ابتداء سورة الفاتحة من بين المبشرات التي نغفل عنها، فيقول رب العالمين:الحمد لله رب العالمين ومن المنطق أن يكون الحمد والشكر علي النعمة، فيبادر الله ليطمئن المسلمين بأنه الرحمن الرحيم سبحانه وتعالي، ويضيف أنه ملك يوم الدين، ثم ينهي آيات الفاتحة بإنذار. بدايةً.. أقر لفيف من العلماء بأن بسم الله الرحمن الرحيم هي أولي آيات الفاتحة، وفيها يقرن الله اسمه الذي لا يسمي به أحدٌ بصفتيه الرحمن الرحيم، وهي ابتداء جميع آيات المصحف، لكن في الفاتحة يعدها العلماء أولي آياتها، وعندما نعرف يقيناً أن الإله الذي نعبده رحمن ورحيم فإننا نطمئن ليسر الحساب في الآخرة، وهي بشري يقدمها القرآن الكريم علي أي بشري، لأن المصير الحقيقي هو مصيرنا في الآخرة، ويطمئن العاصي بصفتي الرحمن الرحيم فيصحح موقفه أملا في الرحمة، كما يطمئن العابد فيجتهد، ويليها مباشرة ملك يوم الدين وبها يُطَمئن الله عباده بأنه يملك مقدرات هذا اليوم وحده، فلن يؤثر عليه آخر، ولن يثنيه عن رحمة عباده أحدٌ. وفي واحدة من أعظم آيات البشري والإنذار، يقول الله: اهدنا الصراط المستقيم* صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، ويُعلمُ عباده أهم الأدعية، وهي طلب الهداية: اهدنا الصراط المستقيم ثم يوضح أنه صراط الذين أنعم عليهم بالتوحيد، لا الذين غضب عليهم، ولا الذين ضلوا، وهي تتضمن الإنذار في ذات السياق، ذلك أن الله يخشي علي عباده من غضبه ومن انحرافهم، لأن الإنسان قد يتسبب في غضب الله، كالذين يؤلفون الكلام ثم ينسبوه الي الله ليخدعوا الناس ويوقعونهم في المعصية، كما قد يضل الإنسان معتقداً أنه علي طريق الهداية!! كمن يعبد غير الله معتقداً أنه هكذا يعبد الله، فرغم كونه عابداً إلا أنه لا يعبد الله الواحد الأحد، وبهذا تضل عبادته ولا تصل الي الله، الذي يريد أن تكون العبادة خالصة له، وتكون النار مصير الذي أغضب الله، أو الذي ضل ويضيع ما اعتقد أنه عبادة. بالتأكيد يخاف الله علينا، لذلك وصف الرسول الكريم بأنه مبشر بالجنة لنعمل لها، ومنذر من النار لنتجنبها. للحديث بقية.