مازال الوقت مبكرا للحكم علي الأعمال الدرامية فالمنطق يقول إنه لا يجب التعرض بالنقد لأي عمل فني قبل انتهائه ولكن ذلك لا يمنع من رصد بعض الظواهر علي شاشة رمضان. أولها حالة العند الفني التي أنتهجها بعض صناع الدراما ضد التيار الإسلامي أو علي الأصح الإخوان الذين كانوا علي رأس السلطة وقت تنفيذ هذه الأعمال فتفشت الألفاظ الخارجة ومشاهد العري في عدد كبير من الأعمال بعضها بمبرر درامي يتفق مع السياق وبعضها تم (حشرة) بافتعال ومبالغة رافعين شعار (فلتذهب الرقابة إلي الجحيم) وتكاثرت المشاهد والعبارات الخارجة التي تضمنتها المسلسلات وهو ما كان البعض يقدمه في افلام السينما بهدف شباك التذاكر حتي ظهر اتجاها يرفع شعار السينما النظيف فهل أصبحت الدراما في حاجه إلي رفع شعار ( دراما نظيفة) خاصة مع الجرأة التي وصلت إلي حد تناول زنا المحارم والكثير من السباب والعري ومشاهد المخدرات بما يثير غضب معظم المشاهدين خاصة وأن هذه المشاهد تتعارض مع روح الشهر الكريم وتضم قائمة الأعمال التي تقع في هذا العند الفني مسلسلات ( اسيا ) و (الزوجة الثانية ) و (حكاية حياة) و (موجة حارة ) ويتصدرهم مسلسل ( مزاج الخير ) الذي لا أدري ماذا سيفعل بطله مصطفي شعبان في المستقبل إذا قل سوق المخدرات وارتفعت ثقافة الناس بعد أن حصر نفسه في دراما أفض ما يطلق عليه دراما (الترسو). سيطرة الثورة ورجل الدين المتشدد والانتخابات وقضايا الفساد والخطاب سياسي الديني العديد من الإسقاطات السياسية علي الأوضاع الحالية في مصر منذ وصول جماعة الإخوان المسلمين إلي الحكم مما أثار اتهامات أو إيحاءات لتشويه سمعة العاملين بالدعوة الدينية. والبلطجة علي الكثير من موضوعات دراما رمضان هذا العام مثل أعمال (الداعية ) و(نيران صديقة) و(علي كف عفريت ) و (بدون ذكر اسماء) و( تحت الارض) و( اسم مؤقت) و(العراف) و ( نظرية الجوافة) ولو برؤية كوميدية ساخرة و( خلف الله ) الذي تعامل مع الدين بنظرة فلسفية تخلط بين الواقع والخرافه ومسلسل (ذات )الذي يجمع بين الواقع السياسي والبعد التاريخي. قلة عدد الأعمال الاجتماعية ورومانسية بعيدا عن القضايا السابقة فلا تضم القائمة سوي مسلسلات (فرح ليلي) الذي يطرح قضية رفض سيدة الزواج خوفا من الإصابة بمرض السرطان الذي قتل الكثير من نساء عائلتها. ومسلسل (نقطة ضعف ) الذي يعد الأكثر نعومه ورومانسية هذا العام وكذلك مسلسل (نكدب لو قلنا مبنحبش ) ليسرا وأيضا مسلسل (الوالدة باشا ) و ( الصقر شاهين ) ومسلسل (الشك).كما قلت عدد الأعمال الكوميدية والسيت كوم عن الأعوام السابقة. غياب قضايا الطبقة الوسطي التي اختفت تقريباً من الدراما المصرية والعربية وأصبحت المسلسلات تركز علي طبقة الأثرياء وقاطني القصور والفيلات أو سكان الحواري والعشوائيات.. والإسراف في استخدام الفلاش باك بما يضعف النص احيانا ويشتت المشاهد. عدم وجود أي مسلسل ديني مصري ولم يوجد علي الساحة إلا عمل ديني واحد هو مسلسل ( خيبر ) الذي يمكن أن نطلق عليه أنه نصف مصري بمؤلفه يسري الجندي وبعض الممثلين المصريين وان كان المنطق يؤكد انه غير مصري نسبة إلي مخرجه وجهة انتاجه ومع ذلك يحسب له حفظ ماء وجه الدراما العربية هذا العام خاصة انه عمل رائع لكن طريقه للعرض علي شاشة التليفزيون المصري وجد من يعوقه ودون سبب واضح ربما خوفا من اغضاب اليهود. ومن الظواهر الإيجابية ارتفاع جودة الصورة وتميز الديكورات وإن قلت المشاهد الخارجية بسبب الأحداث التي صاحبت وقت التصوير والتي اضطرت الكثير من المخرجين للبحث عن أماكن مغلقة وآمنة للتصوير.. ومن الإيجابيات أيضا ظهور مؤلفين جدد لمعظم الاعمال التي يشارك في بطولتها النجوم في تجارب مع مؤلفين شباب من أصحاب التجارب الأولي أو الثانية في الكتابة للدراما التليفزيونية ومنهم محمد أمين راضي في مسلسل (نيران صديقة ) وياسر عبد المجيد وعمرو الشامي في مسلسل ( مشوار فرعون) وعمرو الدالي في مسلسل (فرح ليلي) وحازم متولي وزكريا السيلي في مسلسل (خلف الله) مريم ناعوم في مسلسلي (موجة حارة) و(ذات) وهشام هلال في مسلسل (تحت الأرض) و(فض اشتباك ) ووفي نفس الوقت تواجد مؤلفين كبار أمثال وحيد حامد ومصطفي محرم. شهدت الإعلانات تميز في مستوي الأفكار كما تفوقت بعض الإعلانات علي البرامج في بث رسائل ومضامين ايجابيه عن وحدة المصريين وعدم انقسامهم وخلت الإعلانات من أي مشاهد وان عابها الاستخدام الفج للأطفال في اعلانات جمع التبرعات.