شهر علي ثورة 30 يونيو ... 28 يوما علي بيان الفريق أول السيسي بعزل مرسي والإعلان عن خارطة الطريق ... 5 أيام علي منح التفويض الي السيسي لمواجهة الارهاب ... 4 أيام علي دعوة الدكتور البرادعي، نائب رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية ، لآشتون للحضور الي مصر . خلال ال 48 ساعة الماضية شهدت مصر معركة طاحنة بين عشاق البوب يناير 2011 وبين منتقدي "البرادعي يونيو 2013" ... كما شهدت مصر حملة إلكترونية أطلقها الاخوان المسلمون لجمع توقيعات لمحاكمة السيسي أمام المحكمة الجنائية الدولية ، استكمالا لتظاهرات العفن الفكري للإخوان ، الملازمة في توقيتها مع الدعوة الرومانسية- المرفوضة - للتفاوض مع الاخوان الآن ..هذا استعراض لأجندة مصر خلال أخطر شهر في تاريخها المعاصر ... وكما حدث من قبل ، بدأت الأعصاب في الشد ،والحالة المضطربة في الانتشار ، السبب أن 35 مليونا اندفعوا الي الميادين منذ3 أيام لمنح السيسي التفويض الأشهر لسحق الارهاب فكانوا يتوقعون مواجهة سريعة في رابعة العدوية والنهضة ، يسبق بداية الحرب علي العصابات المتأسلمة في سيناء ... لكن بالنظر الي أجندة مصر نجد مبادرة نائب الرئيس لدعوة آشتون للزيارة ... هنا في الغالب راجع السيسي بحكمة وهدوء سسالخطة من حيث الاستراتيجية والتكتيك ...وإن كان هذا موقفه فأنا معه ... أمس وقد مر 3 أيام علي التفويض ، عقد مؤتمر صحفي للبرادعي وآشتون في ختام زيارتها ... صرح البرادعي "....ان مرسي لا يمكن أن يكون له دور ، أو يشارك في العملية السياسية " ... هذا أمر قرره الشعب منذ شهر ولا يحتاج الي تصريح أو تأكيد أمام آشتون أو حتي أوباما أو في مؤتمر صحفي ...نكمل التصريح " مؤكدا أن جماعة الاخوان المسلمين مرحب بها في المشاركة في مثل هذا الحوار والعملية السياسية المستقبلية " .... هذا كلام يخالف القانون وأحكام القضاء ... كان مجلس الدولة قد أصدر حكما ، أثناء حكم مرسي ، بأن جماعة الاخوان المسلمين غير موجودة ... فكيف يمكن اشراك عَدَم في حوار ؟ ولو افترضنا قبولنا العدم هل يدعي المرشد العام وبطانته للتفاوض قبل أم بعد المحاكمات ؟ الأهم التفاوض علي ماذا ؟ ... وأي حوار يقصده البرادعي ؟... ومن يحدد أجندة الحوار و التفاوض ؟ ... ومن يقر كل هذا التوجه المرفوض؟.... نحن بصدد وضع دستور جديد ،وقانون انتخابي جديد ، واجراء انتخابات برلمانية تليها الرئاسية ، وهذه هي خارطة الطريق التي أعلنها السيسي منذ 28 يوما .. هل هنا يمكن التفاوض ؟ هل أياد أمرت بالعبث بخارطة الطريق ؟ هل هناك عراقيل توضع لتأجيل الاستقرار في الوادي وقواتنا المسلحة متجهة الي سيناء لتطهيرها ؟...الدستور وأحواله المعوجة تأتي آخر أخباره مخيبة للآمال كتصريحات نائب رئيس الجمهورية. يقول مقرر اللجنة الفنية لتعديل الدستور " حول ترشيحات لجنة الخمسين وطريقة اختيار أعضائها ستتم العودة الي الرئاسة لمعرفة كيفية وضع معايير الاختيار " ... الخيبة الملتزمة ! ... المهم أن الجميع يطالب بإلغاء الدستور العدمي لكن يرد المؤمن الملتزم مقرر اللجنة " نعمل بما يرضي الله " ... ونعم بالله يا سيدي !! .. وبعدين ؟؟ ... خيبة ، وقلة قيمة ، الرقص والتنطيط في المساحة الرمادية ... لا نريد الآن ونحن نجتاز أدق الساعات في تاريخ مصر أراجوزات ولكن محترفين .. لا نريد من يجيد عجن عجين الفلاح لكن رجالا قادرين علي اتخاذ مواقف .. الخيبة الكبري هي مانشيت الأخبار " مالك الإخواني يشارك في مقترحات تعديل الدستور " .... وهذا أيضا من ضمن العمل وفق القانون والحكمة أمام " الخواجات " ؟ ... انها المهزلة بعينها .... ولابد أن يوضع لها نهاية فورا ! بالنظر الي أجندة مصر في 30 يوما ، والي تصرفات القابعين في المنطقة الرمادية ، والي المخاطر في سيناء وجرائم اغتيال جنودنا يوميا ، والي تحول اشارة المرور الي مسخرة سياسية وأمنية أصبح لها نجومها هنا وهناك قد تعرقل تنفيذ التفويض ، أتصور أن قرار فض هذا العبث الإخواني ضرورة ملحة ، والقانون يطالب الدولة بإنهاء هذا الوضع المزري والمهدد لهيبة الدولة .. انطلق يا سيسي وخلص !... أما الطريقة العبثية التي يوضع بها الدستور ، أخشي أن دعوتي اليومية ، ومنذ سقوط مرسي وعصابته ، والمطلوب التفاوض معها حتي قبل انهاء المحاكمات، قد تدفع الأمور الي اتجاه فرض إلغاء دستور العدم الاخواني ، فليتفادي المستشارون المنطقة الرمادية ...حفاظا علي ماء الوجه ... المخاطر أكبر بكثير مما يتصور حكماء المنطقة الرمادية ... هي إلتفاف وعودة الي تنفيذ وفرض المخطط الأمريكي ، وإجهاض أي جهود للقضاء علي الإرهاب في سيناء لما يمثله من خادم لأجندة أمريكا في المنطقة ...الشعب انطلق مرتين في شهر وبالملايين ... انطلق لينقل البلاد من حال الي حال .. ثار علي كل شيء تطلعا الي مستقبل مشرق ... رافضا المنطقة الرمادية ... نحن في حالة ثورية وحالة حرب ... ونرحب بالمعارك ... ونساند قواتنا المسلحة والشرطة فيما هم مقبلون عليه خلال الساعات القادمة ...لن يبني مصر سوي الشعب وقيادة لا تعرف للنصر بديلا .... والله معنا .... بالهمة!