شكرا للنادي الأهلي صانع البسمة والفرحة علي وجوه المصريين.. وشكرا لجمهوره المتحضر الذي شاهد المباراة في المدرجات وشجع فريقه بطريقة مثالية أكدت ان الرياضة تصنع المستحيلات في تغيير السلوك.. وشكرا لأجهزة الأمن التي تعاملت بحسم وحب في آن واحد مع المشجعين ومعظمهم من الشباب المتحمس لفريقه. لقد أكدت هذه المباراة ونتيجتها الايجابية بفوز النادي الأهلي ببطولة افريقيا لأندية الأبطال، ان المصريين لا يعرفون المستحيل فإذا اصيبوا بكبوة عارضة سرعان ما ينهضون منها أكثر قوة وعزما علي تحقيق الانتصار، ولعلها تكون فاتحة خير وأمل علي منتخب مصر في مباراته المرتقبة أمام منتخب غانا، ولعله يحقق فيها انتصارا يمحو به ما علق بسمعته في مباراة كوماسي، خاصة ان معظم لاعبي المنتخب من الأهلي الفائز ببطولة افريقيا والزمالك الفائز ببطولة الكأس، ولعلها أيضا تعطيهم دفعة للفوز بأكبر عدد من الأهداف تعيد إليهم الأمل في التأهل لنهائيات كأس العالم، فالكرة لا تعرف الإحباط ولا الخنوع، ولكنها تعطي عند بذل العرق والجهد في أرض الملعب، والذي شاهد مقاهي القاهرة وانديتها الاجتماعية وقت إذاعة المباراة يدرك مدي شغف الشعب المصري بالرياضة وعلي رأسها كرة القدم.. فقد جمعتهم المباراة بصورة رائعة واكتظت المقاهي بالمتفرجين الذين ينتمون لكل الأطياف السياسية المتصارعة وانتزعت فرحة الأهداف والآهات من قلوب اليساري والليبرالي والإخواني والسلفي واليميني، واحتضن الإخواني عقب هدف أبوتريكة المشجع اليساري الذي يجلس بجواره وعادت اللحمة قوية بين أبناء الوطن الواحد، ونسي الجميع خلافاتهم السياسية والمذهبية والعقائدية. وأكد الأهلي انه الحزب الأكبر في مصر وان الرياضة هي الوحيدة القادرة علي جمع صفوف الشعب. ولعل أكثر الناس سعادة بالمباراة رجال المرور وسائقو السيارات الذين اضطرتهم ظروفهم للسير في الشوارع أثناء المباراة، فشاهدوا إنسيابية في المرور لا تحدث إلا نادرا في أيام العطلات الرسمية والأعياد، وتمنوا ان تستمر المباراة أطول وقت ممكن لينعموا بالسير في شوارع القاهرة بلا مزاحمة ولا ضغط عصبي. ومن الدروس التي يجب استيعابها في مباراتي الأهلي والزمالك بحضور الجماهير ضرورة عودة النشاط الرياضي ومسابقة الدوري العام بأسرع وقت ممكن لاستيعاب طاقة الشباب الذين ربما يفرغون طاقاتهم في غياب النشاط الرياضي في أعمال التخريب والتورط في العنف.. ومع عودة الدوري لابد من وضع ضوابط صارمة تضمن عدم ظهور الشغب في الملاعب مرة أخري وعدم استخدام الشعارات السياسية والدينية في المدرجات، والالتزام بتعليمات الأمن التي تهدف إلي الحفاظ علي أرواح المشجعين واللاعبين والحكام وحماية المنشآت الرياضية من التخريب. مرة أخري مبروك للأهلي والرياضة المصرية وعاشت روح المحبة بين أبناء الوطن الواحد.