صالح الصالحى عندما تقرأ التاريخ، تستطيع أن ترسم صورة للمستقبل.. صورة تكاد تكون قريبة جدا مما سيحدث فالتاريخ لا يسجل الماضي فقط.. وإنما يعطينا الدروس والعبر.. وعلينا أن نعي دروس التاريخ جيدا، إذا أردنا اجتياز طريق المستقبل.. وبقراءة تاريخ الإخوان، يمكن توقع ما سيحدث منهم خلال الأيام القادمة. في البداية أنوه إلي ان حركة الإخوان تمر بثلاث مراحل.. الأولي: التعريف بنشر الفكرة.. والثانية: التكوين لاستخلاص العناصر الصالحة لحمل أعباء الجهاد.. ونظام الدعوة في هذه المرحلة مدني من الناحية الروحية، وعسكري من الناحية العملية.. وشعارها في الناحيتين دائما أمر وطاعة بدون بحث ولا مراجعة.. أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة التنفيذ. ولنعد إلي التاريخ، حيث شهد عام 8491 صدور أمر بحل ما كان يسمي وقتها »هيئة الإخوان المسلمين« وتصفية ممتلكاتها ومصادرة أموالها وتجميد أموال الأعضاء والشركات التي شجعت علي تأسيسها. واستند قرار الحل وقتها علي ان الجماعة استفحلت شرورها، وأصبح وجودها يهدد الأمن ويخل بالنظام ويعرض النظم القائمة للخطر. وتضمنت مذكرة أعدت في وقتها أسباب الحل وأذكر القارئ ان أسباب حل الجمعية هذه صدرت في ديسمبر 8491، أي منذ 56 عاما ومن هذه الاسباب ان الجماعة ما كادت تجد لها أنصارا وتشعر بأنها اكتسبت شيئا من رضاء بعض الناس، إلا وكشفت عن أغراضها الحقيقية. ان الجماعة اتخذت في سبيل الوصول إلي أغراضها طرقا شتي يسودها طابع العنف.. ودربت أفرادا من الشباب أطلقت عليهم اسم »الجوالة« وأنشأت مراكز رياضية، تقوم بتدريبات عسكرية مستترة وراء الرياضة.. كما أخذت تجمع الأسلحة والقنابل والمفرقعات وتخزينها لتستعملها في الوقت المناسب.. وقد تجاوزت الجماعة الأغراض السياسية المشروعة إلي أغراض يحرمها الدستور والقانون.. فهدفت إلي استعمال القوة والإرهاب.. ولقد مضت في نشاطها فاتخذت الاجرام وسيلة لتنفيذ مراميها. كما ان شرور هذه الجماعة امتد إلي إفساد النشء، فبذرت بذور الاجرام وسط الطلبة والتلاميذ، فإذا بمعاهد التعليم وقد انقلبت إلي مسرح للشغب والاخلال بالأمن وميدان للمعارك والجرائم.. كما قامت بعمليات اغتيال لشخصيات قضائية وغيرها باستخدام القنابل.. وتم ضبط سيارة بها مواد متفجرة وذخائر ومستندات خطيرة بقسم الوايلي، المعروفة بالسيارة الجيب.. وأدي ذلك إلي ضبط كميات كبيرة من القنابل والمفرقات أضعافا مضاعفة لما ضبط في تلك السيارة.. وكشفت ملابسات الحادث عن ان جماعة الإخوان المسلمين يكونون عصابة إجرامية.. هي المسئولة عن حوادث الانفجارات الخطيرة التي حدثت في مدينة القاهرة وحرقت المنشآت.. وانتهت إلي ضرورة حل الجماعة. هذا هو تكتيك الجماعة الثابت في السجلات منذ عام 8491.. وهو نفس التكتيك الذي تسعي جاهدة إلي تنفيذه الان فهي منذ زمن تقوم بتدريب بعض أعضائها علي حرب العصابات عن طريق ما يعرف بالنظام الخاص. أي ان ما تقوم به جماعة الأشرار من إرهاب ليس بالجديد عليها.. فهو فكر متعمق في جذورها.. ولا يمكن أن تتخلي عنه يوما لانه جزء منها.. حتي وان اعتلت سدة حكم البلاد.. فهل يمكن التصالح مع الشر والاجرام؟