آلاف النازحين يتجمعون أمام مقر الأممالمتحدة فى بلدة بور بجنوب السودان هرباً من القتال إجلاء رعايا بريطانيا والنرويج .. والأممالمتحدة تحذر من اتساع نطاق القتال أكدت مصادر أمنية في جنوب السودان سقوط ثكنات عسكرية في 4 مناطق هي بور ومقير ومنقلا واكوبو في أيدي قادة عسكريين موالين للنائب السابق للرئيس ريك مشار الذي اتهمه الرئيس سلفا كير بالضلوع في محاولة للانقلاب العسكري. وقال المتحدث باسم الجيش فيليب اقوير لوكالة الأنباء الفرنسية "جنودنا فقدوا السيطرة علي بلدة بور في ولاية جونقلي لحساب قوات مشار ، مضيفا أن العمليات العسكرية مازالت متواصلة وسط مخاوف من تجدد النزاع القبلي في البلدة التي شهدت مجزرة عرقية عام 1991 بعد مقتل 2000 مدني من قبائل الدينكا التي ينتمي إليها الرئيس سلفا كير علي أيدي قوات من قبائل النوير التي ينتمي إليها ريك مشار. جاء ذلك في الوقت الذي اعلن فيه المتحدث باسم حكومة أوغندا أن الأممالمتحدة طلبت من الرئيس الاوغندي يويري موسيفيني الوساطة في الصراع الذي نشب في جنوب السودان قبل 5 أيام. وأضاف المتحدث أن وزيرا أوغنديا سينضم إلي جهود وساطة من دول شرق افريقيا المنتمية إلي السلطة الحكومية للتنمية (ايجاد) وهي منظمة إقليمية لعبت دورا أساسيا في اتفاق السلام المبرم عام 2005 بين حكومة السودان وحركة التمرد الجنوبية والذي انتهي باستقلال دولة جنوب السودان عام 2011. وتتوجه مجموعة من وزراء خارجية اوغندا وكينيا واثيوبيا وجيبوتي كأول بعثة أجنبية إلي جوبا منذ تفجر الصراع في محاولة لإنهاء القتال. وفي إطار مساعي حل الأزمة أكد تحالف قوي الإجماع الوطني المعارض في السودان إجرائه لاتصالات استثنائية مع مسئولين بجنوب السودان بالتنسيق مع سفير جوبابالخرطوم. وقال رئيس التحالف فاروق أبو عيسي في تصريحات لصحيفة "اليوم التالي" السودانية إن التحالف أبدي تعاطفا مع شعب الجنوب وطالب بوقف القتال وإعلاء راية الحوار مؤكدا متابعة التحالف للأوضاع رغم صعوبة الاتصالات وإغلاق المجال الجوي. ومع استمرار الاشتباكات التي أسفرت عن مقتل 19 شخصا آخرين الليلة قبل الماضية لجأ عمال نفط إلي مجمع الأممالمتحدة في منطقة بانتيو بولاية الوحدة في انتظار نقلهم إلي خارج الولاية في حين أكد وزير الإعلام بجنوب السودان مايكل مكوي أن إنتاج بلاده من النفط لم يتأثر بالقتال. وبعد أن أجلت الولاياتالمتحدة 150 من رعاياها في جنوب السودان إضافة إلي دبلوماسيين أمريكيين وأجانب علي متن 3 طائرات طراز "سي 130" عبر العاصمة الكينية نيروبي أرسلت بريطانيا طائرة إلي جنوب السودان لإجلاء رعاياها الذين يرغبون في المغادرة كما سحبت بريطانيا أيضا كل أفراد طاقم سفارتها غير الضروريين لكن السفارة في جوبا ظلت مفتوحة ونصحت لندن مواطنيها بعدم الذهاب نهائيا إلي جنوب السودان. كما غادر معظم النرويجيين والعاملين غير الاساسيين في السفارة النرويجية في جنوب السودان مدينة جوبا بعد فتح المطار. وفي وقت سابق حذر السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون من وجود مؤشرات علي أن أعمال العنف الدامية في جنوب السودان يمكن أن تتسع إلي ولايات أخري في البلاد داعيا إلي الحوار لحل الأزمة السياسية. وعلي جانب آخر قال دبلوماسي غربي إن اتساع نطاق القتال يدفع بالبلاد صوب صراع عرقي من الصعب وقفه وأضاف أنه سيؤثر علي كثير من الدول في المنطقة المحيطة بجنوب السودان. من ناحية أخري أعربت سوزي اموم زوجة الامين العام للحركة الشعبية السابق المعتقل باقان اموم لشبكة "سكاي نيوز" الإخبارية عن مخاوفها من اغتيال زوجها الذي اعتقل الثلاثاء الماضي بعدما اقتحمت القوات النظامية المنزل واقتادته مع ما يزيد عن 10 آخرين من زملائه إلي جهة غير معلومة مؤكدة أنها لا تعرف مكانه ولم تتمكن من التواصل معه حتي الآن.