بدون تعقيدات وبدون »فذلكة« التي لا هدف من ورائها سوي خدمة الادعاء المزيف بأن صاحبها يملك ملكة تحليل الاحداث لصورة مجردة عن الهوي. المصداقية تتطلب مراعاة التقييم الصحيح لموقف دولة الإمارات العربية تجاه مصر والشعب المصري.. هذا الموقف يعد نقيضا لما يقوم به نظام الحكم في قطر الذي باع نفسه للشيطان واختار العمالة للقوي المعادية للأمة العربية. انه يعتمد علي هذه القوي لحمايته من خلال وجود القواعد العسكرية التي تم السماح بإقامتها. في هذا الشأن أقول إن ما تقوم به دولة الإمارات العربية من مبادرات أخوية خيّرة وصادقة خيرة لصالح الشعب المصري ما هي وبكل الوضوح.. سوي استجابة وتفعيل لوصية مؤسس هذه الدولة الراحل العظيم الشيخ زايد بن نهيان. إن أحدا لايملك فيما يتعلق بهذا الأمر سوي أن يقول إن هذا الرجل كان عاشقا لمصر المحروسة علي مدي سنوات حكمه مؤمنا بمكانتها وقدرها. وليس سرا وانما هو حقيقة معلنة فقد كانت وصيته لاولاده ولعناصر الحكم في الدولة التي أسسها.. هو دعم التواصل والعلاقات مع مصر. هذه الوصية تستحق أن توصف بالحكمة والشعور الوطني والقومي. كان حريصا انطلاقا من ايمانه بهذه المباديء للحديث عن مصر وعظمتها في كل المناسبات. هذه الحكمة كان محورها وفقا لمن كان يتخذه من مبادرات أخوية ودية تجاه مصر بأن لا وجود للعالم العربي ولا الأمة العربية بدون مصر. في هذا الإطار جاء موقفه دوما علي أساس أن لا وجود للعالم العربي ولا الأمة العربية بدون مصر التي لا يمكنها أن تنفصل عن أصولها وقوميتها. في هذا الإطار جاء رفضه القاطع للسلوكيات الصبيانبية التآمرية التي يقوم بها نظام الحكم في قطر. وفي إحدي زياراته التي لم تكن تنقطع عن مصر حيث طالب الشعب المصري بألا يعير اهتماما لمواقف حكام قطر. باعتبار ان مصر كبيرة وعظيمة ، وللتدليل علي هذا الواقع الذي لا يمكن تغافله اشار إلي أن تعداد الدولة القطرية أقل من تعداد حي واحد في قاهرة المعز لدين الله.. حول هذه القضية جاءت مقولته الشهيرة التي كانت عناوين رئيسية في كل الصحف المصرية آنذاك بأنه يمكن لمصر الدولة الراسخة الكبيرة جمع هذا الشعب القطري الشقيق في فندقين كبيرين بالقاهرة. بشأن هذه الواقعة أذكر ان الابن الشيخ عبدالله بن زايد وكان مسئولا عن وزارة الإعلام الإماراتية اتصل بالصحف عن طريق صفوت الشريف وزير الإعلام المصري في ذلك الوقت طالبا عدم نشر هذا الجزء من تصريحات الشيخ زايد حفاظا علي العلاقات مع قطر. وعندما وصلت هذه المعلومة للشيخ زايد ثار رافضا ذلك وأصر بالشجاعة والاصالة والسجية التي عرفت عنه علي نشر كل ما قاله بالكامل دون حذف وهو ما حدث بالفعل. إذن لم يكن اعلان الشيخ سيف بن زايد وزير داخلية الإمارات منذ يومين في مؤتمر دبي عن تعظيم التعاون مع مصر والحرص علي أمنها واستقرارها سوي تفعيل لوصية الوالد العظيم الشيخ زايد. وما ينطبق علي دولة الإمارات ينطبق علي المملكة العربية السعودية أكبر الدول الخليجية التي كان لها فضل جمع كل الدول الخليجية تحت راية مجلس التعاون الخليجي. ان كل أفراد الأسرة السعودية الحاكمة مرتبطون دوما بوصية الوالد الراحل الملك عبدالعزيز آل سعود مؤسس الدولة التي تضمنت مراعاة مصر ودعم متطلبات إخوتها فيها. هذا التوجه يأتي تجسيدا للعلاقات المصرية السعودية التاريخية والتي تدعمت علي مدي سنوات وسنوات بروابط المصاهرة وتبادل المصالح والعمل من أجل القضايا العربية المصيرية. في هذا المجال أيضا يأتي موقف الكويت التي لا تنسي لمصر والشعب المصري بشكل عام دورهما في إقامة دولتها الجديدة قبل وبعد الاستقلال . انها لايمكن أن تنسي لمصر الأصيلة وقوفها إلي جانبها في محنة الغزو العراقي لأراضيها. ليس هناك ما يقال عن هذه المساندة من جانب الدول الثلاث سوي أنها تجسيد للأصالة العربية والحرص علي مصالح أمة العرب.