قال رسول الله صلي الله عليه وسلم »فأعني علي نفسك بكثرة السجود« السجود وسيلة لترويض النفس كي تسمو حتي تصل الي الجنة. والسجود الذي يقصده النبي محمد صلي الله عليه وسلم في هديه وسنته لا يقتصر علي السجود المعروف في الصلاة أو عند اداء الشكر لله عند تفريج الكروب وعند استقبال المناسبات السارة إنما هو المعني العميق في نفس الانسان باستشعار جلال الله وعظمته ورحمته ووده وعندئذ لا يسجد الجسد فقط بل يسجد القلب والعقل اي الخضوع التام والانقياد المطلق والاستجابة الكاملة لهدي الله سبحانه وتعالي فإذا تحقق هذا المعني من السجود كان بذلك طريقاً إلي الفلاح في الحياة الدنيا بل اكثر من ذلك فقد سلك الانسان طريق القرب من الله عز وجل. ولقد حذرنا الله سبحانه وتعالي في القرآن الكريم بغفلة ابليس عليه لعنة الله عن ان معني السجود لا يتعلق بكونه مخلوقاً من النار والإنسان مخلوق من الطين فالله قد أمر وليس بعد أمر الله جدال.. ولكن للاسف اصبح لابليس الآن خلفاء من بني آدم سجدت أجسادهم ولم تسجد قلوبهم وبالتالي لم يترجم معني السجود في أعمالهم ولا أقوالهم فبعد الانتهاء من اداء السجود تجد من يغش وينافق رغم ان الانسان هوالمخلوق المكرم في الكون الا ان المخلوقات الاخري استسلمت لله في الطاعة فحققت معني السجود وغضبت لله من تصرفات الانسان فالارض والسماء تطلب من خالقها إغراقه أو حرقه أو تطبق عليه ولكن الرب الكريم يرد عليه قائلاً يومياً ما لكم وعبادي لو خلقتموهم لرحمتموهم يا سبحان الله رب رحيم فماذا بعد ذلك أفلا نعود وتعود الأمة إلي السجود.