كلما سمعت أو قرأت أو شاهدت جريمة من جرائم الإرهاب الأسود التي تجتاح شوارع وميادين بلادنا.. ويروح فيها ضحايا بلا ذنب أتذكر هذه الصيحة الضخمة التي كانت تجوب حاراتنا وشوارعنا من زمن غير بعيد : »ها.. مين هناك«. تلك الصيحة التي كان يطلقها عسكري الدرك الذي كان يجوب الحواري والشوارع لنشر الأمن فيها وحتي يعطي للناس من سكانها الأمان والدعوة الي نوم هادئ وبث روح الرعب في نفوس المجرمين والخارجين عن القانون هؤلاء الذين كانوا يعملون لهذا الشرطي ألف حساب قبل ارتكاب أي جريمة في منطقته التي يجوبها طوال الليل ويحرص علي التأكد من أقفال المحال التجارية وأبوابها بأنها مغلقة تماماّ كما يختص بتوقيف أي مارة في الطريق خاصة إذا كانوا من الغرباء الذين لا يعرفهم بالاسم والسكن ومنطقة العمل.. هذا العسكري الذي كان معروفا للجميع بقدرتة علي التحرك السريع وأطلاق صفارته المميزة لاستدعاء زملائه من المناطق المجاورة للقبض علي أي عصابة تعكر صفو منطقته ..ولكن للأسف فقدنا هذه النوعية من جنود الأمن وكنا نظن أن أمناء الشرطة سوف ينجحون في القيام بدورهم إلا أن الواقع يؤكد أن الشارع المصري والميدان والحارة يفتقدون جميعا من يعيد الأمن ..فلو عاد شرطي الدرك من جديد لما شاهدنا كثير ّ من الجرائم التي ترتكب ويهرب فاعلها ..وهنا نقترح أن يتم إلحاق آلاف الشباب من حاملي الشهادات المتوسطة والدبلومات بمعهد أمناء الشرطة لتأهيلهم لخلق جيل جديد من جنود الدرك القادرين علي توفير الحماية كما نتمني أن يتم تدريبهم علي ركوب الدراجات البخارية حتي يستطيعوا اللحاق بمجرمي الإرهاب الذين يستخدمون الموتوسيكلات في ارتكاب جرائم إطلاق الرصاص علي الأفراد أو إلقاء القنابل علي المنشآت كما شاهدنا كثيرا من هذه الجرائم في الأونة الأخيرة.. وأعتقد أن الأمر أصبح ضروري لفحص راكبي الموتوسيكلات خاصة أذا كانا شخصين راكبين علي موتوسيكل واحد و أن يكتفي براكب واحد علي الموتوسيكل ..كما لابد من توفير دوريات راكبة لمطاردة مثل هذه الموتوسيكلات والتأكد من شخصية راكبها ..أما عن جرائم اقتحام الأكمنة الأمنية علي الطرق فلقد تلاحظ أن معظم هذة الجرائم ترتكب في الصباح الباكر خاصة عندما يكون الجومصحوبا بالضباب أو البرودة وهنا ينجح موتوسيكل الإرهاب في اقتحام الكمين وأطلاق الرصاص مباشرة علي أفراده ويفرون هاربين لأن الكمين لم يكن علي مقربة منه أفراد تابعون له لتغطيته وأعتقد أن المفروض تواجد شخص جاهز لآطلاق النارعلي الجناة ..وإذا عدنا الي مسلسل قتل المسئولين من ضباط الداخلية فإننا علينا أن نفكر بصورة مختلفة لما يحدث في تداول المعلومات حول المسئولين والتي تشاع وتنشر علي وسائل الأتصال بحيث يستطيع الإرهابي معرفة ميعاد ووقت وطريقة خروج المسئول من بيته الي عمله والعكس بسهولة ويستطيع أيضا تتبع كل تحركاته في سهولة ويسر وفي اللحظة المحددة يمكنه إطلاق الرصاص عليه والفرار لأن هذا المسئول عادة لا يكون خاضعا لأي نوع من الحراسة أو الحماية الأمنية وجميع جرائم اغتيالات الضباط في الآونة الأخيرة تؤكد ذلك ..وكم نتمني أن يتم توفير الحماية الكافية للضباط الذين يعملون في جرائم تمس الارهاب حتي لا يكونوا فرائس سهلة لرصاص الخونة.