا حتي جمهور يملأ »الصالة المغطاة« بنقابة الصحفيين والتي تتسع إلي ألف شخص.. المطلوب لحكم مصر رجل قوي يحبه الشعب وله قاعدة جماهيرية بالملايين حتي يستطيع أن يفوز أو حتي ينافس علي الفوز.. المهم يكون من الشعب حاسس بيه.. ومشاكله.. معاه في كل لحظة.. قريب من الناس.. لديه رؤية.. ويمتلك مقومات القيادة والإدارة الجيدة والحديثة.. معه نطمئن علي مستقبلنا ومستقبل مصر.. من يدلني عليه؟! دعاء: »أسأل الله أن يأتي كل يوم وأسماؤكم في قائمة الأبرار الخاشعين.. وكل يوم وأنتم عون للضعفاء والمحتاجين.. وكل يوم ولسانكم يلهج بالذكر مع الذاكرين.. وكل يوم وملك ينادي أن الله قد جعلكم من المعتوقين.. وكل يوم وأنتم بصحة وعافية من رب العالمين«. آمين.