لا أحد يتبرأ من صداقته بالوزير سامح فهمي.. فالكل يتمني أن يكونوا أصدقاء له بمن فيهم العبد لله.. معني هذا الكلام انني لا أستطيع أن أدعي انني صديق له لمجرد انه يعرفني وأعرفه.. فليس بالضرورة أن يصبح الوزير صديقي لمجرد أن يرحب بي أو يتحدث معي.. فهناك فرق كبير بين الصداقة والعمل.. والمسافة بينهما بعيدة لأن علاقة العمل مع أي مسئول شيء والصداقة شيء آخر.. ولا تستطيع أن تقول ان هذا المسئول صديقي.. صحيح ان علاقتي بالوزير سامح فهمي علاقة قديمة فهو يعرفني ككاتب.. وأنا أعرفه كوزير.. لكن العلاقة التي تربطني به تدخل تحت اطار العمل.. فهو يري ان كتاباتي تحمل معها المشاعر الطيبة نحوه.. اقتناعا مني بأن شخصيته تستحق التقدير.. ومن المؤكد أن يبادلني نفس الشعور علي اعتبار انه ابن أصول.. ومع كل ذلك لم يسبق له أن وجه دعوة خاصة لي مثل ما يحدث بين الأصدقاء.. حتي أقول انه صديقي.. ولذلك أتمني أن يفهم أصحاب الشكاوي والطلبات ذلك ولايتصوروا انني كلما كتبت عنه كتبت عن صديق مطلوب منه أن يدفع ثمن صداقته بالتوقيع علي طلباتهم.. هذا منطق غير مقبول.. لأنني شخصيا أرفض أسلوب أعضاء مجلس الشعب وهم يضغطون علي الوزير لتوظيف أبناء دوائرهم.. حتي أصبحت أشفق عليه كلما رأيته لأن الرجل يحمل هموما بحجم طاقة الوقود التي نستهلكها. الشيء الذي حببني في الوزير سامح فهمي انه طموح والطموح عادة لا تصنعه الوظيفة ولكنه يرافق صاحبه منذ طفولته.. ولذلك من يتابع سيرته يري انه شق طريقه في قنوات شرعية كلفته تعب السنين.. فقد بدأ حياته كرئيس لقسم التخطيط بالهيئة العامة للبترول.. ثم مديرا لاقتصاديات المشروع حتي تدرج إلي ان أصبح نائبا لرئيس الهيئة في خلال خمس سنوات من عمر الوظيفة.. ثم رئيسا لمجلس إدارة شركة »ميد تاب« والعضو المنتدب لها.. ويصعد نجمه ليصبح رئيسا لشركة ميدو وتر أي قبل ان يحمل الحقيبة الوزارية لوزارة البترول بشهور.. كان يتابع خطة العمل في قطاع البترول من خلال مجلة »البترول« التي تصدر عن الوزارة.. ولذلك حظيت في عهده بدعم علمي حتي أصبحت عنوانا لقطاع البترول. لقد نجح سامي فهمي في تبني فكر الرئيس مبارك بالارتقاء بصناعة البترول في مصر والتي كانت سببا في زيادة الاحتياطي المصري من الزيت الخام والغازات الطبيعية بفضل تشجيعه علي التنقيب في البر والبحر.. ولا أحد ينكر أن قطاع البترول في عصر مبارك أصبح المساهم الرئيسي في دعم الاقتصاد القومي واستيعاب الألوف من الأيدي العاملة.. يكفي انه يضم أكثر من 07 ألف شاب في مواقع متعددة. والذي أعرفه عن وزير البترول انه يجد سعادته كلما انفتحت فرص أمام شباب البترول للعمل في الخارج.. فهو يري ان هؤلاء الشبان من الممكن أن يكونوا سفراء لمصر.. وأذكر انني عرضت عليه اقتراحا يتعلق بإتاحة الفرصة أمام شباب البترول لتنمية مواهبهم الثقافية من خلال مجلة تصدر لهم وتوزع عليهم في المواقع البترولية.. الفكرة وجدت منه ترحيبا لأنه مؤمن بضرورة تنمية الموهبة لهم.. فهو يتذكر فترة شبابه عندما كان يقرأ كثيرا.. ولذا أصبح من المشجعين لتزويد شباب البترول بالعلم والثقافة.. وصدرت مجلة »شباب البترول« ويرأس مجلس ادارتها المهندس العلامة محمود لطيف رئيس »ايجاس«.. وهي تحظي برعاية خاصة من الوزير شخصيا حتي أصبحت سفيرة لشباب البترول بين الدول العربية.. هذا هو سامح فهمي الذي أتمني أن يكون صديقي.. وليس الوزير سامح فهمي..