فوزي: اختيارات الرئيس للمعينين بمجلس الشيوخ تثري العملية التشريعية    تعهد بالعطاء وخدمة الوطن.. النائب محمد شبانة يوجّه الشكر للرئيس السيسي بعد تعيينه بمجلس الشيوخ    محافظ المنوفية يقرر صرف مساعدات مالية عاجلة ومواد غذائية للأسر الأولى بالرعاية    «العمل» تتعاون مع الجامعة المصرية الصينية لدعم التدريب وبناء القدرات    البورصة المصرية تربح 14.7 مليار جنيه في ختام تعاملات الأحد    وزير الخارجية يستقبل وكيل الأمين العام للشئون الإنسانية    بعد إلغاء عرضه في الجونة السينمائي.. عرض "آخر المعجزات" في مهرجان القاهرة    حماس: لن نشارك بتاتا في المرحلة الانتقالية    باكستان تغلق حدودها مع أفغانستان عقب تبادل إطلاق نار عبر الحدود    موعد مباراة مصر وغينيا بيساو في تصفيات المونديال والقنوات الناقلة    محمد صبحي يفوز ببرونزية وزن 88 كجم ببطولة العالم لرفع الأثقال البارالمبي بالعاصمة الإدارية    مصرع مهندس زراعي في تصادم دراجة نارية بسيارة نقل بمنطقة مساكن طابا ببنها    التنسيقية تهنئ أعضاءها المعينين في مجلس الشيوخ    انطلاق مؤتمر مهرجان القاهرة السينمائي بحضور نخبة من نجوم الفن.. فيديو    مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يعلن أفلام مسابقة الأفلام القصيرة في دورته ال46    مدير المستشفيات يتفقد مستشفيي قويسنا وبركة السبع لمتابعة انتظام العمل وجودة الخدمات الطبية    "صحة الدقهلية" تعلن إجراء 41 ألف جلسة علاج طبيعي وتشغيل عيادة الأطراف الصناعية    آلاف المتظاهرين يخرجون إلى شوارع العواصم الأوروبية دعمًا للشعب الفلسطينى    نقابة المهن التمثيلية تهنئ خالد جلال وياسر جلال لتعيينهما بمجلس الشيوخ    5 أبراج لا تعتذر عن أخطائها.. برج الحمل يعتبر كلمة آسف ضعف    رام الله: مستوطنون يقتحمون خربة سمرة بالأغوار الشمالية    هانى العتال عن تعيينه فى مجلس الشيوخ: شرف كبير أنال ثقة الرئيس السيسي    محافظ المنوفية يدشن فعاليات المبادرة الرئاسية للكشف عن فيروس سي    قرار عاجل من محكمة جنايات دمنهور بشأن المتهمين بقتل تاجر الذهب برشيد    سبورت: برشلونة لن يجدد مع ليفاندوفسكي ويبحث عن البديل    بحصة سوقية 6%.. "مصر" الخامس عالميا في صادرات الخضروات والفواكه المحفوظة بالخل    الضرائب: الفاتورة الالكترونية والإيصال الإلكتروني شرط أساسي لإثبات التكاليف ورد ضريبة القيمة المضافة    وفاة طفل بأزمة قلبية خوفا من كلب فى أحد شوارع قرية كلاحين أبنود بقنا    ضبط 106074 مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    بالأرقام.. جهود الداخلية خلال 24 ساعة لتحقيق الأمن ومواجهة الجريمة    امير كرارة ومصطفى قمر وشيكابالا في العرض الخاص لفيلم «أوسكار عودة الماموث»    مي فاروق: «ألبومي الجديد تاريخي.. والتكريم الحقيقي حب الجمهور»    تعرف على مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن الكريم فى كفر الشيخ    أسعار الفاكهة اليوم 12-10-2025 في قنا    «التضامن»: 121 زيارة رقابية لدور الرعاية وتحرير 8 محاضر ضبط قضائي خلال سبتمبر    هولندا في مواجهة قوية أمام فنلندا ضمن تصفيات المونديال    محافظ أسوان يتابع استكمال تشغيل المراكز الطبية ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل    وزير الصحة يشهد حفل توزيع جائزة «فيركو» للصحة العامة في ألمانيا    «التضامن» تقر قيد 4 جمعيات في 3 محافظات    رحيل فارس الحديث النبوى أحمد عمر هاشم.. مسيرة عطاء فى خدمة السنة النبوية    السيناريست هانى فوزى: لدى 11 سيناريو فى الدرج    أسبوع الانتصارات    مصر تتسلم رئاسة المنظمة الدولية للتقييس "أيزو" لمدة 3 أعوام بعد فوز مشرف ومستحق    وزارة التعليم تحدد 3 امتحانات بالفصل الدراسى الواحد .. اعرف المواعيد    تعرف علي أسعار البنزين والسولار صباح اليوم الأحد 12 أكتوبر 2025 فى محطات الوقود    الرئيس السيسى : حماية المياه تمثل قضية مصيرية ولم تعد شأنا محليا أو إقليميا    مواقيت الصلاه اليوم الأحد 12اكتوبر 2025 فى المنيا    بتهمة نشر أخبار كاذبة والإنضمام لجماعة إرهابية.. محاكمة 56 متهمًا اليوم    قيادي ب فتح يدعو حماس لإجراء مراجعة وإنهاء حكمهم في غزة.. ويطالب مصر باحتضان حوار فلسطيني-فلسطيني    العظمى في القاهرة 28 درجة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم الأحد 12 أكتوبر 2025    إصابة خمسة أشخاص في تحطم مروحية في ولاية كاليفورنيا الأمريكية    من انقلاب السيارة حتى النقل إلى المشفى.. تفاصيل حادث الوفد القطري في شرم الشيخ قبل قمة السلام    «الكهرباء»: الهيئات النووية المصرية تمتلك كفاءات متراكمة نعمل على دعمها    «كفى ظلمًا».. حسام المندوه: أدخلنا للزمالك 800 مليون جنيه    تركيا تكتسح بلغاريا بسداسية مدوية وتواصل التألق في تصفيات كأس العالم الأوروبية    نجم الأهلي السابق: توروب سيعيد الانضباط للأحمر.. ومدافع الزمالك «جريء»    رئيس جامعة الأزهر يوضح الفرق بين العهد والوعد في حديث سيد الاستغفار    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 11-10-2025 في محافظة الأقصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور سعد الدين إبراهيم يكشف ل »الأخبار« تفاصيل زيارته ضمن الوفد الشعبي لبروكسل
حذرنا آشتون من فرض عقوبات علي مصر لأن أوروبا هي الخاسر الأكبر
نشر في أخبار اليوم يوم 24 - 08 - 2013


د. سعد الدين إبراهيم فى حواره ل»الأخبار«
03 يونيو ثورة شعبية استجاب لها الجيش المصري لتفادي حرب أهلية
حل حزب الحرية والعدالة سيزيد العنف في الشارع
قوات الجيش والشرطة حمت الإخوان من أن يفتك بهم الشعب
سقوط إخوان مصر حطم حلم أردوغان »بعثمنة« المنطقة
طارت قوة مصر الناعمة إلي أوروبا وأمريكا بهدف تبصير العالم الغربي بحقيقة ما حدث في مصر يوم 30 يوينو حتي يومنا هذا..أحد عناصر قوتنا الناعمة وفد شعبي مكون من رجل الأعمال نجيب ساويرس والمحامية مني ذو الفقار ورئيس إتحاد الكتاب المصري محمد سلماوي والدكتور سعد الدين إبراهيم أستاذ علم الإجتماع السياسي ومدير مركز إبن خلدون للدراسات الإنمائية وقد صرح ل(الأخبار) أن الوفد الشعبي أكد لآشتون المفوضة الأوروبية بأدلة موثقة أن 30 يونيو هبة شعبية من 30 مليون مصري أجبروا الجيش علي الإستجابة لهم لتفادي حرب أهلية في مصر ووثقوا قولهم بما حدث أمام مسجد الفتح حيث حمت قوات الشرطة والجيش الإخوان من أن يفتك الشعب بهم وطالبوها بنقل وجهة نظرهم لوزراء خارجية العالم وحذروها من فرض أي عقوبات علي مصر لأن الخاسر الأكبر سيكون أوروبا وأن روسيا والصين والعالم العربي نفسه بدائل لأوروبا والغرب،وأضاف أن بيان الأمير سعود الفيصل وزير خارجية المملكة العربية السعودية ساعد في ذلك بينما كان له تأثير أكبر علي الولايات المتحدة الأمريكية وذلك لأن السعودية حليف لها,وأوضح أن أردوغان كان حريصاً علي إقناع إخوان مصر بالعودة إلي وطنيتهم المصرية ويثبتوا للمصريين بأنهم جزء من الحركة الوطنية لأن نجاح الإخوان في مصر كان سيساعده في تحقيق حلم (عثمنة) المنطقة لذا فهم حرصه علي أنه تدخل في الشأن المصري،ويري أن العنف ينحصر تدريجياً ويحذر من تصاعده لأنه سيجعل المجتمع أقل قبولا بالمصالحة الوطنية،وينصح شباب الإخوان بأن يتوبوا وينوبوا وأنه يجب علي الجميع أن يفتح لهم قلبه وأذرعه وأن يعيدوا تأهيله لكي يكونوا جزءاً من المجري الرئيسي للحياة السياسية،ويطمئن الشعب أن ثروته لن تسرق منه مرة أخري لأنه أصبح مسيساً ومهيئاً للمشاركة ونجاحه في كسر جدار الخوف الضمانة لحماية مسيرة التحول الديمقراطي..ولمزيد من التفاصيل في الحوار التالي..
بداية..ما هي تفاصيل رحلة بروكسل؟
رحلة بروكسل مبادرة أهلية شارك فيها أربعة من نشطاء المجتمع الأهلي:رجل الأعمال نجيب ساويرس،ورئيس إتحاد الكتاب محمد سلماوي،والمحامية النابهة مني ذو الفقار،والعبد الفقير لله سعد الدين إبراهيم..تم اللقاء مع كاثرين آشتون المفوضة الأوروبية تمهيداً لإجتماع وزراء خارجية الإتحاد الأوروبي الذي كان موجودا علي جدول أعماله إتخاذ قرار يعاقب مصر لحدوث إنقلاب عسكري فيها علي حكومة"منتخبة"..كان ردنا أن هذه وجهة النظر التي روج لها الإخوان المسلمون ولكنها تجافي الحقيقة لأن ما حدث في مصر ليس إنقلاباً عسكرياً إنما إستجابة من الجيش لإنتفاضة شعبية شارك فيها 30 مليون مصري وهي أكبر مظاهرة في التاريخ ليس في تاريخ مصر فقط إنما في تاريخ العالم كله لم نشهد كمثلها في أوروبا ولا أمريكا ولا آسيا حتي المظاهرات التي حدثت في الصين في ميدان السلام السماوي في بكين منذ عدة سنوات لم تشهد مثل عدد متظاهري مصر وبالتالي فإن 30 يونيو هبة شعبية حقيقية إستجاب لها الجيش لتفادي حرب أهلية في مصر بين الإخوان وخصومهم ال 30 مليون كان من الممكن أن يفتكوا بهم كما شاهدنا عند مسجد الفتح أن من حمي الإخوان من الشعب هم قوات الجيش والشرطة.
وما الذي تقدمتم به إليها؟
أولا: أن يصل هذا المشهد إلي وزراء خارجية العالم..ثانياً:أن أي محاولة لفرض عقوبات ستسمم العلاقة بين أوروبا وأهم دولة في الجانب الآخر من البحر المتوسط ففي شمال وجنوب البحر المتوسط توجد ثلاث من ثورات الربيع العربي:تونس ومصر وليبيا ومصر هي أهم دولة في المنطقة وبالتالي خسارة الرأي العام المصري سيترتب عليها خسارة الرأي العام العربي وسنعود مرة أخري للعهد الذي قاومت فيه الشعوب العربية الإستعداء الغربي والإستعمار الأوروبي تحديداً فتحاشوها كله ولا تتكلموا عن عقوبات ولا مقاطعة وإلا سيكون الثمن غالياً من الجانبين.. ثالثاً: والأهم أن أوروبا هي المستفيد الأكبر من العلاقات الإقتصادية والتجارية مع مصر فحجم التجارة الذي يصل إلي 30 مليار دولار هو الميزان التجاري لصالح أوروبا وليس صالح مصر وأي مقاطعة سيكون الخاسر فيها أوروبا..أخيراً:هناك بدائل لأوروبا وللغرب والبدائل هي روسيا والصين والعالم العربي نفسه فمجموع المساعدات التي تأتي لمصر من أوروبا وأمريكا لا تتجاوز 2 مليار دولار سنوياً بينما ما أعلنت عنه السعودية من مساعدات 12 مليار دولار أي قدر كل المساعدات الغربية علي الأقل 5 أو 6 مرات وقدر المساعدات الأوروبية 10 مرات إذن فالخاسر هو أنتم لأن العلاقة مع الشعب المصري وليست الحكومة المصرية فقط وتلك العلاقة ستعاني من التسمم إذا فرضتم عقوبات.
وماذا كان الرد؟
بعد الأخذ والعطاء وبعد أن شرحت وجهة نظرهم ثم حضرت وزيرة خارجية إيطاليا وشاركت في جزء من النقاش قبل إجتماع وزراء الخارجية ولحسن الحظ أن مثلها مثل آشتون تعرف مصر جيداً وبالتالي كان الإتفاق علي مسودة قرار معقول أولاً:يحيي الشعب المصري علي ثورته يوم 25 يناير وعلي ثورته أيضاً يوم 30 يونيو ثانياً:رغبته في أن يستمر في مسيرةالتحول نحو الديمقراطية وأن أوروبا مستعدة لدعم هذه المسيرة ومن ضمن هذا الدعم تدريب الشرطة المصرية علي إستخدام وسائل تقيها اللجوء إلي القوة المفرطة في فض الإعتصامات والمظاهرات وهذا شئ إيجابي وليس إدانة إنما بديل للإدانة الموجهة للشرطة المصرية علي إستخدام الوسائل التي تتسق مع المعايير الدولية لفض الإعتصامات والمظاهرات كما عرضنا عليهم ترحيبنا بمساهمتهم علي تدريب نشطاء المجتمع المدني المصري علي متابعة ومراقبة الإنتخابات وأن يشاركوا كمراقبين وأن تشهدوا علي شفافية وأمانة هذه الإنتخابات ورحبت آشتون بهذا العرض وقالت أن هذا الإجراء مرهون بأن تطلب الحكومة المصرية مراقبين من الإتحاد الأوروبي لمراقبة الإنتخابات ونحن سنلبي الدعوة وسنخصص الإمكانيات والموازنة المطلوبة لمثل هذه المهمة.
الكتائب الإليكترونية
ألم يكن يتابع مسئولو المجتمع الأوروبي الصور الحية التي تنقلها شاشتنا المصرية ويظهر فيها بوضوح ويظهر فيها تظاهرات الإخوان وما يحدث فيها من عنف؟
طبعاً شاهدوها ولكن عندما يبث خبر لهم في الخارج يحظي تقريباً ب 40 ٪ إلي 50٪ من الرأي العام هذا بالنسبة لمن بث الخبر أولاً وحتي إذا عدنا ل 60 ٪ الباقين نجد أن ال 40 ٪ هم الذين يعيدون نشره وبالتالي يلصق في الذاكرة الجماهيرية ولابد أن نعترف أن الإخوان المسلمين لديهم كتائب إليكترونية سريعة الحركة وتسبق الحكومة بثلاثة أو أربعة أيام وكانوا أسرع من الحكومة في نشر روايتهم عن الأحداث وأنهم كانوا ضحية إنقلاب عسكري وكان جزءا من مهمتنا أننا وزعنا عليهم في بروكسل نشرة غير دورية يصدرها مركز إبن خلدون بعنوان"ثورة أم إنقلاب" تتضمن أن ما حدث في مصر لم يكن إنقلاباً عسكرياً إنما ثورة وكانت حيثياتنا في ذلك أن الإنقلابات تتم في العالم الثالث في منتصف الليل والفجر وأن ما حدث في 30 يونيو كان في وضح النهار وبالعكس كان معلنا عنه مسبقاً بأسبوعين ثم إنذار مسبق بثلاثة أيام ثم إنذار مسبق ب 12 ساعة وأن عمليتي فض الإعتصامين كان مصحوباً بالإنذارات عبر مكبرات الصوت والإنذارات المكتوبة وأمام العالم كله وأن قيام الجيش بهذه العملية كان تأييداً للشرطة وبدعم الشرطة ودعا المراقبين الأجانب لكي يشاهدوا وإذا كان هناك إستخدام مفرط للعنف فنحن نرحب بتدريبكم للشرطة المصرية علي الإستخدام المقنن للعنف الذي يتواءم مع المعايير الدولية.
هل أسهم بيان الشيخ سعود الفيصل وزير خارجية المملكة السعودية في إحباط السيناريو العقابي الذي أعدته أمريكا لمصر؟
بالنسبة لأمريكا نعم إنما بالنسبة لأوروبا ساعد لأن السعودية حليف قوي لأمريكا وبيان الشيخ سعود الفيصل وحجم المساعدات التي وعدت بها المملكة العربية السعودية جعلت أي تلويح بعقوبات يبدو مسألة لن تؤثر كثيراً في مجري الأحداث ونحن ذكرنا في بروكسل لكل من يريد أن يتذكر ما حدث في 1956 وسحب العرض للسد العالي وما نشأ عنه من تأميم قناة السويس ثم العدوان الثلاثي والمرارة والعداوة بين مصر وأوروبا بسبب هذه السلسلة من التطورات في هذا الوقت وأن أي عقوبات ستعيد للذاكرة المصرية والعربية الجماعية هذا الماضي الإستعماري البغيض وأنكم ستندمون لأنكم الأكثر غرماً من مصر والمصريين.
كيف تري تدخل أردوغان في الشأن المصري؟
أردوغان جزء من المنظومة الإسلامية الدولية وحزبه حزب العدالة والتنمية ركن أساسي في تلك المنظومة وبالتالي سقوط الإخوان المسلمين في مصر يؤثر علي رفض أردوغان وحزبه في تركيا ومن هنا كان حرصه علي إستضافته للأحزاب ذات المرجعية الإسلامية تقريباً منذ شهرين والذي أعقبه أن الإخوان المسلمين وأتباعهم ومن والاهم قاموا بخفض الأعلام السوداء للقاعدة والأعلام الخضراء للجهاد ورفع العلم المصري وعودة الأغاني الوطنية إلي منصة رابعة بدلاً من دقات الدفوف وكانت التوصية أن يعود الإخوان المسلمين إلي مصريتهم لكي يقتنع الرأي العام المصري بأنهم جزء من الحركة الوطنية المصرية وبالتالي أردوغان وعي ماحدث لأنه هو الآخر كانت لديه مشكلة وهي الخاصة بميدان تقسيم والذي تراجع فيها عن موقفه لتهدئة الرأي العام التركي فكان من مصلحته أن يتراجع الإخوان المسلمين ويؤكدوا وطنيتهم المصرية قبل إنتمائهم الإسلامي وبعضهم إستجاب وبعضهم لم يفعل إنما حرصه كان لسببين: أولاً: لأن حزبه كان يعتبر نفسه هو المعلم..ثانياً:كان يعتبر نجاح الإخوان في مصر وبقاءهم في السلطة سيساعده في تحقيق حلمه في عثمنة المنطقة وإعادة المجد العثماني مرة أخري..وبالتالي بدا هذا الحرص وكأنه تدخل في الشأن المصري ولكن لحسن الحظ أنه من مزايا ثورة 25 يناير أن الشعب المصري كسر جدار الخوف من أي سلطة مصرية أو من أي قوة خارجية سواء أمريكا أو أوروبا أو تركيا أو روسيا بالإضافة أن الشعب المصري في أغلبه قد تسيس وأصبح كل المصريين مهتمين بالشأن السياسي ومهيأ للمشاركة وبمجرد أن تخرج دعوة لمليونية في أي مكان في ربوع محافظات ومدن وريف مصر يخرج الشعب ويلبي وبالتالي التهيؤ للمشاركة إلي جانب التسييس وكسر جدار الخوف هو الحماية النهائية لمسيرة التحول الديمقراطي وأن لا تخطف الثورة مرة أخري لقد خطفها الإخوان لفترة ولكن الشعب ثار عليهم وأجبر الجيش علي أن يتحالف معه لإسقاط الإخوان المسلمين.
الضربة القاصمة
هل القبض علي مرشد جماعة الإخوان وقياداتها سيؤثرعلي تنظيم ككل؟
بدون شك وأعتقد أن ما حدث للإخوان في هذه المرة هي ضربة قاصمة لن يفيقوا منها قبل 10 أو 15 سنة إنما هذه ليست أول مصادمة بين الإخوان المسلمين والدولة المصرية فالإخوان لا ينسون شيئاً ولا يتعلمون شيئاً فكل مواجهة مع الدولة يكونون هم الخاسرين وكونهم يصطدمون مع الدولة للمرة الرابعة في تاريخهم هي ضربة قاصمة وتحتاج لفترة أطول حتي يفيقوا منها لأن من يحاربهم اليوم هو الشعب الذي إنزعج منهم وليس الحكومة ففي الثلاث مرات السابقة في عهد الملك فاروق ثم في عهد جمال عبدالناصر وأخيراً في عهد مبارك كان هناك قطاع كبير من الشعب متعاطفا معهم ويرونهم ضحية ولابد من منحهم فرصة كان هذا في الماضي لكن اليوم لم نسمع أحدا يقول هذا وأصبح الشارع المصري يكرههم وبالتالي هذه هي غلطتهم المميتة لهم وهذا ما تحدث عنه جمال البنا رحمة الله عليه الشقيق الأصغر لحسن البنا فهو كان عضو مجلس أمناء بالمركز هنا وسألته يوماً لماذا لم ينضم لجماعة الإخوان في حين أن شقيقك الأكبر هو مؤسس الجماعة فقال لي العبارات التالية التي لا أنساها:"لأنه تنظيم ماسوني ولينيني"فقلت له "حرام عليك هذا كلام كبير"قال لي:"أعني به كل حرف.. الماسوني معناه سر وعندما كنت صغيراً كنت أدخل لتقديم القهوة والشاي حيث يجتمع أخي وأنصاره كانت البيعة تتم في أجواء مثيرة كما يحدث في الأفلام البوليسية تطفأ الأنوار ويأتوا بمصحف ومسدس أو خنجر وتتم البيعة بالسمع والطاعة المرشد وهو حسن البنا وهذا معني الجزء الماسوني أو السري أما الجزء اللينيني فهو التنظيم الهرمي الموازي للجيش.."وهو مبني علي فكرة أن عدد أفراد الجيش في العالم كله يوازي 1 ٪ أو 2٪ من عدد سكان أي دولة وهو منضبط ويسير علي مبدأ السمع والطاعة وهرمي بأوامر بمعني أن الأعلي يصدر الأوامر للأقل رتبة وهكذا..وقال لي أيضاً بأن حسن البنا أسس تنظيم بهذا الشكل ولينين إشارة لنظرية لنين ومعناها القانون الحديدي للتنظيما.. أما جمال البنا فهو قادم من خلفية نقابية وفضّل أن يكون نقابياً علي أن يكون إخوانياً.
انحصار العنف
وهل سيتحول الإخوان المسلمين في العامين أو الثلاثة أعوام القادمة إلي خلايا إرهابية أوجهادية؟
نعم فمثل فلول (معناها بقايا الجيش المنهزم) أي جيش منهزم مازال معه سلاح ويشعر بالحسرة وإحباط الهزيمة ممكن أن تفعل أي شئ وهذا ما رأيناه في بعض المواقع بالفعل ككرداسة وأسوان وهذه لا تدل علي أنها أوامر من قيادات عاقلة بل من خلايا متناثرة أصابها من الإحباط وخيبة الأمل وأشياء كثيرة فبدأت تتصرف تصرفات عشوائية نكراء وهذا من المحتمل أن يستمر لفترة وأتفق مع أي بعض الزملاء بأن العنف ينحصر تدريجياً فلهؤلاء الفول عائلات ومعارف وأصدقاء يشاهدون الإعلام ويعلمون أن معاركهم خاسرة فالأمل أن يعودوا إلي صوابهم وأن يتوبوا وينيبوا وينضموا إلي الجماعة المصرية الكبري.
ما الهدف الذي تسعي جماعة الإخوان وأنصارها إلي تحقيقه باللجوء إلي العنف؟
اللجوء للعنف هو حرب إستنزاف للسلطة المصرية وإقناعها بإعادة عقارب الساعة للوراء وطلباتهم في حدها الأقصي عودة مرسي وفي حدها الأدني الأ يلاحقوا وأن يفرج عن المعتقلين وأن يسمح لهم بالمشاركة في العمل السياسي.
هناك دعوات اليوم بحل حزب الحرية والعدالة..هل تعتقد أن حل الحزب ممكن أن يزيد العنف كما يتوقع البعض؟
طبعاً، سيزيد العنف لأن الإخوان اليوم يخوضون معركتهم الأخيرة أو هكذا يري هذا الجيل الذي قيل له أن مرسي سيعود وأننا قاب قوسين أو أدني من الإنتصار فصابروا وثابروا وإستشهدوا فهؤلاء الشباب الذي يضحي بهم وقذف بهم في آتون المواجهة مع السلطة المصرية سيفيق إن آجلاً أو عاجلاً وأنتهز الفرصة أن أي شباب إخواني يتوب وينوب ينبغي أن نفتح لهم قلوبنا وأذرعنا ونعيد تأهيله لكي يكون جزءاً من المجري الرئيسي للحياة السياسية.
ما مدي تأثير العنف وتصاعده علي المصالحة الوطنية؟
تصاعد العنف يجعل المجتمع أقل قبولاً لفكرة المصالحة ومن مطالعتي للصحافة أنه لا مصالحة مع من تلوثت أيديهم بالدماء وبالتالي إستمرارهم في العنف ومقاومة السلطة لا يقربهم من هدفهم إنما يبعدهم ويقضي علي القلة الباقية من الأمل في أن يكونوا جزءاً من الجماعة السياسية المصرية.
موازين السياسة
ما هي توقعاتك للمستقبل السياسي لأحزاب التيار الديني..وهل موازين القوي السياسية ستختلف؟
إنها تختلف يومياً والتيار الديني يتراجع ومستقبله مهتز ولن يحظوا بالتأييد الذي حظوا به في الثلاث سنوات الأخيرة وبالتالي أضروا بالإخوان أكثر مما أفادوهم والإخوان تعمدوا طبعا الركوب علي أكتاف السلفيين والسلفيون لقرب عهدهم بالسياسة إرتضوا أن يكونوا المطية التي ركبها الإخوان..هناك أصوات ترتفع من السلفيين الآن تقول لا للوصاية الإخوانية عليهم وأعتقد أن هذا هو الصراع الذي سيكون بينهما..أما المعارضة أو التيار العلماني المدني مازال إلي الآن غير متماسك إنما تتقاسمه أحزاب أوتيارات عديدة وبالتالي لو كان معهم 80 ٪ يصبح كل تيار علي حدة لا يملك 20 ٪ بينما الإخوان لديهم 20 ٪ بمفردهم وطوال الوقت وهذه هي مشكلة التيار الليبرالي فميزته هي عيبه في نفس الوقت بمعني أن ميزته أن كل واحد فيه يتكلم بما يشاء ويفعل ما يشاء أما عيبه ففي وقت الجد نراهم متخاصمين وقد وصل عدد أحزاب هذا التيار إلي 60 حزبا تقريباً أما الأحزاب الدينية فعددها 3 وفي النهاية يصفون مع بعضهم البعض.
ما رأيك في موقف البرادعي.. وهل رأيته في بروكسل في الفترة التي كنت موجوداً فيها هناك؟
أعتبره موقفاً مخيباً للمصريين وخاصة للعديد من مناصريه وكما سمعت من كثيرين أن إستقالته أشبه بجندي يهرب من الميدان وأنا شخصياً لي تحفظات كثيرة عليه..وعن وجوده في بروكسل فقد قيل هذا ولم أسمع بأنه إلتقي بأحد هناك ولكني قرأت الخبر بالصحف.
ألا تري أن هناك تناقضا في موقف الولايات المتحدة الأمريكية بدعمها للجماعات الإسلامية؟
دعم أمريكا للجماعات الإسلامية نسمع عنه أكثر مما نراه إنما معلوماتي أن التقارير التي كانت تذهب إلي واشنطن من السفارة أو من مراكز الأبحاث أن جماعة الإخوان هي القوة السياسية الوحيدة المنظمة وبالتالي لابد من التعاون معها فكانوا يتعاملون معها علي هذا الأساس أما الآن وبعد أن وجدوا هبة شعبية عارمة ضد الإخوان فهم يريدون مراجعة أنفسهم وسياستهم وكلام أوباما في خطابه عن مصر أن في النهاية المصريين هم الذين سيقررون كل شئ بالإضافة إلي إدانة حرق الكنائس ومراكز الشرطة والمؤساسات الثقافية وهذا ليس دعماً للإخوان ولكن إدانة لتصرفاتهم.
ولكنها أيضاً إدانة متأخرة؟
هناك عبارة إنجليزية في الحب تقول أن تحب متأخراً من ألا تحب علي الأطلاق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.