كشفت صحيفة الاندنبدنت البريطانية عن أن بريطانيا أدارت محطة تجسس خاصة علي مرمي حجر من مكاتب أنجيلا ميركل في مقر المستشارية وبالقرب من البرلمان الألماني( البوندستاج) باستخدام معدات حديثة جدا مزروعة علي سطح سفارة البريطانية في برلين, جاء ذلك في الوقت الذي أشار فيه جون كيري وزير الخارجية الأمريكي إلي أن مراجعة أنشطة وكالة الأمن القومي سينتج عنها إحداث توازن صحيح بين الخصوصية والأمن. وقال كيري بعد محادثات مع نظيره البولندي في وارسو إن الغضب من فضيحة التجسس يجب ألا تتسبب في الإضرار بمحادثات التجادة بين الولاياتالمتحدة وأوروبا. وأوضح أنه يجب أن يتفهم الجميع أننا نبذل جهودا لحماية مواطنينا, وأنه يجب أن يكون هناك توازنا بين حماية المواطنين وخصوصيتهم. وأكد أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما دعا إلي مراجعة أنشطة وكالة الأمن القومي, مشددا علي أنه يجب ألا يؤثر تداعيات هذه الأزمة علي العلاقة مع الحلفاء وعلي التجارة عبر الأطلنطي. وفي تطور أخر, ذكرت صحيفة الاندبندنت البريطانية أن وثائق سربها إدوارد سنودين المتعاقد السابق بوكالة الأمن القومي تشير إلي أن المخابرات البريطانية والأمريكية وأجهزة المخابرات في دول حليفة رئيسية أخري تدير شبكة من نقاط التجسس الإلكترونية من مقارها الدبلوماسية في أنحاء العالم وتقوم من خلالها باعتراض بيانات تتعلق بالدول المضيفة. وأوضحت الصحيفة أنه يعتقد أن عشا أمريكيا للتجسس كان مثبتا فوق سفارتها في برلين أغلق الأسبوع الماضي في محاولة من الولاياتالمتحدة للسيطرة علي التبعات التي خلفها الكشف عن تجسسها علي الهاتف الجوال الخاص بالمستشارة الألمانية. وتوقعت الصحيفة أن يتسبب هذا في توتر في العلاقات بين لندنوبرلين بعد أيام فقط من التوتر بين ألمانياوالولاياتالمتحدة. وذكرت الصحيفة أن المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون رفض التعليق علي هذه التقرير, واكتفي بالقول: لا نعلق علي أمور مخابراتية. وفي غضون ذلك, أكد شتيفان زايبرت المتحدث باسم الحكومة الألمانية أن التحالف بين الوليات المتحدة وأوروبا سيظل مهما للغاية بالنسبة للألمان. وقال إن جميع الاتصالات التي تتم مع واشنطن بشأن التجسس ستظل تتسم بهذه الروح. وفي هذه الأثناء, استمرت مطالبات سياسيين ألمان بأخذ أقوال سنودين فيما يتعلق بفضيحة التجسس. وجدد هانز كريستيان شتروبل القيادي بحزب الخضر المعارض الذي التقي بسنودين في موسكو مطالبته حكومة بلاده بمنح المتعاقد الأمريكي السابق إقامة آمنة بمنأي عن أمريكا. وقال إن علي حكومة برلين استغلال جميع الفرص لجعل سنودن يدلي بشهادته في ألمانيا ولمنحه حماية ودعا إلي عدم تسليمه لأمريكا.علي صعيد متصل, ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أنه في الوقت الذي تدرس فيه الولاياتالمتحدة تعديلات علي التجسس, فإن المسئولين الأمريكيين يقولون إنه من الضروري استمرار عمليات جمع البيانات. وقالت الصحيفة إن إدارة أوباما أخبرت حلفاء ونواب الكونجرس بأنها تدرس كبح جماح الكثير من أنشطة وكالة الأمن القومي بالخارج بما في ذلك إجراء البيت الأبيض لمراجعات لمراقبة الوكالة علي زعماء العالم والتوصل لاتفاق جديد مع ألمانيا من أجل علاقة أوثق في المخابرات وتقليل تجميع البيانات بالنسبة لبعض الأجانب.