ويليام تايلور- جون أزبو سيتو- أشرف الشريف- محمد المنشاوى وقف التظاهر.. والتفاوض للمشارگة في الانتخابات.. بدائل مطروحة أمام الجماعة في الخامس والعشرين من ديسمبر الماضي أعلنت حكومة الدكتور حازم الببلاوي جماعة الاخوان المسلمين جماعة "ارهابية" لتدخل الجماعة التي أسسها حسن البنا عام 1928مرحلة جديدة في تاريخها المضطرب. مرحلة تبدو ملامحها غامضة بعد ان خسرت الجماعة فرصتها الذهبية في قيادة البلاد جراء فشلها الذريع في تحقيق الحد الادني من تطلعات الشعب بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011. جماعة الاخوان كانت تجري لقاءات ومشاورات مع العديد من دول الغربيةوالولاياتالمتحدة وذلك قبل سقوط مبارك بسنوات بوصفهم البديل المؤهل لخلافة مبارك وذلك وفقا ما اكده العديد من الدبلوماسيين في لقاءات جمعتني بهم، وهو ما ساهم في تواصلهم مع دوائر صنع القرار في هذه الدول، ولذلك مثل سقوطهم السريع مفاجأة غير متوقعة للعديد من الانظمة الغربية، ومنها الولاياتالمتحدة بلاشك، وبناء علي ذلك استطلعت "الاخبار" اراء خبراء ومحللين في مراكز الابحاث الامريكية لنتعرف علي رؤيتهم لمستقبل الجماعة والخيارت المتاحة امامه اللعودة الي الحياة السياسية ام الاستمرار في طريق الانتحار السياسي الذي بدأته عقب سقوط مرسي. اشرف الشريف الباحث بمركز كارنيجي للشرق الاوسط في واشنطن يقول ان الجماعة امامها سيناريو مثالي، وثمّة ثلاثة سيناريوهات بديلة تطرح نفسها. اما السيناريو المثالي وهو مستبعد من وجهة نظره فهو "ان تعترف جماعة الإخوان بسجلها المزري في الحكم، والذي نفر الكثيرين في البلاد منها، كنقطة انطلاق مثالية في عملية التغيير هذه. ومن ثم يمكنها أن تسلم بالحاجة إلي السعي من أجل الفصل بين السياسة وبين العمل الدعوي، وإعادة الهيكلة التنظيمية والمالية للجماعة، والالتزام الفكري و الأيديولوجي بالإجماع الوطني، إن كان هناك إجماع أصلاً داخل الجماعة، علي قيم المواطنة والتعدّدية و المساواة والحريات وحقوق الإنسان". ويضيف الشريف اما السيناريوهات الاخري التي تطرح نفسها فهي: "تسوية الخلافات والإدماج، أو العودة إلي العنف واسع النطاق الذي قضي علي مستقبل الجماعة، أو استمرار الاحتجاجات ومحاولة نزع شرعية النظام، والاخير هو ما تتبناه الجماعة في الوقت الحالي. ويؤكد الشريف ان "الجماعة تدرك استحالة تبني النموذج السوري لانه امر مستبعد إذ يصعب أن نصدق أن الجيش المصري يمكن أن ينقسم علي أسس طائفية أو سياسية أو إيديولوجية مثل نظيره في سوريا". السفير الامريكي السابق وليام تايلور والذي يعمل نائب مدير المعهد الامريكي للسلام في واشنطن يري ان "الطريق الامثل للاخوان في الوقت الحالي يتمثل في التوقف تماما عن التظاهر واعلان رفضهم للعنف بشكل واضح والدخول في مفاوضات مع الحكومة. مشيرا الي ان هذه هي فرصتهم الان للمشاركة في الانتخابات البرلمانية". وتوقع تايلور ان تسمح الحكومة المؤقتة بذلك رغم اتخاذها تدابير سابقة ضد الجماعة وانها لن تمانع في ضمهم للعملية السياسية. وبناء علي مفهوم نظرية المؤامرة ذاته.. يحاول قادة الجماعة الترويج لمفهوم المؤامرة الامريكيةبين القطاع العريض من اعضائها لتبرير فشلها في ادارة البلاد، حيث ان الادارة الامريكية كانت تدعم نظام الاخوان بشدة، وهو ما كشفت عنها العديد من الاجراءات الامريكية عقب سقوط مرسي، وكان أهمها تجميد جزء من المساعدات الأمريكية لمصر في شهر أغسطس الماضي بالاضافة الي إلغاء المناورات المشتركة ووقف صفقة طائرات إف 16 المتفق عليها مع الجيش في شهر يوليو في محاولة للرد علي القوات المسلحة. ويشيرا محمد المنشاوي مدير الدراسات الاقليمية بمعهد الشرق الاوسط الي انه من الصعب التكهن بما سيحدث في مصر في الايام المقبلة لان هناك عدم وضوح في الرؤية وعدم الاستقرار يعني ان لاشيء يمكن التكهن به، علي الرغم من وجود خريطة طريق الا ان قطاعات عريضة من الشعب لاتهتم بها لان لها مطالب تتجاوز هذه الخريطة رغم انه اول مرحلة منها قد تم انجازها وهو الاستفتاء علي الدستور. ويوضح المنشاوي ان السيناريو الذي تتبناه جماعة الاخوان هو الاستمرار في الضغط لتحسين شروط التفاوض. فمن الصعب ان يتم القضاء عليها والحل الامني لن يؤدي الي نتائج ايجابية وهذا امر غير واقعي في هذه المرحلة . في النهاية لابد ان يجلس الطرفان وايجاد صيغة مشتركة وهذه الصيغة لابد ان تحقق الحد الادني من مطالب الاطراف لان لكل طرف قواعده الشعبية لابد ان تؤخذ في الاعتبار. لكن المتوقع ان يستمر الاخوان في تعطيل الدولة عبر استمرار المظاهرات لاظهار عجز الحكومة وتحسين شروط التفاوض، والظهور بمظهر الضحية لاكتساب ارضية من المتعاطفين معهم مرة اخري عبر تصوير انفسهم انهم ضحايا "انقلاب" حسب وجهة نظرهم. مشيرا الي ان الهدف الاول لهم في الوقت الحالي هو الحفاظ علي تماسك التنظيم حتي لايظهر عجز القادة امام القواعد الشعبية للجماعة. اما جون اسبيسيتو الاستاذ بجامعة فرجينيا تاون والخبير في الدراسات الاسلامية والعلاقات الدولية فيعتبر ان العنف هو السيناريو المتوقع ورد فعل طبيعي ومتوقع لسقوط حكم الاخوان. ويضيف ان الاخوان رغم انه لم يثبت قطعا تورطهم في العنف الا ان عدم وضوح علاقاتهم بالجماعات الجهادية يؤدي الي تعقيد الامور، مشيرا الي ان عملية سياسية شاملة تجمع الكل هي الطريق الامثل للخروج من المأزق الحالي. لكنه لم يوضح كيف يتم ذلك وهناك اصرار من جانب الاخوان علي مطالبهم التي تجاوزها الواقع بعودة رئيسهم المخلوع في الوقت الراهن. واجمالا للموقف الحالي، فان أنباء المفاوضات بين الحكومة وجماعة الاخوان قد توقفت تماما منذ سبتمبر الماضي ولم يعد لها ذكر في كل وسائل الاعلام، كما ان الدكتور زياد بهاء الدين نائب رئيس الوزراء المستقيل مع ايقاف التنفيذ قد اكد لي في لقاء معه بواشنطن انه لاتوجد مفاوضات مع الجماعة، هذا بينما تواصل الجماعة الاحتجاج للضغط علي النظام وزعزعة استقرار الدولة مستغلة اخطاء الحكومة المؤقتة وفي نفس الوقت فإن العنف الذي يستهدف الشرطة والجيش مستمر وتم تصعيده في الايام الاخيرة.. والواضح انه لاتراجع من قبل الحكومة في ردها علي هذا"الارهاب".. فهل يكون السيناريو الاخير وهو العنف واسع النطاق وانتحار الجماعة سياسيا هو خيار الاخوان..؟