في عام 2010 وقبل ثورة 25 يناير التي استولت عليها جماعة الإرهاب الإخواني تجاوبا مع الضغوط الأمريكية تمكنت جهود الدبلوماسية المصرية في الأممالمتحدة بالاتفاق مع العديد من الدول الصديقة علي عقد مؤتمر دولي تحت رعاية الاممالمتحدة تكون مهمته التوصل إلي اتفاقية دولية ملزمة تقضي بإخلاء منطقة الشرق الاوسط من الأسلحة النووية. أثمرت هذه الجهود المصرية التي استمرت لسنوات طويلة علي أن يعقد هذا المؤتمر عام 2102. وكما هو معروف فإنه لم تكن هناك سوي دولة وحيدة في الشرق الأوسط تنطبق عليها هذه الاتفاقية.. وهي اسرائيل الرافضة للتوقيع علي اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية. في التصدي لهذه الجهود صدرت تعليمات اسرائيل والصهيونية العالمية إلي الولاياتالمتحدة الراعية والحامية للعدوانية الإسرائيلية بالتحرك لإفشال هذه المبادرة. كان من نتيجة الضغوط الأمريكية تأجيل انعقاد هذا المؤتمر إلي أجل غير مسمي. رغم ذلك فإن مصر وانطلاقا من حرصها علي أمنها القومي وأمن وسلام منطقة الشرق الأوسط.. واصلت جهودها علي جميع الأصعدة لتفعيل الدعوة إلي هذا المؤتمر - كان من بين ما قامت به في هذا المجال ما جاء في خطاب نبيل فهمي وزير الخارجية أمام الدورة الحالية للأمم المتحدة عندما ربط بين ما يثار حول امتلاك الأسلحة الكيماوية وعدم انعقاد مؤتمر إخلاء الشرق الاوسط من الأسلحة النووية وامتناع اسرائيل عن التوقيع علي الاتفاقية الدولية المعنية بهذا الشأن. كان من الطبيعي وفي إطار الانحياز السافر وغير الأخلاقي لعدوانية اسرائيل أن يواصل الموقف الامريكي دفاعه عن حق هذه الدولة المتمردة علي القانون الدولي دونا عن باقي دول الشرق الاوسط في امتلاك السلاح النووي. في هذا الاطار لم يكن غريبا ان تقلب واشنطن الدنيا رأساً علي عقب لحرمان سوريا من امتلاك السلاح الكيماوي الذي يعد وسيلة لردع السلاح النووي الإسرائيلي. استمراراً للموقف المصري المتوافق مع ميثاق الاممالمتحدة ومباديء القانون الدولي فإن مصر لم تتخل عن إصرارها في تحقيق أمل إخلاء الشرق الاوسط من الاسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل إعلاء لحرصها في الحفاظ علي أمن واستقرار المنطقة. تواصلاً مع هذه الجهود دعت بعثة مصر الدائمة في الاممالمتحدة في نيويورك الي ندوتين متتاليتين بالتعاون مع المجلس المصري للشئون الخارجية شاركت فيها العديد من الشخصيات الدبلوماسية والدولية. وحول نتائج هذين الحدثين اللذين محور المناقشات والبحث فيهما إخلاء الشرق الاوسط من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل قال السفير معتز أحمد خليل رئيس البعثة المصرية في الأممالمتحدة إن ارتفاع مستوي المشاركة وارتفاع سقف نتائج الحوارات عكس الدور الريادي الذي تضطلع به مصر علي صعيد قضية نزع السلاح بالأممالمتحدة . وأشار السفير معتز إلي أن أهمية هاتين الندوتين تبرز من أنهما قد انعقدتا بعد خطاب نبيل فهمي وزير الخارجية أمام الجمعية العامة . المهم فيما تقوم به مصر هو عدم الاستسلام في مواجهة تلك الازدواجية في المواقف التي تتبناها واشنطن لصالح اسرائيل ضد أمن واستقرار الشرق الاوسط. من المؤكد أن استمرار هذا التحرك الدبلوماسي المصري وعلي هذه الوتيرة لابد من ان تكون له في النهاية نتائج ايجابية لصالح مباديء ومواثيق الاممالمتحدة.