مها عبدالفتاح جولة بين صفحات جورنال قديم لها مفعول عجيب ، ليس احباطا ولا كآبة بل كمفعول ما تتعاطي جرعة توازن للنفس وجموحها ... جرب كل عيد أضحي و مصر كلها بخير، والخير كل الخير للأخوة العرب في دول تبدت شهامتها وحميتها لمصر عند الشدة.. تمنياتنا بالخير لكل مسلم حقيقي يدرك جوهر الدين و يطبق ما أمر الله وأوصي به الرسول ... الوجه الصحيح للإسلام الإثنين : الوجه الحقيقي للاسلام يحض علي احترام الفكر و التنوع و الاختلاف ويرفع عاليا قيم الجمال و الابداع ، فليس من الاسلام اكراه الناس ولا احراق كنائسهم و معابدهم ولا اصدار الأحكام علي البشر ونعتهم بالكفر .. الاسلام أعطي للانسان حرية الفكر و اختيار العقيدة .. الاسلام يحنو علي المسكين و اليتيم والأسير أيا كان دينه او عرقه أو عقيدته.. الاسلام يعلو بالتواضع و يسمو بالرحمة والمغفرة لا باللعنات و الكبر .. "" ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولايزالون مختلفين "" ( قرآن كريم ) الاسلام يدافع عن كنائس ومعابد غير المسلمين كما يدافعون عن مساجدهم فالله تعالي هو القائل "" ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع و بيع و صلوات و مساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا "" .. الاسلام يرفع الابداع والجمال عاليا فالله تعالي هو "" بديع السموات والأرض "" .. ألا تقشعر الأبدان عندما نري جمال الخلق عندما تتبدي روعة ابداعه في الطبيعة فيخرج من أعماقنا تلقائيا لفظ الجلالة : يا الله .. ! خذوا العبرة من جورنال قديم ... الجمعة : أهوي أن اخطف ساعة من حين لحين الي جولة عبر صفحات جورنال قديم أشعر خلالها كأني دخلت دنيا غير الدنيا .. ستجد ناسا غير الناس، شموسا غير الشموس و نجوما و شهبا هوت و ذوت وانمحت، بعدما كانت في يومها ملأ الأبصار والاسماع ثم مضت.. رحلت و راحت و بقيت الدنيا من غيرهم و لغيرهم ، ثم غيرهم و غيرهم ، تماما كما كانت لمن قبلهم و من بعدهم ومن بعد ما بعدهم .. مع الدنيا الكل يتداعي تباعا ، صفوفا مصفوفة ، أصدقاء وأحبابا وزملاء و شخصيات عامة بدوا في حينهم كما لو أنهم أكبر من الحياة ، أوجزءا لا يتجزء منها، تساقطوا تباعا علي الطريق و كلنا علي هذا الطريق .. فما يفرق مع الدنيا رحيل فلان أو فلان فهي ماضية في طريقها، بنا او بغيرنا ،لا أحد كسر نفسها و لا غيابه كان موجعا لها فالمجيء والاياب عندها سيان وكلنا علي الطريق مرور.. الزمن يطوي كما طوي من قبل وسيطوي من بعد .. و البريق و الضياء يخبو مع الزمن طال ام قصر وكله الي ذوبان ، و تبقي الذكري الي حين تتلاشي هي الأخري.. لا تقل لي يبقي التاريخ، ماعدت أصدق التاريخ و لأسباب.. ثم كم عدد من يدخل التاريخ ؟! جولة بين صفحات جورنال قديم لها مفعول عجيب، ليس احباطا ولا كآبة بل كمفعول ما تتعاطي جرعة توازن للنفس و جموحها .. انتهي من جولتي دوما أكثر ثباتا علي مواجهة الأزمات . عش حياتك و يومك واحمد ربك علي طلوع يوم جديد . القاهرة واللون الأبيض الجمعة : ياناس يا ظلمة بامن كل من يختار أن يطلي مبناه باللون الأبيض و مشتقاته .. ألم يخطر علي بال أحد منكم أن مناخ القاهرة وجوها المغبر المشبع بذرات التراب و عوادم السيارات يجافي اللون الأبيض و يبغضه و يهينه.... ألا تعلم يا كل من تختار الطلاء الابيض لبناية ، ان العمر الافتراضي لمثل هذا الطلاء لا يزيد علي عامين اثنين في أجوائنا المغبرة ؟ ماذا يمنع بحق كل غال أن تختاروا لونا غير البياض لمباني القاهرة؟ مالها الألوان الغامقة في طلاء المباني خصوصا عندما تتداخل مع القليل من ظلال الفواتح مع الغامق ؟! ماله اللون المشمشي الطابع البديع لمباني مراكش ؟ ماله لون المتحف المصري ؟ غامق و حشمة . شامخ وجميل و يحتمل هباب المدينة و عوادم السيارات وغبار الجو .. نوعية سوء تصرفات هذه تثير الغرابة و العجب لا تدري ان كانت عن غير وعي أم عن سوء قصد و غرض ! كلنا يعلم جيدا أن المباني المدهونة بالأبيض تتحول الي لون الهباب بعد عام او عامين علي الأكثر ... و الملاحظة الأكبر هي اختيار الأبيض لونا لمعظم المؤسسات والوزارات و المباني الحكومية ...يا تري لماذا لغرض في نفس يعقوب أبو ذمة واسعة ؟! لابد واعادة الدهان كل حين له منافع غير منظورة فلا أفهم لم لا نعمم لون المتحف المصري ( الأنتكخانة ) المشمشي الغامق ، أو أي لون آخر من فئة الغوامق تزيد المباني وقارا مع غبار القاهرة و رمال الخماسين ولفح الشمس قليلا من التأمل و تفعيل العقل لا يكلف .. ياما نفسي أن يصدر قانون يمنع طلاء المباني من الخارج باللون الأبيض ومشتقاته قاطبة هذا أويكون علي من يريد و يصمم ، أن يتعهد باعادة الطلاء كل عامين اثنين .. هذا أو يحكم عليه بعقوبه السجن لمدة لاتقل عن ثلاث سنوات و لا تزيد علي خمس ! ... العنكبوت المصري ؟! الخميس : يا من يقوللي سر هذا العشق الغريب الذي لا تراه العين الا في قاهرتنا حبيبتنا رغم أي شيء.. ذلك العنكبوت الأسود الذي تراه يرصع أسفل الكباري وسائر المباني القاهرية ذات الطلاء الأبيض و الفواتح بكل مشتقاتها ... حتي المباني التي في طور البناء تجد عنكبوتنا الأسود أول من سارع قبل السكان و ركن بلطعة السوداء القبيحة فاحتل الأدوار الأولية بجدارة ، تراه بين الأدوار الاولي ترصعه بجدارة بالدوائر السوداء البشعة ، كارت الوجود و الزيارة و الامضاء غير الكريم لآل عنكبوت . هذا مشهد لن تري مثيلا له في أي مدائن أخري سوي لدي المحروسة ولطالما تساءلت : هل العنكبوت هذا كان مقدسا عند أجدادنا الفراعنة ؟ أبدا .. الجعران كان مقدسا لكن العنكبوت ما أحسب أن جاء له ذكر علي جدران المعابد ولا علي المسلات.. اذن ما هو سره قولولي لأني أكرهه ، يغمني منظره الذي يرشق مبانينا علي طول الطرق ، فان من هوايتي التطلع لواجهات المباني كما لو أنها بشر أرصدها علي طول الطرق فأنشرح قليلا و أغتم كثيرا .. في الاحياء الراقية تجد العنكبوت لابد فيها اكثر من الأحياء التعبانة، السبب في الألوان فهو يحب الألوان الفاتحة الشرحة، اما التي يتحول لونها الي لون تراب الارض تجده يعافها ولا يقربها الملعون، فلا يحب الا الفواتح..! زوجات و أزواج السبت : هذه حدوتة واقعية منتهي الواقعية : مجموعة من النساء فيما يشبه حلقة دراسية عن الزواج والأزواج وما شابه .. سئلت النساء الحاضرات : كم منكن ما تزال تحب زوجها ؟ رفعن جميعهن الأيدي بلا تردد ... حسن. جاء هذا السؤال التالي : متي كانت آخر مرة قلت فيه لزوجك انك تحبينه ؟ قالت قلة منهن : اليوم .. بعضا منهن فلن : بالأمس .. والأكثرية قلن بالحق لا نذكر... بعدها طلب من النسوة أن تتناول كل منهن موبايلها وترسل الي زوجها الرسالة القصيرة التالية : أحبك يا حبيب قلبي ! بعد فترة وجيزة ، طلب منهن تبادل الموبايلات ، وذلك لحكمة ستعرفها ... بعدها بدأ قراءة رد الازواج أو تعليقاتهم التي وردت دون أن يعرف أحد أي زوج قال ماذا لزوجته ... نختار هنا عشرة تعليقات أقرب الي بحث زوجي اجتماعي يسري علي أي بلاد 1) واحد رد قال ايه يا أم عيالي انت مريضة أو شيء ؟ ...2 ) كتب لها و بعدين بقي ؟ انت خبطت السيارة مرة ثانية و لا ايه ؟! ...3) قال مش فاهم تقصدي ايه يعني ؟! ..4) قال لها عملت ايه ... افهمي مش حاسامحك المرة دي ! ... 5) علامات تعجب فقط لا غير ؟!؟ .. 6) قال لها بلا لف و دوران قولي لي عاوزة كام بالظبط ! ... (7 قال لها هو أنا باحلم و لا ايه ؟! ... 8) اذا لم تعترفي و حالا الرسالة دي لمن حيكون آخر يوم في عمرك النهارده ! ...9) قلت لك ميت مرة و باقول لك للمرة الأخيرة بطلي تشربي الزفت ده ! ... 10) عاوز اعرف من مين الرسالة دي!! ... هؤلاء ليسوا مصريين بالضرورة ، قد يكونوا من مصر أو من أوروبا أو امريكا أو بلاد تركب الأفيال .. لا فرق ، هذه هي العولمة الحقيقية ! حدث في هذا الأسبوع ان رحت في غفوة قصيرة بعد ظهر قائظ فرأيت رأي العين وزارة جديدة منتخبة من الشعب وهي تتشكل ، ففوجئنا بنبأ ضم وزارة جديدة تكون مهمتها ضمن أولوياتها القاهرة، تعيد اليها بهاءها وحسنها وسحرها، فاختارت وزيرا لوزارة مخصصة للمهمة، ذو رؤية وحس راقي وحزم وعزم و.. بصلاحيات واسعة.. صيانة ، اصلاح طرق أرصفة ، انارة نظافة حتي لو تداخلت اختصاصاته في سائر الوزارات .. قراراته فرمانات تطاع لا يحدها غير القانون... طالت الغفوة فرأيته متجسدا يبدأ عملية تطهير شاملة لما يعرف بالمحليات فطال رؤساء أحياء و نوابهم واتباع وكافة أعوان علي بابا و فرق تنابلة السلطان... من بعد الفرز و التطهير و نقلهم لمرافق أخري وضع نظاما يشبه المعمول بها في كل الدنيا.. نظام البلدية بمشاركة سكان كل حي في تنظيم خاص بهم و يا حبذا لو تكون الغالبية من سيدات الحي ، وبقيت اهمهم و أتساءل ( ولاحظ أنني ما زلت في حلم الغفوة ) لماذا نبقي علي سياسات فاشلة نلعنها كل يوم و لا نغيرها ، ونفتقد نظما صارمة نطبق بحزم ثم لا نفعل شيئا و.. عند هذا الحد أفقت ويا خيبتي وجدتها غفوة ! أسماء الشوارع : تاريخ ! التاريخ لا يمحي و مهما حاول أحد... ولا توجد بلاد غيرنا تقدم علي تغيير أسماء شوارعها بقرار ، سواء كان القرار من مجلس محلي او مجلس محافظة أو حتي مجلس الوزراء فهو محض قرار بكلمات علي ورق او علي يافطة و المواطن يقلها بدون أن يقوله : ما تلزمنيش ! .. بالعقل و المنطق : المسألة ليست احلال اسم بدلا من اسم آخر ولا يافطة بأخري ، اسم الشارع بقي قيد التداول سنين وسنين واحلال اسم آخر لن يتم بقرار ولا ألف قرار يؤدي بالناس لاطاعة الاوامر و استبدال الجديد بما درج عليه و تعود.. اذن فلتقرروا، و تكتبوا وتحلوا و تربطوا اليافطات كما تشاءون ، أما أنا المواطن ففي هذه الحالة و ما أشاء.. اعملوا ما بدا لكم ، وأنا يا مواطن تعودت واسترحت و التصقت و تواءمت مع ما ألفته علي مر السنين .. بلا قرار بلا يافطة بلا دياولو .. هذا لا يحدث ولا يليق خصوصا و الأسباب دوما لا تخرج عن كونها لتكريم شخصية ما رحلت او استشهدت ، أو ربما و كثيرا ما يحدث أن يكون مجاملة لأقارب الراحل ان كانوا من ذوي حيثية او تربطهم مودة مع عضو بالمجلس المحلي الذي سيصدر القرار.. وسبق وكتبنا ونبهنا شرحنا و اليوم نكرر.. اسماء الشوارع و الطرقات في المدن العريقة تتحول الي تاريخ .. التصقت بوجدان الناس وانتقلت بينهم من جيل لجيل وتوارثوها أبناء عن آباء و من بعدهم الاحفاد كل عرفها و رددها وتعود عليها طفلا وناشئا وفتيا وعفيا حتي شاخ .. تاريخ حي والتصق بالاذهان ( لزق ) و اصبح متداولا علي ألسنة الناس ، وثبت ورسخ في الوجدان ، يصعب أن يأتي احد ويشطبه بيافطة او بقرار ... الذي يحدث عند تغيير اسم شارع باسم آخر أن القديم يكسب و دائما فيظل عالقا عنيدا علي ألسنة الناس وليس مثل السنة الناس عندما تعاند و تصر مهما بلغت اهمية و قيمة الاسم المستجد ... في المهندسين شارع عرف باسم أحد البلاد ، فحدث ووجد الناس يافطة تحمل اسم شخص ما ربما كان ذو حيثية ما لأوله ابنا ذي حيثية و جعل الحي تشيل يافطة و تحط يافطة ، فما تغير لا شيء بقيت الناس تعرف الشارع باسمه الأصلي و لا تغيير ! خذ عندك مثلا ذلك الشارع الرئيسي امام حديقة الحيوان بالجيزة الذي يعرف حتي اليوم بشارع مراد .. غيروا اسمه منذ سنوات مجاملة لسفارة فرنسا فسمي باسم العظيم شارل ديجول .. مع ذلك أتحدي أن تجد أحدا حتي اليوم يعتمده أو يعتبره شارع ديجول .. ما زال هو شارع مراد مع أن الكثيرين قد لا يعرفوا من هو مراد بك المملوك الذي أطلق اسمه علي الشارع ، بينما شهرة شارك ديجول بالتأكيد تفوق شهرة مراد بك علي الأقل لدي الأجيال الحالية ! و مثال آخر شارع عبد السلام عارف بوسط البلد لا يعرف حتي اليوم الا بشارع البستان اظبط واحد فقط يقول لك ده شارع عبد السلام عارف .. اسماء الشوارع لا دخل لها بأمزجة الحكام كبارا كانوا من فئة المحليات ! حتي طلعت حرب الاقتصادي الوطني العظيم مازال كثيرون يعرفون شارعه بسليمان باشا (الفرنساوي ) و غيره و غيره بل شارع 26 يوليو تجد من لا يزال يسميه شارع فؤاد !! ... ما معني ذلك ؟ ماذا يعني ذلك ؟ معناه انه اذا أريد تكريم شخصية ما راحلة أو صاحية باطلاق اسمها علي شارع أو طريق فليس من الفطنة أو البداهة حذف الاسم المتداول أيا ما يكون حتي ولو كان شارع السكر والليمون ليحل محله اسما آخر ولو لعظيم كان أو لملك أو أمير ! .. وكلما مررت من شارع سراي الجزيرة في الزمالك وأقرأ اليافطة : شارع الموسيقار محمد عبد الوهاب أبتسم و أهز رأسي علي سذاجة من اقترح ذلك .. شارع الجبلاية حيث حديقة الاسماك قاموا بتغيير اليافطة منذ سنوات و جعلوه واطلقوا عليه " أم كلثوم " .. هل من الشخصيات العامة من هو أحب الينا من ام كلثوم وعبد الوهاب بجلال قدرهما والشغف بهما لا يحتاج الي بيان ؟ مع ذلك ضربنا جميعنا عرض الحائط باليافطات المستجدة وأخلصنا لسراي الجزيرة و الجبلاية فبقيا يطغيان و يكتسحان ...! يا ناس يا سادة يا بتوع المجالس المحلية و المحافظات أو ايا من يكون : التكريم الحقيقي للشخصيات لا يتحقق بنزع يافطة و احلال أخري ، بل باطلاق الاسماء علي الطرق الحديثة و الشوارع الجديدة ، فتعرف بهم و تلتحم في الذاكرة بهم وفي الاذهان تتردد و تلتصق .. هذا هو التكريم الحقيقي للشخصية التي يراد تكريمها ، وليس بازالة يافطة ولطع أخري مكانها و لنا في في مدينة نصر دلائل وعبر.. أسماء عباس العقاد ومصطفي النحاس و مكرم عبيد و غيرهم من الزعماء تدوي أسماءهم يوميا و تتردد علي الاسماع مئات بل آلاف المرات كل يوم ... شارع الملك فيصل كان التوفيق كله مع اطلاقه علي طريق كان حديثا فأصبح اسم ذلك الملك الفاضب يتردد ما يزيد علي عشرات الآلاف مرة كل يوم ! لا توجد بلاد غيرنا تقدم علي تغيير أسماء شوارعها بقرار .. سواء كان من مجلس محلي او مجلس محافظة أو حتي مجلس الوزراء فهو قرار مجرد قرار و السلام ..مع ان مسألة احلال اسم بقي سنين و سنين باسم آخر لا قرار و ألف قرار يؤدي بالناس لاطاعة الاوامر .. اليس القرار من قبيل الاوامر ؟ قرروا ، اكتبوا ، اعملوا ما بدا لكم ، و لكن أنا يا مواطن التصقت و استرحت وتواءمت ومع ما الفته عل مر السنين .. لا يافطة و لا دياولو .. هذا لا يحدث و لا يليق خصوصا و الأسباب دوما لا تخرج عن كونها لتكريم شخصية ما رحلت ، أو مجاملة لأقارب الراحل ان كانوا من ذوي حيثية او تربطهم مودة مع عضو بالمجلس الذي سيصدر القرار .. و سبق و كتبنا وقلن و شرحنا و كررنا .. اسماء الشوارع و الطرقات في المدن العريقة تتحوا لتاريخ .. خلاص تكون التصقت بوجدان الناس، و كمان يتناقلوها من جيل لجيل ويتوارثونها أبناء عن آباء و من بعدهم الاحفاد .. تاريخ حي و التصق بالاذهان (لزق ) و اصبح متداولا علي ألسنة الناس ، راسخا وثابتا في الوجدان و يصعب أن يشطبه احدا بيافطة أو بقرار ... والذي يحدث عند تغيير اسم شارع باسم آخر أن القديم دايما يكسب و يظل عالقا عنيدا علي السنة الناس و مهما بلغت اهمية و قيمة ما استجد ... مثلا من ذا الذي يعرف شارعا رئيسيا بالجيزة اطلقوا عليه اسم العظيم شارل ديجول بينما مراد الذي قد لا يعرف أحدا أنه المملوك مراد بك ما زال جاثما غلابا استطاع ان يمحي ديجول ... أو شارع عبد السلام عارف ذلك الذي لا يعرفه احد الا بشارع البستان .. حتي طلعت حرب الاقتصادي الوطني العظيم مازال كثيرون يعرفون شارعه بسليمان باشا ( الفرنساوي ) .. ما معني ذلك ؟ معناه ان التكريم لا يكون بحذف اسم و احلال آخر.. فكلما أمر من شارع سراي الجزيرة و أقرأ يافطة شارع الموسيقار محمد عبد الوهاب أو في شارع الجبلاية ( حديقة الاسماك ) حيث وضعوا يافطة تقول أنه شارع أم كلثوم أهز رأسي .. فالناس وما تعودوا عليه فهل من هم أحب الينا من ام كلثوم و عبد الوهاب بجلال قدرهما الشغف بهما لا يحتاج لبيان ؟ و مع ذلك ضربنا جميعنا عرض الحائط باليافطات المستجدة وأخلصنا لسراي الجزيرة و الجبلاية فبقيا يطغيان و يكتسحان ...! يا ناس يا سادة يا بتوع المجالس المحلية والمحافظات : التكريم الحقيقي للأشخاص لا يكون و لا يحدث بنزع يافطة واحلال أخري بل باطلاق أسماء المكرمين علي الطرق الحديثة والشوارع الجديدة لتعرف بهم و تلتصق في الاذهان وتتردد .. فهذا هو التكريم الحقيقي و ليس بازالة يافطات ولطع يافطات، ولكم في مدينة نصر دروس و عبرة فان اسم عباس العقاد ومصطفي النحاس ومكرم عبيد وغيرهم من الزعماء تدوي يوميا علي الالسنة و في الاسماع مئات بل لآلاف المرات كل يوم .