فتح الله باب التوبة لعباده، حتي يحيا المسلمون سعداء وحتي تعيش المجتمعات مستقرة، ويتعامل الافراد في محبة ووئام، ومن حكمة الله في قبول توبة المخطئين، أن أي مرتكب معصية لو وجد أنه لا رجعة فيما ارتكبه، سيتمادي في اخطائه، فالسارق سيظل يسرق، والكاذب سيستمر في كذبه، وكذلك الزاني والعاصي، وتارك الصلاة، وتارك الزكاة، والظالم والنصاب.. ويفسد المجتمع وتفسد الحياة. ويقول الله تعالي في سورة البقرة الآية 37 » فَتَلَقَّي آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ« وفي الآية 222 »إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ« وفي سورة النصر الآية 3 »فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاب«. والتوبة ليست باللسان فقط، ولكن بالقلب والعقل والعمل، فيجب ان يشعر التائب بالندم علي فعل المعصية، ويحزن علي انه ارتكبها ويتمني انه لم يفعلها.. ولابد ان يقلع عن المعصية فورا، ولا يؤجل التوقف عنها، فإن كانت في حق الخالق تركها، ودعا ليغفر له وان كانت من حق المخلوق ذهب لصاحبها لكي يسامحه.. ولابد للتائب ان يعزم علي ألا يعود لهذه المعصية أبدا. ولا اسهل من التوبة وبخاصة اذا كنت تطلبها من خالقك الذي كتب علي نفسه الرحمة، ولا يريد بعباده الا الخير، »فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره«. ويقول تعالي ليطمئن عباده مرتكبي المعاصي في سورة الزمر الآية 53 »قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَي أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ«. اعلن توبتك الآن. واطلب العفو من الله علي اخطائك في حقه وحق نفسك، واذهب لمن اخطأت في حقه واطلب منه ان يسامحك. الوقت لم يفت.. والفرصة متاحة.