ورحل الأخ والصديق د. حسن رجب ملبياً نداء ربه بعد رحلة طويلة من العطاء لمهنة الصحافة التي أحبها وضحي كثيراً من أجلها.. كان دائماً متحمساً ضد كل مظاهر الفساد وسوء الأداء في كل ما يتعلق بشئون الوطن. كان شديد التعصب لكل توجه إصلاحي وعظيم الغضب في مواقفه ضد أي إخلال بالمبادئ والقيم التي تسيء إلي الصالح الوطني. عرفته والتقيته قبل أن ينضم لأسرة »الأخبار« وكان مقيماً في برلين بألمانيا حيث استكمل دراسته وحصل علي الدكتوراة وعمل بالإذاعة الألمانية لسنوات وزادت علاقتنا رسوخاً بزواجه من الزميلة الراحلة ابتسام الهواري. عاد بعد ذلك للقاهرة والتحق بقطاع التخطيط بوزارة الإعلام، ثم انتقل بعد ذلك للعمل في »أخبار اليوم« كاتباً ومسئولاً عن صفحة الشئون الخارجية بالأخبار، بالإضافة إلي برامج التدريب الصحفي إلي جانب كتابة المقالات. وبعد سنوات تم اختياره للعمل أستاذاً بالجامعة الأمريكية إلي جانب عمله الصحفي حيث كان يقوم بتدريس الممارسات الصحفية العملية بالإضافة للإشراف علي رسائل الدكتوراة والماجستير. كان د. حسن رجب فارساً بمعني الكلمة معروفاً بتواضعه ودماثة الخلق وبناء العلاقات الطيبة والسوية مع كل من صادفه في حياته، كنت علي اتصال وثيق به، أسعد دائماً بلقياه والاستمتاع بحديثه والحوار معه.. ولقد شاءت الأقدار أن ألتقي بالفقيد العزيز في مدينة بوسطن الأمريكية منذ عدة أسابيع حيث كان مقيماً عند ابنته ويتلقي العلاج من المرض الذي كان يعاني منه. ليس هناك ما يقال وسط آلام الفراق سوي القول بأن علاقتي به كانت وستظل مصدراً لأجمل الذكريات. كان د. حسن رجب إنساناً نموذجياً خدوما يملك أحاسيس فريدة تجذب الأصدقاء والمحبين في كل مكان يتواجد فيه. كل هذه الصفات الرائعة التي كان يتمتع بها الفقيد العزيز تجعل الفراق صعباً للغاية.. ولكنها إرادة الله الذي لا مرد لها ولا نملك أمامها سوي أن ندعو المولي عز وجل أن يتغمده برحمته ويجعل الجنة مثواه.