وسط احتدام الوضع في تركيا ، تجددت الاشتباكات في اسطنبول بين متظاهرين والشرطة عقب جنازة فتي توفي قبل يومين متأثرا بجروح أصيب بها خلال احتجاجات مناهضة للحكومة في يونيو الماضي، في حين وصف رئيس الوزراء «رجب طيب أردوغان» المظاهرات بأنها مؤامرة علي الدولة. وأشعلت وفاة «بركين علوان» (14 عاما) بعد غيبوبة لمدة 269 يوما الاحتجاجات مع تحوله الي رمز لقمع الشرطة للمظاهرات. وبعد جنازة علوان، أطلقت الشرطة مدافع المياه والغاز المسيل للدموع وطلقات المطاط في شارع رئيسي في إسطنبول لمنع آلاف المتظاهرين من الوصول إلي ميدان «تقسيم».وتشابهت المشاهد وسط العاصمة أنقرة وفي مدينة ازمير علي بحر إيحة. في الوقت نفسه، أشارت وسائل اعلام محلية إلي مقتل متظاهر جراء إصابة في رأسه خلال اشتباكات متزامنة في اسطنبول، في حين توفي شرطي بأزمة قلبية جراء تنشقه غازا مسيلا للدموع فيما كان يشارك في التصدي للمتظاهرين في مدينة «تونجالي» . وأسفرت تلك المظاهرات عن اصابة العشرات واعتقال250 شخصا من المحتجين ضد الحكومة. ودعا اتحادان عماليان الي اضراب ليوم واحد،في حين أعلن أعضاء هيئات التدريس في بعض الجامعات الغاء الفصول الدراسية. من جانبه، قال أردوغان لحشود من أنصاره في مدينة ماردين جنوب شرق البلاد إن «محاولة إشعال النار في الشوارع قبل الانتخابات البلدية المقررة بعد 18 يوما ليس موقفا ديمقراطيا». واتهم تحالف من «الفوضويين والإرهابيين والمخربين» وكذلك المعارضة وأتباع الداعية الاسلامي «فتح الله كولن» بإذكاء الاضطرابات للإطاحة به. في الوقت نفسه ،أعرب البرلمان الأوروبي عن قلقه حيال التطورات الأخيرة في تركيا ، معتبرا أن ذلك سيؤدي إلي «انحراف» البلاد عن سكة مفاوضات الانضمام إلي الاتحاد الأوروبي.