د. محمود عطىة من عاش مات.. ومن مات فات.. وكل ما هو آت آت لامحالة .. وما بين الحياة والموت تمر القصص علينا وكأننا في حلم وأحيانا كابوس.. كأننا لم نحسب أن عيشتنا مرهونة بالموت.. وهو أقرب إلينا من حبل الوريد.. ونعلم ان المال والبنون زينة الحياة الدنيا ..وهما سبب تعاسة الإنسان فإن قل المال وعز الولد ضاقت علينا الدنيا بما رحبت.. وان زاد المال وكثر البنون ربما طغي وتكبر.. ونعلم كلنا مهما حيينا أننا مفارقون لا محالة، تاركون المال والبنون وليس لنا سوي قطعة ارض صغيرة.. لكنها حكمة الحياة النسيان والإقبال علي الدنيا وحب المال والبنون. وما بين الحياة والموت ..يواجه الإنسان بعضا من آثامه وخطاياه ..بداية من مصاعب الحياة حتي ويلات الحروب.." لقد خلقنا الإنسان في كبد" والكبد الشدة والمشقة والتعب..هكذا أرادها الخالق للإنسان تحمل شدائد ومشاق ..اراد الدنيا دار امتحان لا تخلو من التعب والعناء وإلا فليست بدار امتحان، وأخسر الخاسرين هو من يعاني كبد الحياة الدنيا وينتهي إلي الكبد الأشق والعناء الأكبر في الآخرة. تذكرت كلماتي السابقة في وداع أحن من أحببت ابنة اختي د.دعاء خطاب.. ولا أظن القارئ يبخل عليا بالكتابة عنها بعدما اختطفها ما اطلق عليه طبيبها المعالج "المرض المفترس"..فلم تكد تتخرج طبيبة في الجامعة الألمانية حتي بدأ المرض الوحش ينهش فيها وجعا .. لم يطلب الطبيب منا غير دعاء الوجع للتخفيف عن آلامها المبرحه وهي تفتك بجسدها النحيل بلا رحمة .. ربما هناك حكمة أعظم لاندريها.. حاولنا ودعونا.. لم يرحمها الوحش المفترس ..رحلت سريعا لتترك أما محزونة تواجه "دعاء" الوجع.