السينما فن جماعي.. تنجح بتضافر عناصر الفيلم من سيناريو وتمثيل وتصوير ومونتاج واخراج.. فاذا سادت الفرقة والخلافات وتفجرت الازمات كانت النتيجة »الديلر« هذا الفيلم الذي ظل يصارع الحياة علي مدي ثلاث سنوات توقف خلالها التصوير اكثر من مرة واستمرت الخلافات حتي موعد عرضه بعد ان تم تعليق الافيشات وذهب الجمهور لمشاهدة الفيلم فلم يجده.. واضطرت الشركة الموزعة لعرض فيلم احمد حلمي »عسل اسود« بدلا منه انقاذا للموقف بعد ان تأخر طبع نسخ »الديلر«. ثم تمخض الجبل فولد فأرا.. فالفيلم الذي يبدو انه توافرت له عناصر النجاح بفريق عمل مميز جاءت شخصياته بلا عمق واداء ابطاله باهتا بلا ابداع.. واحداثه ملفقة بلا منطق ولا اظن ان احدا من فريق عمل الفيلم يستطيع ان يفخر به أو يضعه بثقة في قائمة افلامه.. فالفيلم لا يضيف شيئا لبطولة النجم احمد السقا بل ينتقص منه فاذا كان السقا قد بني علاقته مع الجمهور خطوة بخطوة.. فلا يكفي ابدا ان يعلن ندمه أو صدمته من الفيلم.. بل عليه ان يتوقف مع نفسه ويعيد النظر في اختياراته فبعيدا عن كل اخطاء »الديلر« فقد جاء دوره متشابها إلي حد كبير مع فيلم »ابراهيم الابيض« ولا اظن ان الفنان خالد النبوي يمكن ان يفخر بالفيلم رغم اجتهاده الواضح فيه ولا حتي المطربة مي سليم التي كانت تنتظر نتيجة »الديلر« ليكون نقطة انطلاقها كممثلة.. اما المؤلف د.مدحت العدل فقد كان يجب ان يدافع عن فيلمه طالما حدث تشويه للسيناريو وليس مجرد تعديل.. وفي اعتقادي ان المخرج احمد صالح يتحمل الجانب الاكبر من هذه الاخطاء فهو قائد العمل وهو الذي يري الفيلم ككل في النهاية.. اما اذا كانت جهة الانتاج قد استعانت كما تردد بمخرج آخر لاستكمال الفيلم فسوف تظل اتهامات الفشل تطول الجميع. واذا كانت كواليس اي عمل فني لا يراها الجمهور فإنه لاشك يلمسها علي العمل الفني ذاته.. فهي تنعكس علي الشاشة وقد انعكست بالفعل علي »الديلر« الذي يجب ألا يتم التعامل معه بمنطق »فيلم يفوت ولاحد يموت« فالفيلم يظل وثيقة اشادة أو ادانة مهما مرت السنوات.