في أول أيام عيد الفطر عصرا، علي قناة اون تي في، أذيع حوار خطير أجراه مذيع مبتديء. يقاطع الضيف المهم كثيرا ولم يكن مستوعبا لما يقوله الاستاذ الكبير الدكتور حازم حسني استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة. المفكر والمثقف الذي أفخر انه كان احد ثمار جريدة أخبار الأدب عندما قدمه الي القراء الزميل محمد شعير ثم اصبح من ألمع كتاب الجريدة وانني أتمني مواصلة الحوار معه لأنه يكشف بالعلم والاحاطة دور محمد البرادعي خاصة ما يجري عامة في مصر منذ الثلاثين من يونيو وسوف احاول استعراض أهم ما قاله، لعل المضللين من الشباب النقي او حتي من الهاموش الالكتروني ينتبه ويدرك ان الانتقادات التي توجه اليه ليس دافعها شخصيا وليست بتأثير بعض أجهزة الدولة، او بتأثير من تيارات هنا او هناك. المهم.. هكذا تكلم حازم حسني. قال الاستاذ إن ثورة الثلاثين من يونيه كانت حدثا تاريخيا وانسانيا عظيما، غير ان الادارة التي نتجت عنها للبلاد كانت مضطربة، أصبح فيه قرار سياسي ينبع من أفراد، كل علي هواه. ولم يوجد غطاء سياسي، كل علي مزاجه، صحيح ان اختيار رئيس الجمهورية الموفق كان صحيحا، لكنه لم يترك لكي يمارس دوره كاملا، إنما فرض عليه البعض وكان لبعضهم اتجاهات وسوء اداء ألحق الاذي الاكبر بالوطن خاصة بعد بدء اعتصام الإخوان في رابعة، يتساءل الدكتور حازم: ما طبيعة الاعتصام؟ هل هو اعتصام جماعة أم حزب!!، هذا يؤدي الي تساؤل آخر، هل يوجد حزب اسمه الاخوان المسلمين؟، المؤكد انه لا يوجد حزب اخواني، في الاول من يوليو لم يكن هناك الاعتصام قد تكون بعد، كان في بدايته، وهنا بدأ عمل البرادعي وحزب النور، بالتحديد بعد ظهور خارطة الطريق ودخول البرادعي الي القصر الجمهوري، السيد النائب الذي يعتبر نفسه مفكرا وخبيرا بدأ يمارس مهامه كمفكر وخبير وليس كرجل مسئول له موقع محدد في الدولة المصرية، كان المفروض ان يمارس مهامه طبقا لآليات الدولة وليس كما يهوي، وهنا نلاحظ انه تجاوز دور عصام الحداد الذي كان يطبق دور التنظيم العالمي للإخوان وتحولت وزارة الخارجية في وقته الي مجرد سكرتارية، ماذا كان ينفذ البرادعي وعن أي قوي كان يعبر؟، يعود هنا الدكتور حازم حسني الي رؤية د. البرادعي التي تحكم سلوكه والتي عبر عنها خلال حواره في قناة الحياة، الدكتور البرادعي لا يؤمن ولا يعترف بثورة الثلاثين من يونيو، يري أنها موجة نابعة لما جري في يناير 1102، هنا الأمور ليست لغوية، انما تعبر عن رؤي سرعان ما تترجم الي قرارات، تعني رؤية البرادعي ان كل ما جري بعد الثلاثين من يونيه ليس شرعيا، كل الخطي من خارطة طريق، وتعيين رئيس المحكمة الدستورية، الاخطر هو بدء اتجاهه لاستحضار التنظيم الاخواني الي صميم المشهد السياسي، بدأ ذلك وهو في موقع التأثير والنفوذ، من داخل الدولة، وبذلك كان يلغي اهم انجاز لثورة يونيو وهو اسقاط اعتراف الشعب المصري بأي تنظيم اخواني قائم علي اساس ديني، هنا يلتقي الدكتور حازم حسني مع رؤيتي التي عبرت عنها هنا في الاخبار، لقد كانت الثورة العظمي في يونيو ضد أي شكل تنظيمي للاحزاب والجماعات التي تعمل علي اساس ديني، ولو وجدت قوي ادركت جوهر اللحظة الحقيقي لحققت الثورة المصرية اعظم انجاز سياسي ولخرج الاخوان من التاريخ، لكن بدأ البرادعي عمله أو مهمته او رؤيته، سوف يثبت التاريخ جوهر فعله، اولا اعادة زرع الاخوان في المشهد والواقع السياسي كله، ثانيا، تحويل حدث معادي، لما يزيد علي حجم مشاجرة كان يمكن انهاؤها في ساعة او بعض ساعة، الي شأن دولي، وفي تقديري ان ما قام به البرادعي لتدويل الازمة المحدودة في مدينة نصر اخطر عدوان تم ضد الدولة المصرية منذ تأسيس محمد علي باشا للدولة، وهذا ما يجب ان يقضي محاسبته، لانه في موقعه لم يكن مفكرا فقط، انما كان صاحب قرار، هذا ما عبر عنه الدكتور حازم حسني في حواره الخطير بدقة وفي اول تفسير علمي لما اقدم عليه السيد النائب محمد البرادعي ومازال، احضر لنا آشتون وماكين وجميع شذاذ الافاق الذين مازالوا يتوافدون علينا لتدويل الاعتصام. الي ساحة رابعة، هذا بعض من ظاهر الأمور، يمضي الدكتور حازم حسني في شرحه وتفسيره لما جري، خاصة الاسباب التي دعت الي طلب القائد العام للتفويض الشعبي.