تصل القاهرة في ساعة مبكرة من صباح اليوم الواحدة صباحا بعثة النادي الاهلي قادمة من الكونغو بعد أن نجح الفريق الأول في خطف فوز غال وثمين من ليوبارد الكونغولي في الجولة الثالثة من جولات دوري الابطال الافريقي ، وهو الفوز الذي ساوي بين الاهلي وليوبارد في رصيد النقاط اربع نقاط ، وكان لاعبو الاهلي وجهازهم الفني في أمس الحاجه الي هذا الفوز لصعوبة موقفهم في المجموعة التي تضم ايضا الزمالك اورلاندو الجنوب افريقي . لم يشعر لاعبو الاهلي كثيرا بفرحة الفوز ، بسبب الاحداث الدامية التي تمر بها مصرنا العزيزة ، ولولا هذه الاحداث لكانت الفرحة كبيرة بالانجاز الكبير وكان اللاعبون وجهازهم الفني قد ظلوا طوال رحلتهم والتي بدأت صباح يوم فض اعتصامي رابعة والنهضة ، يستقبلون الاخبار في حالة توتر شديدة بسبب تلك الاحداث ، إلا ان لاعبي الاهلي في ليلة المباراة تعاهدوا علي أن يفعلوا شيئا يدخل الفرحة الي قلوب جماهيرهم العريضة والتي تعيش بالطبع مثلها مثل باقي أطياف الشعب المصري ساعات وأوقات حزينة. ومع وصول البعثة الساعة واحدة صباحا وبسبب قرار حظر التجوال من الساعة السابعة صباحا حتي التاسعة مساء قررت ادارة البعثة حجز مبيت للبعثة في فندق المطار علي أن تغادره مع بداية وقت رفع الحظر . وكانت بعثة الاهلي قد غادرت مدينة دوليسي الكونغولية معقل ليوبارد فجر امس لتقطع طريق العذاب وسط الغابات ، وهو طريق حلزوني شديد لكي تستقل الطائرة الاثيوبية من مدينة بوانت نوار لتغادره الساعة الواحدة وربع ظهرا لتقف في محطتها الأولي بمطار اديس ابابا ، بعد رحلة طيران استغرقت ساعتين ، قبل أن تأخذ طريقها الي القاهرة . وحدثت مشكلة تنظيمية في المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب المباراة حيث توجه اليه محمد يوسف المدير الفني للاهلي ، وظل ماكثا بعض الوقت ، وهدد بالانسحاب لتأخر المدير الفني لفريق ليوبارد جوزيف موريس ، والذي لم يحضر وقام بإرسال المدرب المساعد ، فما كان من يوسف الا انه اخبر المنظمين بعدم اجادته للغة الفرنسية وأيضا الانجليزية ولابد من توفير مترجم باللغة العربية ، وعندما لم يتوفر تم الغاء المؤتمر. وقامت الجماهير القليلة من الالتراس أهلاوي والتي كانت قد وصلت الي مدينه دوليسي بعد رحلة طويلة من السفر بدخلة خاصة، واحتلوا احد المدرجات الصغيرة في الدرجة الثالثة وصادف أنه جاء خلف مرمي شريف اكرامي حارس الاهلي ، وظلوا طوال الوقت يهللون ويغنون ويهتفون ، سعداء بفوز فريقهم وعودته للقاهرة بنقاط المباراة الثلاث ، كما حرصوا علي الذهاب خلفهم لفندق اقامتهم لتهنئتهم علي هذا الفوز ، وهذا الانجاز والذي جاء في ظروف شديدة الصعوبة . منذ اندلاع الاحداث الاخيرة كان السؤال الذي ظل يطرح نفسه ويبحث عن اجابة اين سيلعب الاهلي مباراتيه القادمتين مع ليوبارد والزمالك ، خاصة ان مباراته الثالثة مع ارولاند في جنوب افريقيا ، ولم ينجح أحد في الاجابة علي هذا السؤال . المهندس خالد الدرندلي عضو مجلس الادارة ورئيس البعثة عندما طرح عليه هذا السؤال قال ل (الأخبار ) بصراحة شديدة لا أحد يعرف ، وليس أمامنا الا الجونة ، وفي حالة رفض الامن أو الجونه أو اي جهة ، فلن يكون امامنا الا لعب المباراتين خارج مصر ، ولا توجد دولة افريقية عربية يمكننا ان نلعب بها الا المغرب ، والأمر شديد التكلفة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر والنادي الاهلي ، مشيرا الي أن المجلس سوف يقوم بمناقشة كل تلك الاحتمالات بعدما يستطلع رأي الامن ونادي الجونه ، ومشيرا الي أنه كان قد أقترح من قبل ان تقام هذه المباريات خارج مصر ، ولكن نظرا لارتفاع التكلفة تم تأجيل هذا الاقتراح ، ولكن في ظل تلك المتغيرات التي أصبحت امرا واقعا يمكننا أن نبحث كل البدائل المطروحة . وصف محمد يوسف المدير الفني للاهلي في تصريحات خاصة (للأخبار ) فوز فريقه علي ليوبارد بأن فوزه جاء في وقته ، وجاء رغم الظروف شديدة الصعوبة التي مر بها اللاعبون ، وهي ظروف نفسية قاسية ، بسبب ما يحدث في مصر من أحداث وهم بعيدون عن وطنهم ، وأسرهم ، وأصبحوا خلال تلك الرحلة يتابعون الاخبار لكي يطمئنوا علي ذويهم ، وهو أمر طبيعي ، فكنا نشعر بحالة من القلق الشديد بسبب تلاحق ومأسوية الأخبار التي تصل الينا ، وبذلنا جهدا كبيرا ومضاعفا ليلة المباراة في أن نبعد اللاعبين عن تلك الاجواء ، ورغم صعوبة الطلب إلا أنهم استجابوا ، وكانوا بالفعل رجالا في الملعب الذي كان شديد السوء ، والذي عانينا منه منذ تدريبنا الاساسي عليه ، وكانت تعليماتي للاعبين عدم اللعب علي الارض ، والحذر عن الجري بالكرة ، ونقل الكرات السريعة ، ولعبنا المباراة بتكثيف بعض الشيء في الشق الدفاعي ونجح اللاعبون في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه . وعن استبداله لمحمد ابوتريكه أكد بأن قدم ما عليه ، وكانت تمريرته السحرية لوليد قد أسفرت عن هدف الفوز ، وعندما اقتربنا من نهاية المباراة وكان المتبقي منها 16 دقيقة تم استبداله .