دون مقدمات سألتني سؤال بات بديهيا... هتنتخب " السيسي " طبعاً؟... بادرتها سؤال بسؤال... وانت هتنتخبيه ليه؟... لم تنتظر حتي أكمل سؤالي وأجابتني في حدة وما أنتخبوش ليه؟... أكملت أمي بعفوية " مش هو اللي خلصنا من اخوانا البعدا... اللي كانوا هيخربوها ويقعدوا علي تلها؟... وبعدين كفاية طلته علي الناس... تحس أنه راجل مالي هدومه "... قبل أن تختتم كلامها استحلفتني بأولادي أجمل وأغلي ما منحني الله سبحانه وتعالي أن أذهب مبكراً يوم الانتخابات لانتخب السيسي والا ستزعل مني وربما - وهو أمر أستبعده تماما - تقاطعني... لما كل هذا الحب " العفوي" الذي لا أشك لحظة أنه طبيعي لهذا الرجل الذي أجزم أنه لايداخله أي رياء أعتاده بعضهم خاصة ممن نصبوا أنفسهم أوصياء علي الرجل الي حد تهديد من تسول له نفسه مجرد التفكير في الترشح أمامه بالويل والثبور وعظائم الامور... خرج علينا أحدهم مؤخراً مهدداً الفريق سامي عنان انه " هيعوره " هكذا لمجرد أنه لمح بالترشح أمام السيسي... البعض من امثال هذا يخرجون علينا صبح مساء مؤيدين للسيسي بطريقة تعيدك الي أجواء رواية الاديب الشهيد يوسف السباعي " أرض النفاق " وهو ما دفع المركز المصري لحقوق الانسان الي فتح النار علي الإعلام المصري متهماً إياه بمحاولات " تقديس " و" تحصين " الرجل... لا أدري تحديداً مبررات كل ذلك الحب تجاه الرجل من أمي وغيرها الذين أعتقد أنهم ملايين سيخرجون بالتأكيد يوم الانتخابات لاختيار السيسي رئيساً لمصر كما خرجوا قبل أسابيع للاستفتاء ب " نعم " علي الدستور الذي أعتقد... بل أكاد اجزم أن الغالبية ممن خرجوا يومها كان حباً وكرامة للرجل ومن اجل سواد عيونه... بعض خبراء الإعلام والاجتماع الذين أعتقد في نزاهتهم... برروا ذلك الحب العفوي بأن وراءه عفوية الرجل أيضاً في التعامل مع البسطاء بنفس لغتهم دون تكلف أو تزيد... بعضهم أرجع ذلك الحب الي تدخل الرجل لانقاذ البلاد والعباد من حكم " الاخوان " الذين أثبتوا فشلهم أو أفشلوا كما يقول بعضهم... يظل السؤال يبحث عن اجابة لما كل هذا الحب لهذا الرجل ؟!... يذكرني ذلك بحب الجماهير ولايزال للراحل جمال عبدالناصر الذي رغم الهزيمة المنكرة في 1967 خرجت مصر عن بكرة أبيها تطالبه بعدم التنحي... ومن بعدها يوم وفاته زحفت الملايين تريد إلقاء نظرة الوداع علي جثمانه... بل مازال هنالك الكثير والكثير جداً ممن لم يعاصروا عبد الناصر يتذكرونه بكل الحب والاجلال... يظل السؤال دون اجابة حتي حين... لم كل هذا الحب ؟!