أهداني د. أسامة نبيل أستاذ الأدب الفرانكفوني المقارن بجامعة الأزهر والعميد الحالي لمعهد الألسن أحد أهم انتاجه من الترجمة عن الفرنسية للدكتور شارل سان برو أستاذ الدراسات الإسلامية في عدة دول أوروبية وهو كتاب »الإصلاح في التراث الاسلامي« الصادر عن المركز القومي للترجمة. عند قراءة الكتاب.. ومن أول صفحة شعرت بأنني فقير في معلوماتي عن الاسلام .. وأن المؤلف الفرنسي غاص فيه . وقدم معلومات قيمة عن الاسلام أفادتني كثيرا .. وفتحت مجالات كبيرة للتدبر في معاني القرآن الكريم والسنة النبوية. يقول المؤلف في البداية أن السلفية الصحيحة لاتعني الجمود والركود الفكري، بل التمسك بالأصول والمبادئ الرئيسية. وقدم البراهين العقلية علي العلاقة الوطيدة بين فكر السلف المتطور والتقدم في شتي مجالات الحياة. ويطلب من أقرانه في الغرب الكف عن المغالطة وتشويه الفكر الاسلامي. في الجزء الأول.. قدم المؤلف تعريفا دقيقا لمعني الإصلاح وعلاقته بالفكر السلفي، استند فيه إلي بعض الآيات القرآنية، ثم انتقل إلي عرض مفهوم الإصلاح في القرآن والسنة.. مؤكدا أن الاسلام دين يدعو الي بذل الجهد والعمل والتغيير ويعطي أولوية للعلم والعلماء. ثم يلقي المؤلف علي عاتق المسلمين مسئولية تنقية الدين من الشوائب والأفكار الدخيلة مثل السحر والشعوذة والخرافات وتقديس الأولياء.. وقد تأثر بفكر بعض العلماء المعتدلين مثل الغزالي ومحمد عبده ورشيد رضا. وينتقل المؤلف إلي السنة النبوية باعتبارها المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم.. وأكد أنها جاءت لتفسير القرآن. ووصفها بالدرع الواقي للاسلام. في الجزء الثاني تحدث المؤلف عن الحركة الاصلاحية في تاريخ الاسلام منذ بداية تأسيس الدولة العثمانية حتي العصر الحديث، مؤكدا أن اصلاح الفكر الديني كان خارج حدود الدولة العثمانية وأن مهد الفكر الإصلاحي السلفي كان في بلاد الهند وأن الإصلاح في القرن ال91 تم من خلال رفاعة الطهطاوي وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وعبدالرحمن الكواكبي ومحمد اقبال علي الرغم من اختلاف انتماءاتهم المذهبية. وفي الجزء الثالث يتحدث المؤلف عن الاسلام وتحديات العصر والعالم الغربي وكرس مساحة كبيرة لتاريخ الجماعات الاسلامية وعلي رأسها جماعة الإخوان المسلمين وأكد أنهم لم يأتوا بجديد علي المستوي الديني والمذهبي.. بل ركزوا علي العمل السياسي.. ورفض وجود الدولة الدينية في الاسلام. قبل الختام : يقول المترجم د.اسامة نبيل في المقدمة.. ينبغي علي كل مسلم الاطلاع علي هذا الكتاب، لأنه يعالج قضايا اسلامية من منظور غربي ايجابي خاصة اذا كان المؤلف مفكرا كبيرا قام بتصحيح الكثير من المفاهيم الاسلامية عند الغرب.