محمد وجدى قنديل لحساب من دور قطر في المنطقة ومن وراء الانقلابات داخل القصر؟ وأين الشيخ حمد بن خليفة بعد تولي ابنه تميم الحكم فجأة إلي متي يطول صبر مصر علي قطر تلك الإمارة الصغيرة العائمة في الخليج فوق الغاز؟ وإلي متي يظل السكوت علي ما تقوم به من أعمال عدائية ومخططات مضادة في الداخل وفي الخارج ولحساب جماعة الإخوان وتنفرد بالعداء لمصر وبلا مبرر من جانب دولة خليجية.. وهو ما يدفع إلي التساؤل عن الهدف من ذلك المخطط التآمري تجاه مصر ومن يقف وراءه؟ لقد ظهرت إمارة قطر علي خريطة المنطقة في غفلة من الزمن بعد حصولها علي الإستقلال من بريطانيا وكان الفضل يعود إلي مصر وعبدالناصر.. وتحكمها أسرة آل ثان القادمة من صحراء نجد وتقوم علي الانقلابات داخل الاسرة الحاكمة فالابن ينقلب علي أبيه لكي يتولي الحكم.. ينفرد بالسلطة علي أهالي الدوحة المغلوبين علي أمرهم وهم عدة آلاف.. ولم يعد خافيا أن الأسرة الحاكمة في قطر »آل ثان« تعتمد علي الوجود الامريكي العسكري في قاعدة العيديد التي تعتبر أكبر قاعدة أمريكية في منطقة الخليج بينما تعتمد قطر علي ثروتها من الغاز والبترول الذي تسيطر أمريكا عليه.. وكان الابن الشيخ حمد بن خليفة قد قام بالانقلاب ضد والده الشيخ خليفة أثناء وجوده في سويسرا - في رحلة إستجمام - وكان الشيخ حمد بن جاسم هو الذي خطط لهذا الإنقلاب - بحكم القرابة - ولكي يرضي طموحه في السيطرة علي الحكم وقد شجع حمد الابن علي ذلك زوجته الشيخة موزة بنت مسند ذات الطموح وورثت ذلك عن أبيها الشيخ مسند الذي كان يعارض حكم آل ثاني في الخارج.. وتم زواج موزة من حمد الابن الأكبر للشيخ خليفة لتسوية الخلاف والمعارضة المضادة وبدأت تلعب دورا مؤثرا في القصر الأميري في الدوحة.. ولم يكن إنقلاب حمد علي أبيه الشيخ خليفة - الذي كان صديقا حميما للرئيس مبارك - غريبا ولا مفاجئا علي قطر التي تعودت علي الإنقلابات داخل الأسرة الحاكمة فقد انقلب خليفة علي أبيه من قبل وتولي الحكم وكان يميل إلي ابنه الثاني ويؤهله لخلافته.. وقد ذهبت لزيارة الدوحة في تلك الفترة بدعوة من الشيخ خليفة لرؤساء تحرير الصحف المصرية بعد عودة العلاقات المصرية القطرية ورحب الأب بالوفد المصري وقال لنا في مقابلة بالقصر الأميري: أن المقاطعة كانت بسبب قرار قمة بغداد بعد إتفاقية كامب ديفيد وأنه شخصيا لم يكن راضيا عن ذلك.. وكانت هذه الزيارة قبل شهور من إنقلاب الشيخ حمد علي أبيه وبترتيب مع المخابرات المركزية الأمريكية تجهيزا لإقامة قاعدة العيديد! لم تكن قطر لها وجود صحفي وإعلامي قبل قناة الجزيرة وكانت من أقل دول الخليج تأثيرا.. وقد جاءت فكرة مشروع تلك القناة الفضائية »الجزيرة« من شيمون بيريز رئيس إسرائيل عندما التقي مع الشيخ حمد بن جاسم وزير الخارجية ودار الحديث بينهما حول دور قطر في منطقة الخليج وما يمكن أن تقوم به لإثبات وجودها وقال له بيريز أن الدولة لا تقاس بحجمها ومساحتها وإنما بمدي تأثيرها في المنطقة التي توجد بها وضرب مثلا بإسرائيل رغم صغر مساحتها إلا أنها استطاعت أن تخلق لنفسها وجودا مؤثرا في المنطقة العربية وفي إمكان قطر أن تفعل ذلك في الخليج.. وكان ذلك مدخلا لاقتناع بن جاسم بنظرية بيريز بدور جديد ومؤثر لدولة في حجم قطر خصوصا أن ثروتها من الغاز تؤهلها للقيام بذلك.. واستطاع بنفوذه إقناع الأمير بذلك حتي يكون هناك تأثير خارجي لقطر.. وقامت الجزيرة علي أساس إثارة الوقيعة بين الدول العربية والاستفادة من الخلافات بينها وبث البرامج التي تخدم سياسة الدوحة المتصلة بالأهداف الامريكية، وأخذت تبث سمومها وتزيد الخلافات العربية اشتعالا وتروج الأكاذيب واستعانت الجزيرة بخبراء بريطانيين برئاسة وضاح خنفر الفلسطيني وفتحت الباب أمام بث الأخبار عن اسرائيل وأحاديث الاسرائيليين..! وسمحت الحكومة القطرية بفتح مكتب للعلاقات الاقتصادية مع اسرائيل في الدوحة وقام بن جاسم بتقوية علاقاته في السياسة الخارجية .. وخصوصا مع الولاياتالمتحدة وساعده علي ذلك إقامة القاعدة العسكرية الامريكية »العيديد« في الدوحة وأقنع الأمير - الشيخ حمد - بأنه يفعل ذلك لكي يكون هناك وزن لقطر أمام السعودية.. وأوحي له أن الرئيس مبارك يعمل علي عودة الشيخ خليفة »الأب« للحكم وأنعكس ذلك علي علاقات الدوحة مع القاهرة وشهدت فترة من التوتر.. وحدث وقتا خلاف حاد بين عمرو موسي وبن جاسم بسبب سياسته.. انقلابات الحكم في الدوحة ومن ناحية أخري كانت الشيخ موزة توطد سيطرتها في القصر الأميري في مواجهة نفوذ بن جاسم المتزايد وخصوصا بعدما عينه الشيخ حمد رئيسا للوزراء وصار الرجل الثاني في قطر وطلبت موزة إبعاده أكثر من مرة ولكنها فشلت بسبب تأثيره علي الأمير وعلاقته مع أمريكا وإسرائيل.. وازداد نفوذ موزة وأسندت معظم مشروعات المقاولات إلي أخوتها - في المباني الحكومية - رغم أن شركات بن جاسم كانت تحتكر القيام بها وزاد الصراع بينهما.. وكما كانت الشيخة موزة وراء الانقلاب من زوجها ضد أبيه فإنها كانت وراء الانقلاب الثاني والمفاجئ والذي أطاح بزوجها الشيخ حمد وتولي ابنه الشيخ تميم مقاليد الحكم بمساندة أمه واختفي الشيخ حمد من الصورة تماما مثل ما اختفي أبوه خليفة من قبل، وجاء صعود تميم مفاجئا ونتيجة اتصالات موزة مع الإدارة الامريكية.. وكما هي العادة فقد جري الانقلاب الأخير في القصر الأميري في الدوحة بدون إبداء الاسباب وترددت معلومات بأن الشيخة موزة قامت بالاتفاق مع واشنطن علي أن يتولي ابنها تميم بدلا من أبيه لحالته الصحية.. وهكذا يمضي الحكم في قطر والانقلابات داخل أسرة آل ثاني ويتم نهب أموال الغاز للإنفاق منها علي المؤامرات ضد مصر وبتعليمات الادارة الامريكية وتنفيذ مخططها في المنطقة.. وبعدما تولي الحكم الشيخ تميم اختفي حمد بن جاسم لانه كان يستمد نفوذه في الإمارة من الشيخ حمد وله تأثير كبير عليه ويقال أنه يقيم في قصر في هرتزليا بجوار تل أبيب وكان يقضي فيه إجازة الصيف.. بعدما أمسك تميم بالخيوط في يده ويقال أن له علاقة بجماعة الإخوان وأنه يقوم بإنفاق الملايين عليها ويعتبر الشيخ القرضاوي أحد مستشاريه وحلقة الاتصال مع قيادات الإخوان الهاربين والذين لجأوا إلي الدوحة! والسؤال: ماذا تريد قطر من مصر؟ ولماذا تناصبها العداء وتتحالف مع تركيا وحماس والإخوان ضدها؟ إنها تنفذ المخطط الموضوع لإرضاء أمريكا ولإثبات دورها ووجودها وكان من الضروري تغيير الأمير الأب وأن يجيء الابن تميم لكي يخلفه في الحكم وينفذ باقي المخطط الذي فشل في مصر.. ومشكلة قطر أنها تريد أن يكون لها دور فاعل في الخليج يتفق مع المصالح الأمريكية. كما أن الشيخ حمد عمل علي أن يكون لها وجود أكبر من حجمها ولذلك فكرت الشيخة موزة في إستضافة مونديال كأس العالم - في كرة القدم - في الدوحة ودخلت في منافسة مع أمريكا واستطاع ابنها أن يدفع الرشاوي بملايين الدولارات لأعضاء لجنة الفيفا وفازت قطر علي أمريكا وحصلت علي الموافقة علي إقامة المونديال رغم ان المنشآت المطلوبة له تتكلف المليارات وتستنزف أموال قطر من الغاز، وكل ذلك لكي يكون لها وجود في كأس العالم ولكي يقف الشيخ حمد مع زوجته موزة علي المنصة ويتسلم الكأس.. ولكن بريطانيا لم تسكت علي فضيحة الرشاوي القطرية للفيفا وأثارت الموضوع عالميا بعد أن تقدمت بشكوي ضد قطر.