د. سمية سعد الدين أجمل كلمة يمكن أن تسمعها من كل مصري أو مصرية.. شاب أو كبير في السن.. امرأة أو رجل.. هي كلمة «هانستحمل» كلمة « هانستحمل» ربما هي كلمة السر وراء المعجزات غير المتوقعة التي يفاجيء بها الشعب المصري العالم في أصعب الفترات التي تواجهه.. والتي ربما يتفاجأ بها أيضا في ذات الوقت الشعب نفسه.. إذ أن الاحتمال الشديد عند الشدائد المصيرية تأتي دون اتفاق مسبق بين أفراد الشعب بل تتشكل كموجة مقاومة شعبية دافقة تدرك مكمن الخطر المهدد لها ولأرضها عبر وعيها الذي امتد منذ آلاف السنين.. وبما يدفعها إلي تكوين حائط صد ضد فيضانات الخطر الداهم الذي قد يحيط بها.. ربما تماما كما تم اكتمال حدث بناء السد العالي ضد تهديدات اكتساح فيضانات النهر واندفاع مؤامرات الغرب.. والتي استدعت وقفة وتحدي الشعب.. فكان الالتفاف حول الوطن الزعيم والوطن النهر وكانت معركة انتصر فيها المصريون رغم صعوبة وخطورة وتحدي اللحظة السابقة وغيرها بسبب كلمة السر « هانستحمل».. لأنها هي تجسيد انتصار إرادة الإنسان..المصري العنيد! أما اليوم فما أشبه الليلة بالبارحة.. فهاهم نفس الأعداء يتربصون بمصر وشعبها وقائدها.. وهاهم يحاصرونها عبر البر والبحر والنهر والإرهاب والترهيب.. وعبر رسالات المراوغة وعبر لعبة تغيير السيناريوهات المدمرة المتعددة والمتناقضة من الغرب المتآمر، والتي يتناوب علي طرحها هم ومريدوهم ولاعقو أحذيتهم ولعل السؤال المطروح علي الألسنة في بعض لحظات الإرهاق الوطني الشديد، نتيجة تحمُل الشعب لتبعات مرحلة التغيير الحساسة التي يجتازها الوطن لمدة مايقارب 3 سنوات متصلة ونتيجة ثورته وإصراره علي تحرير واستقلال إرادة الوطن والمواطن من بين أيادي الديكتاتورية والفساد والظلم والحصار الاقتصادي والتعليمي والاجتماعي.. سؤال « لحد امتي هانستحمل؟». والحقيقة.. أن الإجابة علي هذا السؤال الذي يُطل بالفعل من وجوه الأغلبية من أبناء الشعب - ولهم كل الحق- هي إجابة اتخذناها كشعب وكقادة تحت عنوان « خارطة طريق» وتوافقنا علي المضي نحوها بشجاعة.. بمعني أنه رغم صعوبة السؤال والامتحان فإن الإجابة جاءت صارمة منا كشعب - وكعادتنا - وهي أننا بالرغم من كل مانشعر به من معاناة.. وقلق.. ولحظات إحباط.. وساعات انتظار وترقب ولهفة علي مستقبل أولادنا وعلي أمان حدودنا وعلي اقتصاديات وطننا وعلي سلامة حدودنا وعلي جريان مياه نيلنا فإننا « هانستحمل».. لأننا ببساطة شديدة علي أبواب لحظات جني الثمار ولعله من الرائع والمبهج أن نبدأ في مطالعة « حلاوة « لحظة المخاض لولادة مصر الجديدة الحديثة.. وانظروا لموقفنا المفعم بالأمل.. فقد أزحنا الفاسد الكبير العجوز.. وتخلصنا من الطامع في الوراثة الصغير.. وأنهينا عصرا من الفساد الصارخ الذي زكمت رائحته الأنوف.. وأنهينها حالة النهم والجشع لدي رجال أعمال كانوا مسيطرين علي أغلب مقدرات وثروات البلد.. وكشفنا الغطاء عن حجم الفقر والتجريف والإنهاك للمواطن المصري وعن مدي سوء أحوال وتراجع الاقتصاد والصحة والتعليم والبحث العلمي وعزوف المصريات و المصريين عن المشاركة السياسية.. وكان هذا في المرحلة التالية مباشرة لثورة 25 يناير.. والتي انتهت بنا كشعب إلي لحظات الانكشاف التي أدركها الجميع وسط الذهول المؤسف عن حقيقة ماكنا نعيشه من تدهور مجتمعي وطني..وعن استحقاقاتنا الوطنية وضرورة إعادة تغييرها وكسبها لصالحنا أما بعدها فقد بدأ الشعب مشوار «التحمل الثاني» في 30 يونيو ، وسط مصيبة ماحدث من الإخوان وتنظيمها الدولي في الانقضاض علي ثورتنا وسرقتها، وماتلاها من افتضاح صارخ لهويتهم وأغراضهم وأطماعهم وفي الأعم الأشمل خيانتهم لمصر وللمصريين.. والأدهي تواطؤهم مع قوي الشر الخارجية ومع الطابور الخامس من الخلايا النائمة داخليا، فكان لابد من العودة بإصرار من جانب الشعب العظيم لاستكمال مسيرة « هانستحمل».. وقد أثبتنا بالفعل أننا نتحمل وسوف نتحمل كل الشدائد التي تمر بها مصرنا.. ذلك لأننا كتبنا علي جدار التاريخ اسم زعيمنا القادم» السيسي» الذي انتظرناه طويلا، ولأننا ندرك أننا في اتجاه المستقبل، وبأننا معه نتسلح بالثقة بالله وبالقوة وبالتفاؤل.. ، وبأننا سنسحق جبهات الشر ونخنق أنفاس الأشرار..وسندق أبواب النصر ونعلق علي حدودنا لافتة مصر الجديدة مسك الكلام إذا لم تكن مصر تستحق أن « نستحمل من أجلها»، فمن غيرها يستحق منا نحن المصريين أن نتحمل.. يامصر كُلنا نحمل حياتنا علي أكُفنا من أجلك.. و»هانستحمل» وننتظر الاحتفال بالأمل القادم ونحن أحياء وأموات في حضنك..