لم تعد فضائح التجسس تقتصر علي المخابرات الأمريكية وحدها بعد أن امتدت لعدد من الدول بينها استراليا والبرازيل وبريطانيا. جاء ذلك بعدما نشرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية وثائق سربها الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي إدوارد سنودن أظهرت أن المخابرات البريطانية تدير شبكة "مواقع للتجسس الالكتروني" في العاصمة الألمانية برلين. وذكرت الصحيفة أن بريطانيا تدير محطتها السرية للتجسس علي مرمي حجر من مجلس النواب الالماني (البوندستاج) ومكتب المستشارة الالمانية وذلك من خلال استخدام معدات تكنولوجية متطورة علي سطح السفارة البريطانية. من جانبها طالبت الصيناستراليا بتوضيح وتفسير التقارير التي تناولت مشاركتها في شبكة ضخمة للمراقبة بقيادة الولاياتالمتحدة تجسست علي العديد من الدول في منطقة آسيا المحيط الهادئ بما فيها الصين. كما نشرت الصحف البرازيلية وثيقة تكشف عن تجسس المخابرات البرازيلية خلال العقد الماضي علي دبلوماسيين في سفارات روسيا وإيران والعراق علي أراضيها وعلي قاعات تستخدمها السفارة الامريكية في العاصمة برازيليا. وجرت عمليات التجسس هذه في بداية حكم الرئيس السابق لولا دا سيلفا (2003 -2010) لكنها أصغر حجما بكثير من تلك التي قامت بها المخابرات الأمريكية. من جهة أخري تعهد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأن تؤدي مراجعة برامج وكالة الأمن القومي للمراقبة إلي تحقيق "توازن صحيح" بين الأمن والخصوصية داعيا ألا تؤثر التقارير الأخيرة حول برامج التجسس علي المفاوضات بين الولاياتالمتحدة وأوروبا حول اتفاقيات التبادل التجاري الحر. وقال كيري في مؤتمر صحفي خلال زيارته لبولندا "حلفاؤنا في اوروبا وغيرها لديهم أسئلة مشروعة حول هذه البرامج" موضحا أنه تمت الإجابة عليها في "اللقاءات الدبلوماسية الخاصة". وعلي جانب آخر أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد "بيو" الأمريكي أن 56٪ من الأمريكيين بانتماءاتهم المختلفة (ديمقراطيين أو جمهوريين أو مستقلين) يرون أن تنصت المخابرات الأمريكية علي هواتف قادة دول حليفة مثل المستشارة الألمانية انجيلا ميركل "عملا غير مقبول".