مصر تشهد هذه الأيام مزيجا من أمور منها الجاد ومنها الهزلي... المؤكد أن خلفية المشهد مليئة بكافة سلبيات ما بعد 25 يناير والتي أدت في النهاية الي ثورة يونيو. طارت في سماء مصر دعوات.. أطالع الأخبار اليوم 19 يولية (ص3) وأذهل من كم القوي والمنظمات الموجودة علي الساحة.. جميعها وجهت دعوة نصها له العجب " جمعة الشعب ضد الإرهاب في ذكري انتصار 10 رمضان للتأكيد علي مكتسبات 30 يونيو ولاستكمال ثورة 25 يناير... ورفضا للإرهاب الذي تشهده مصر من الإخوان ".. ما هذه الجملة ؟ من كاتبها ؟ أهذه سوريالية سياسية ؟... أنحن عائدون الي كواليس ما بعد يناير ؟ أشياطين الإنس يتزاحمون علي أطلال المسرح السياسي العبثي ؟... الفنان الثوري التقدمي خالد يوسف وهو يضيف العمق الفلسفي والحكمة الثورية المتوهجة فيقول " الشعب سينزل أيضا في مليونية يوم 23 يوليو للاحتفال بثورات مصر"... هؤلاء بالنسبة لي إما مهرجون أو متآمرون علي الشعب. وأري أيادي عابثة وخطيرة وراء كل هذا... أما حركة كفاية فسارعت بتقديم عرض بهلواني من العري الفكري فتدشن حملة لطرد السفيرة الأمريكية... أحذر من أن استمرار هذا العبث خطر علي مصر... المليونية الأسبوعية عبث... الأهم هو الدستور... من قام بدور من أجل مصر ليس دائنا لشعب مصر فيطل علينا علي مدار اليوم بأحاديث ومواعظ ودعوة لمليونيات... الآن علينا الانتقال الي الشرعية الدستورية... من لديه شوق للثورية فليجعلها فكرية وليست مليونية... أعطوا للحناجر راحة واستدعوا العقول للصدارة... أكد مستشار الرئيس للشئون الدستورية أن لجنة الخبراء ستبدأ عملها بعد أيام وفور صدور القرار الجمهوري بتشكيلها.. وأشار الي أن اللجنة ستحدد حجم التعديلات علي دستور 12 وما إذا كان الأمر يحتاج الي تعديل كلي أم الي تغيير شامل !!!.. هنا نقطة خلافي مع الاعلان الدستوري الذي نص علي تعديل الدستور.. ما الحكمة وقد سقط الدستور مع ثورة يونيو ؟... الدكتور إبراهيم درويش يؤكد ان ما صدر في 12 ليس دستورا ولا يمكن ترقيعه او تعديله... لعدم إضاعة المزيد من الوقت دعونا من " تعديل " أم " تغيير"... وإنسفوا دستور 12 ولنكتب دستورا جديدا... نحن أحرار في كتابة دستورنا ، لن يفرض علينا وصاية من فئة أو أحد أو من فزاعة وهمية وهزلية... الثورة في خطر ، ومصر قد تختطف مرة أخري خطفة غاشمة إن انزلقنا في متاهات ثورية عبثية مسماة " مليونيات " وفضائيات الهرتلة ، مصحوبة بسطحية في وضع الدستور والتمسك بإحياء ميت... دستور 12 ولد سفاحا ومات... وتحدثوننا عن تجميله ؟... لن نسمح بخطف مصر تحت غطاء ثوري مرة أخري وتحويل شعب مصر الي رهائن... أمريكا تشعر أنها تفقد الهيمنة علي مصر وعلي المنطقة ولن تتابع الأمور مكتوفة الأيدي... فديل الكلب لا ينعدل... ونحن نستدعي لمليونيات وخبراء يحدثوننا عن إحياء قتيل ، نجد واشنطن تعلن تعاونها مع حكومة الببلاوي.. ونجد جريدة الوول ستريت تنشر حديثا بين رايس ، مستشارة أوباما للأمن القومي ، وعصام الحداد تدعوه قبل 30 يونيو الي تشجيع مرسي لقبول مطالب الشعب لتفادي انقلاب عسكري... التجميل والتبرير سيستمر ولكن حذاري من حركة الالتفاف والطعن من الخلف... الامارات أودعت 3 مليارات في البنك المركزي... تحويل السعودية والكويت يصل الإسبوع القادم.. أنا أكرر طلبي الي الببلاوي بتقديم خطة الحكومة خلال أيام.. تركيا أصيبت بحالة قد تستدعي تجميد العلاقات معها تماما أو قطعها... فأردوغان لازال يطالب بعودة مرسي.. من أنت أيها الإمعة الأمريكية المتسول الانضمام الي الاتحاد الأوروبي ، لتطلب من أسيادك من يحكم ومن لا يحكم ؟.. الأدهي أن الحمق الأردوغاني أوصله الي تصدير سلاح تم ضبطه في ميناء بورسعيد (الأخبار ص3)... الشركة المستوردة هي ذاتها السابق استيرادها لملابس عسكرية وفوارغ أعيرة نارية في عجالة أردت أن أقول أن المشهد سيزداد خطورة مع مرور الأيام... الخطر ليس مصدره فقط فزاعة أمريكا التي استخدمتها عقودا وهم الاخوان ،أو البديل السلفيين ، او كومبارسات مسرح الهزل السياسي المصري المبرمج من أمريكا ، وكل من يخلق، من اليسار من كتاب بير السلم ودكاترة آخر الزمان ، التوازن مع أقصي اليمين... . أمريكا هذه المرة هي ذاتها ستتحرك... وستحرك دولا مثل تركيا التي كانت جزءا رابحا من نتائج " ربيع قطران "... إلا أن نجاح ثورة يونيو أدي الي إجهاض المؤامرة علي الشعب السوري بعد أن راح ضحيته حتي الآن 100 ألف قتيل و3 ملايين نازح... مع وجود القاعدة في شمال سوريا... إنجلترا أعلنت عدم تقديم دعم للمعارضة وكذلك فرنسا... من يعتقد أن المباراة انتهت أو أنها مقصورة علي إشارة رابعة هو مخطيء... علينا الانطلاق الي الضمانة المؤكدة للاستقرار والقوة وهو الدستور... الإرهابيين في سيناء والوادي تتولي أمرهم القوات المسلحة والداخلية... التنمية والعمل العمل العمل مسئولية شعب عليه أن يصمت كثيرا ويفكرا أكثر.. الأقزام عليهم الانصراف من الساحة فالمعركة الحالية ولعقود قادمة هي معركة العملاق المصري والنصر له بإذن الله.. بالهمة!